منتديات المروج المشرقـــة

منتديات المروج المشرقـــة (http://www.moroujs.com/vb/index.php)
-   مروج السيرة النبوية الشريفة (http://www.moroujs.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   (أم سلمة ) صاحبة الرأى والمشورة (http://www.moroujs.com/vb/showthread.php?t=6350)

فاطمة الزهراء 07-31-2011 02:38 PM

(أم سلمة ) صاحبة الرأى والمشورة
 




( أم سلمة ) صاحبة الرأى والمشورة



فى يوم الحديبية دخل رسول اللَّه ( عليها، يشكو إليها عدم إجابة المسلمين لمطلبه
حين أمرهم بالنحر والحلق. فقالت - رضى اللَّه عنها - للنبى (: يا رسول اللَّه! اخرج فلا تكلم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بُدْنَك، وتدعو حالقك فيحلقك، ففعل النبي ذلك بعد أن استصوب رأى أم سلمة، عندها قام الناس فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمَّا.

إنها أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبى أمامة بن المغيرة، وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة من بنى فراس، وكان أبوها يعرف بلقبه (زاد الراكب)؛ لأنه كان جوادًا، فكان إذا سافر لا يترك أحدًا يرافقه ومعه زاد إلا وحمله عنه.

وكانت أم سلمة -رضى الله عنها- (أكبر زوجات النبي ).

عندما علم المسلمون المهاجرون إلى الحبشة بدخول عمر بن الخطاب، وحمزة بن عبد المطلب في الإسلام ازداد حنينهم لمكة وللرسول ، ( فعادت أم سلمة وزوجها عبد اللَّه بن عبد الأسد -الصحابى الجليل وصاحب الهجرتين وابن عمة رسول اللَّه (- الذي استجار بأبى طالب بن عبد المطلب فأجاره ، لكن أبا طالب لم يلبث أن فارق الحياة، فاشتدت العداوة بين قريش والمسلمين، وأمر النبي ( أصحابه حينئذ بالهجرة إلى يثرب).

تقول أم سلمة في هذا: إنه لما أراد أبو سلمة الخروج إلى المدينة، أعد لى بعيرًا، ثم حملنى عليه، وحمل معى ابنى سلمة في حجري، ثم خرج يقود بى بعيره.
فلما رأته رجال بنى المغيرة، قاموا إليه فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت
صاحبتنا هذه، عَلام نتركك تسير بها في البلاد؟! فنزعوا خطام البعير من يده، فأخذونى منه عنوة.
وغضب عند ذلك بنو عبد الأسد - قوم أبى سلمة - فقالوا: لا واللَّه لا نترك ابننا عندها
إذ نزعتموها من صاحبنا، فتجاذبوا ابنى سلمة بينهم حتى خلعوا يده، وانطلق بنو أسد،
وحبسنى بنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجى أبو سلمة إلى المدينة فَفُرِّق بينى
وبين زوجى وبين ابني، فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالأبطح، فما زلت أبكى حتى مضت سنة أو نحوها.
فَمَرَّ بى رجل من بنى عمى - أحد بنى المغيرة - فَرأى مابي، فرحمني.
فقال لبنى المغيرة: ألا تُخْرِجون هذه المسكينة؟! فَرَّقْتُم بينها وبين زوجها وبين ابنها.
ومازال بهم حتى قالوا: الحقى بزوجك إن شئت. وردّ على بنو عبد الأسد عند ذلك ابني، فرحلت ببعيرى ووضعت ابنى في حجرى ثم خرجت أريد زوجى بالمدينة، وما معى أحد من خلق اللَّه.حتى إذا كنت بالتنعيم - مكان على فرسخين من مكة - لقيت عثمان بن طلحة، فقال: إلى أين يا بنت أبى أمية؟
قلت: أريد زوجى بالمدينة.
فقال: هل معك أحد؟ فقلت: لا واللَّه، إلا الله وابنى هذا.
فقال: واللَّه مالك من مَتْرَك.
وأخذ بخطام البعير فانطلق معى يقودني، فواللَّه ما صحبت رجلا من العرب
أراه كان أكرم منه ؛ إذا نزل المنزل أناخ بى ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها،
فإذا دنا الرواح قام إلى بعيرى فقدمه ورحله، ثم استأخر عنى
وقال: اركبي. فإذا ركبت واستويت على بعيري، أتى فأخذ بخطامه فقاده حتى ينزل بي.

فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بى المدينة. فلما نظر إلى قرية بنى عمرو بن عوف بقباء -
وكان بها منزل أبى سلمة في مهاجره -
قال: إن زوجك في هذه القرية، فادخليها على بركة اللَّه. ثم انصرف راجعًا إلى مكة.

فكانت أم سلمة بذلك أول ظعينة (مهاجرة) دخلت المدينة، كما كان زوجها أبو سلمة
أول من هاجر إلى يثرب من أصحاب النبي (، كما كانا أولَ مهاجِرَيْنِ إلى الحبشة وفى المدينة عكفت أم سلمة - رضى اللَّه عنها - على تربية أولادها الصغار ؛
سلمة وعمر وزينب ودرة. وجاهد زوجها في سبيل اللَّه، فشهد مع النبي ( بدرًا وأحدًا، واستعمله ) على المدينة إبّان غزوة العشيرة ؛ نظرًا لإخلاصه وحسن بلائه، وجعله أميرًا -مرة- على سرية، وكان معه مائة وخمسون رجلا منهم "أبو عبيدة بن الجراح"؛ وذلك عندما بلغ النبي ( أن بنى أسد يُعِدُّون لمهاجمته في المدينة. فعاد أبو سلمة مظفرًا، لكن جرحه الذي أصيب به يوم أحد انتكأ بصورة شديدة أودت بحياته، فمات شهيدًا.

فقالت له أم سلمة يومًا: بلغنى أنه ليس امرأة يموت زوجها، وهو من أهل الجنة،
ثم لم تتزوج بعده، إلا جمع اللَّه بينهما في الجنة، وكذلك إذا ماتت المرأة وبقى الرجل بعدها.. فتعال أعاهدك ألا تتزوج بعدي، وألا أتزوج بعدك.
قال: فـإذا مت فتزوجي، ثم قال: اللهمَّ ارزق "أم سلمة" بعدى رجلا خيرًا منى لا يحزنها ولا يؤذيها.[ابن سعد].
فلما انتهت عدتها من وفاة زوجها -رضى اللَّه عنه- تقدم أبو بكر، ثم عمر -رضى اللَّه عنهما- ليخطباها ولكنها ردتهما ردًّا جميلاً.
وكان رسول اللَّه ( يواسيها ويخفف عنها لما توفى زوجها، ويقول لها: "قولي: اللهم اغفر لنا وله، وأعقبنى منه عقبى صالحة" [أحمد ومسلم وأبو داود].
ومرت الأيام، وأراد رسول اللَّه ( أن يتزوجها، فأرسل حاطبَ بن أبى بلتعة يخطِبها له.
فقالت السيدة أم سلمة: مرحبًا برسول اللَّه وبرسله، أخبر رسول اللَّه ( أنى امرأة غَيْرَى (شديدة الغيرة)، وأنى مُصْبِيَة (عندى صبيان)، وأنه ليس أحد من أوليائى شاهدًا. فبعث إليها رسول اللَّه ( يقول: "أما قولك: إنك امرأة مصبية، فالله يكفيك صبيانك )
(وفى رواية: أما أيتامك فعلى اللَّه ورسوله)، وأما قولك: إنك غَيْري، فسأدعو اللَّه أن يذهب غيرتك، وأمـا الأوليـاء، فليـس منهم شاهـد ولا غائـب إلا سيرضى بي" [ابن سعد].

فلما وصلها جواب رسول اللَّه ( فرحت به، ووافقت على الزواج منه ( فتزوجها ونزلت أم سلمة من نفس النبي ( منزلا حسنًا؛ فكان ( إذا صلى العصر دخل على أزواجه مبتدئًا بأم سلمة ومنتهيًا بعائشة؛ رضى اللَّه عنهن أجمعين.

وقد شهدت أم سلمة -رضى الله عنها- مع رسول الله ( فتح خيبر، وفتح مكة وصحبته في حصار الطائف، وفى غزوة هوازن وثقيف، وكانت معه في حجة الوداع.

وظلت السيدة أم سلمة تنعم بالعيش مع رسول الله ( حتى لحق بالرفيق الأعلى.
وتعد السيدة أم سلمة - رضوان اللَّه عليها - من فقهاء الصحابة.
رُوِى عنها 387 حديثًا، وأُخرج لها منها في الصحيحين 29 حديثًا، والمتفق عليه منها 13 حديثًا، وقد روى عنها الكثيرون.

وامتد عمرها فكانت آخر من تُوُفِّى من نساء النبي (، وكان ذلك في شهر ذى القعدة
سنة 59 للهجرة، وقد تجاوزت الثمانين عامًا.

اختكم فاطمة الزهراء


شيماء السعدني 08-02-2011 10:56 PM


شكر الله لك جهدك الطيب أختي فاطمة لزهراء
وجعله بموازين حسناتك

موضوع جميل وسيرة طيبة لام من امهات المسلمين وزوجة النبي صلى الله عليه وسلم

موفقة بإذن الله
لك مني أجمل تحية

سجلت هنا : شيماء

محمد عصام 08-11-2011 10:08 PM

شكرا اختي فاطمة الزهراء على هذه السيرة الطيبة لزوجة من ازواجه عليه الصلاة والسلام وصاحبة الحكمة والتي كان رسول الله يستشيرها في امور كبيرة

اختيار موفق
جعله الله لك في ميزان حسناتك

في انتظار الجديد لك اغلى الاماني



محمد عصام

مرجانة 08-13-2011 02:45 PM


مشكورة اختي فاطمة الزهراء على هذا العرض والسيرة الطيبة لزوجة من ازواج النبي عليه الصلاة والسلام والتي كان لها حكم كبيرة

تسلم الايادي

بارك الله فيك

تقبلي مروري

اختكم
مرجانة

بنت الشاطئ 08-18-2011 11:42 PM


موضوع رووووووعة مع سيرة طيبة لزوجة من زوجاته عليه الصلاة والسلام
وحياتها المشرفة


يسلمو على الموضوع القيم

شكرا اختي فاطمة الزهراء على اختياركـ


بنت الشاطئ

ماجدلين 08-20-2011 01:26 AM

شكرا اختي فاطمة الزهراء على هذا العرض المفصل لحياة زوجة حكمية من زوجات الرسول عليه الصلاة و الف سلام

نفحة طيبة جعلها الله لك في الدارين

في انتظار مزيدك المنير

اختكم
ماجدلين

فيحاء 08-23-2011 05:23 PM



ما شاء الله اختي فاطمة الزهراء على هذا العرض القيم والسيرة الكريمة
شكرا على هذا العرض الجميل

دائما تتقنين الاختيار
مزيدا من تقديمك لكل جديد


فيحاء

جـوهرة 99 08-23-2011 11:41 PM

رد
 
كم نحن بحاجة الى هذه السيرات الطيبة التي تجمع عدة عبر ومواعض منها ان نبي الله وسيد الخلق اجمعين عليه الصلاة والسلام كان مثال التواضع والتعامل الطيب بزوجاته وكان يأخذ برأيهن في امور سياسية كبيرة ولم يهمشهن لانهم نساء كما استصغرهن الكثير


فيا لعظمة هذا الدين الذي لم يترك كبيرة ولا صغيرة الا ووضحها كما كان حبيبنا المصطفى هو خير قدوة لنا

شكرا غالتي فاطمة على هذا العرض القيم الذي يحمل الكثير من المواعض

جعله الله لك في موازين حسناتك يوم المثول


دوما نترقب منك المزيد من هذا الرقي


اختكم جوهرة

يوسف تميم 10-07-2011 01:37 PM


اختي الكريمة فاطمة الزهراء

شكرا على هذا الموضوع القيم والاختيار الجميل
سيرة كريمة لزوجة الرسول عليه الصلاة والسلام السيدة ام سلمة رضي الله عنها التي كانت تحمل المشورة والحكمة


تحياتي

يوسف تميم

نووور القمر 12-17-2011 09:26 PM

تذكير رائع بهذه السيرة الطيبة لام المؤمنين السيدة او سلمة

شكرا اختي فاطمة الزهراء على هذا الاختيار الممتاز

ننتظر منك المزيد

نووور القمر


الساعة الآن: 05:17 PM

Powered by vBulletin® Version 3.6.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات المروج المشرقة