منتديات المروج المشرقـــة

منتديات المروج المشرقـــة (http://www.moroujs.com/vb/index.php)
-   مروج الفتاوى الدينية (http://www.moroujs.com/vb/forumdisplay.php?f=83)
-   -   كفالة اليتيم وأهم الفتوى عنه (http://www.moroujs.com/vb/showthread.php?t=5473)

جـوهرة 99 04-02-2010 11:46 PM

كفالة اليتيم وأهم الفتوى عنه
 


كفالة اليتيم: حكمها وشروطها

كفالة اليتيم أمر قد رغبنا الإسلام فيه ترغيبا شديدا ووعد عليه بالجنة ، ووصي باليتيم خيرا ، وحذر من الإساءة إليه ، والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة ، منها قوله تعالى : ( وآتوا اليتامى أموالهم ) وقوله تعالى : (ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير ، وإن تخالطوهم فإخوانكم ) وكذلك قوله : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى) وقوله : ( أرأيت الذي يكذب بالدين ، فذلك الذي يدع اليتيم ) وقوله سبحانه : ( وأما اليتيم فلا تقهر).


وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا) ،وأشار بأصبعيه : السبابة والوسطى ( متفق عليه).


‏ وليست هناك شروط لهذه الكفالة إلا العدل والإحسان وتجنب ظلم اليتيم .


وهذه الكفالة مرتبطة باليتم ، واليتيم هو الذي مات أبوه ولم يبلغ مبلغ الرجال ، فإذا بلغ الصبي الرشد لم يعد يتيما ، إلا إذا كان في عقله سفه أو جنون ؛ فيظل في حكم اليتيم وتستمر كفالته ، والبنت تظل في الكفالة حتى تتزوج ، لقوله تعالى : ( وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ).

فإذا بلغ الصبي اليتيم رشيدا ولكنه فقير فيكون الإحسان إليه من باب أنه فقير .


يقول الدكتور محمد بكر إسماعيل الأستاذ بجامعة الأزهر:


اعلمْ أن اليتيم شرعًا هو صغيرٌ ماتَ أبوه، فإذا بلغ الحُلُم لم يَعُدْ يَتِيمًا، ولكن لا يُسلَّم له مالُه ـ إن كان له مال ـ إلا إذَا بلغ الرشد، وذلك يُعرَف باختباره في التصرُّفات المالية وغيرها، فإذا رأيناه يُحسن التصرُّف سلَّمناه ماله، لقوله تعالى : (وابْتَلُوا اليَتَامَى حتَّى إذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إليهم أمْوالَهمْ ...) الآية (سورة النساء: 6) ومعنى (ابْتَلُوا اليتامى) : اخْتَبِرُوهمْ في الأعمال والتصرُّفات المالية وغيرها حتى تَعلموا أنهم قادرون على إدارة أموالهم بخِبرة وحِكْمة.(انتهى)


أما وضع اليتيم مع الأسرة ‏ : فإنه أجنبي عنها ، فإذا بلغ وجب معاملته كأجنبي ، وقدأبطل الله التبني وحرمه ، مع الترغيب في كفالته ، فلا يحرم تزوجه من أولاد المتبني ؛ مالم يوجد مانع آخر كالرضاعة، ويجب على زوجته وبناته التحجب أمامه منذ البلوغ أو انتباهه لأمور النساء ، ويحرم عليهن الخلوة به وغير ذلك مما ينطبق على الأجنبي .


كما يجب أن يفصل بينه وبين أولاد الكافل له المختلفين عن جنسه ؛ في المضجع الذي ينامون فيه ، إذا قارب البلوغ ،لأن الفصل بين الذكور والإناث واجب منذ بلوغهم العاشرة ولو كانوا إخوة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( مروا أولادكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع ).

فاليتيم الذي هو أجنبي أولى.


والله أعلم

المفتي : الدكتور محمد بكر إسماعيل الأستاذ بجامعة الأزهر





النفقة على اليتيم : فضلها وأحكامها

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فلا شك أن رعاية اليتيم أجرها كبير، وثوابها عظيم، ولقد حفل القرآن الكريم والسنة المطهرة بالنصوص الداعية لذلك، والحاثة عليه، وحذرنا الله تعالى من أن تمتد أيدينا إلى أموال اليتامى بسوء، بل أوجب علينا أن نصلحها ونعمل فيها فقال تعالى (وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) ( الأنعام : 152 )

وقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) النساء 10

وقال تعالى : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) البقرة :220

ويقول تعالى : (وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا *وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ...) النساء 2-3

ثم حث الله تعالى على النفقة عليه ورعايته بما يحتاج إليه من الرعاية فقال:

(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) ( الإنسان : 8 )

(أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ) (البلد : 14 – 15)

ثم شرف الأيتام إلى أن تقوم الساعة بأن جعل صفوة خلقه وخيرة رسله محمد صلى الله عليه وسلم ينتسب إلى هذه الفئة فقال ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى) الضحى : 6

وأوصاه وأوصانا باليتامى فقال ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) الضحى : 8

ثم نهر وحذر من القسوة على اليتيم أو إهانته أو التقصير معه فقال: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ) سورة الماعون: 1- 2

وجعل الإنفاق عليه من الخصال الموصلة إلى البر فقال : ( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ .....) البقرة : 177

ووردت أحاديث كثيرة في فضل كفالة اليتيم والإحسان إليه منها : عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) رواه البخاري وقال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: [قال ابن بطال : حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك]......

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من ضم يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة ] رواه أبو يعلى والطبراني وأحمد مختصراً بإسناد حسن كما قال الحافظ المنذري . وقال الألباني صحيح لغيره.

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه ؟ قال: أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك ) رواه الطبراني وقال الألباني حسن لغيره .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم لا يفطر) رواه البخاري ومسلم ، وغير ذلك من الأحاديث.

المفتي : الدكتور رجب أبو مليح


يتبع

جـوهرة 99 04-02-2010 11:54 PM



كفالة اليتيم والصدقة الجارية

فيقول فضيلة الدكتور عبد العزيز عزام - أستاذ الفقه - جامعة الأزهر :

فإنه مما ينفع الإنسان بعد وفاته الصدقة عنه، والدعاء له بالعفو والمغفرة والرحمة، فيصله ثواب ذلك ممن فعله بنية أن يكون ذلك الثواب له، فإن الأعمال بالنيات، وفي الصدقة عن الميت والدعاء له.

يقول الله تعالى : { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان}.

وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن سعد بن عبادة الأنصاري قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إن أمي ضعفت ضعفًا شديدًا لا تقدر على شيء وأراها لو تكلمت تصدقت، فهل لها من أجر إن تصدقت عنها؟ قال: نعم". فقد أجاب صلى الله عليه وسلم بأن الصدقة عن الغير حيًا كان أو ميتًا يكون له ثوابها ما في ذلك شك.

وقال صلى الله عليه وسلم : "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".

والصدقات الجارية كثيرة، ومنها: وقف مصحف ، وبيت لابن السبيل بناه، ومسجد شيده، ونهر أجراه، وغرس نخل، ورباط ثغر، وحفر بئر، وبناء محل ذكر يمجد فيه الله، ويحمد ويسبح ويكبر. فهذه ونحوها من الصدقات الجارية التي لا ينقطع ثوابها بموت الإنسان.

وأنت أيها السائل قد تصدقت صدقة جارية على روح أمك مدى حياتك بالإنفاق على اليتيم، وهي بلا شك من أفضل الصدقات الجارية ، ، فجزاك الله خيرًا، وبارك فيك، فأنت بار بأمك، وإن شاء الله سيرزقك الله الذرية الصالحة التي تحافظ على دوام هذا العمل من بعدك حتى يستمر، ويكون زخرًا لك في حياتك وبعد وفاتك، وكان صلى الله عليه وسلم إذا صلى على الميت دعا له وقال : "اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارًا خيرًا من داره وأهلاً خيرًا من أهله وزوجًا خيرًا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار".

وخلاصة الأمر : أن الصدقة على اليتيم من أفضل الصدقات الجارية التي يمكن للمسلم أن يتقرب بها إلى الله ، وهي من أفضل أنواع البر عن الوالدين بعد موتهما.



المتاجرة بمال اليتيم

بسم الله ،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:

لم يمنع الشرع من المتاجرة في مال اليتيم ،بشرط أن تكون التجارة مأمونة العاقبة في الأغلب ،لا أن يكون الأمر مجرد مجازفة.


يقول الدكتور محمد بكر إسماعيل الأستاذ بجامعة الأزهر :

الاتجار في أموال اليتامَى جائز إذا كان فيه مصلحة لهم وكانت التجارة في الأشياء التي يُباح بيعها وشراؤها، وكان الاتجار فيها مضمونَ العواقب في الغالِب بحيث لا تكون هناك مُجازفة بماله أو مُخاطرة، وبحيث يكون التاجر في ماله أمينًا يَخشَى اللهَ عز وجل.


ولا بأس أن يَخلط التاجر مالَه بمال اليتيم في الإنفاق وفي التجارة بحيث يُقدِّر لنَفَقته مبلغًا معلومًا غير مُبالَغ فيه فيَضعه مع نفَقته ونفقة عِياله، قال تعالى : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (220) [البقرة/220] ويُستحسَن أن يَستَشِير وَصيُّ اليتيم أهلَ الخبرة في تقدير نفَقة اليتيم حتى يَطمئن قلبُه ويَستريح ضميرُه.


وكذلك في الاتِّجار بمَاله وفي تقدير الربح، فيقول لأهل الخبرة: أنا أُريد أن أُتَاجرَ في مال اليتيم. ويُحدد نوع التجارة ومَكانَها وكيْفَيَّتَها ومدَى الجهد الذي يَبذله فيها وغير ذلك مِن الأمور التي يَستطيع بها أهل الخبرة تقدير الربح له ولليتيم على وجهٍ تَطمئن إليه النفْس، فإنْ قدَّروا لك النِّصف أو الثلث أو الربع أو الخُمس لَزِمَكَ ما قَدَّرُوهُ بالمَعروف، فإنْ خسِر المالُ كان على اليتيم مِن الخسارة بقدْر ربْحه، فإن كان له الربُع مثلًا وقَع عليه الربُع من الخسارة، وهذا النوع مِن التجارة يُسمى المُضارَبة أو المُرابحة.


والاتجار في مال اليتيم يكون في الغالب مِن الأمور المُستحبَّة لقوله تعالى : "وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا " (5) [النساء/5] فالله ـ عز وجل ـ لم يَقُل: (وارْزُقوهم منها. بل قال: ((وارْزُقُوهُمْ فِيها)) حتى لا تَنْفَدَ. والسفهاءُ هم الذين خفَّت عقولُهم وعَجزوا عن التصرُّف في أموالهم لصِغرهم أو مَرَضِهم، واليتامى داخلون معهم في هذا.


واعلمْ أن اليتيم شرعًا هو صغيرٌ ماتَ أبوه، فإذا بلغ الحُلُم لم يَعُدْ يَتِيمًا، ولكن لا يُسلَّم له مالُه إلا إذَا بلغ الرشد، وذلك يُعرَف باختباره في التصرُّفات المالية وغيرها، فإذا رأيناه يُحسن التصرُّف سلَّمناه ماله، لقوله تعالى : (وابْتَلُوا اليَتَامَى حتَّى إذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إليهم أمْوالَهمْ ...) الآية (سورة النساء: 6) ومعنى (ابْتَلُوا اليتامى): اخْتَبِرُوهمْ في الأعمال والتصرُّفات المالية وغيرها حتى تَعلموا أنهم قادرون على إدارة أموالهم بخِبرة وحِكْمة.

والله اعلم



يتبع

جـوهرة 99 04-02-2010 11:55 PM



أكل مال اليتيم بغير حق

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

يقول الله تعالى {‏ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا}‏ النساء :‏ ‏10 .‏
فهذه الآية تنهى عن أكل مال اليتيم ظلما أي بغير حق ، فإن كان بحق فلا مانع منه .
وقد حذَّر القرآن الكريم من أخذ مال اليتيم بغير حق قال تعالى : ( ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن )

يقول د عبد الله الفقيه مشرف مركز الفتوى بموقع الشبكة الإسلامية بقطر :

إن الله سبحانه وتعالى أكد النهي عن أكل مال اليتيم ظلماً، فقال جل من قائل : (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) [الإسراء: 34]. وقال : (ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً) [النساء: 2].
ثم ذكر آية مفردة في وعيد من يأكل أموال اليتامى، وحدد فيها نوع الجزاء والعقاب، فقال: ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً) [النساء: 10]، أي إذا أكلوا مال اليتامى بلا سبب، فإنما يأكلون في بطونهم ناراً تتأجج في بطونهم يوم القيامة، وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" قال السدي، يبعث آكل مال اليتيم يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه، ومن مسامعه وأنفه وعينيه، فيعرفه كل من رآه بأكل مال اليتيم.
وروى ابن مردويه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يبعث يوم القيامة القوم من قبورهم تأجج أفواههم ناراً، قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً"، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحرِّج مال الضعيفين المرأة واليتيم" أي أوصيكم باجتنابهما رواه ابن مردويه.
وقد ذكر سبحانه وتعالى الأكل، إلا أن المراد منه كل أنواع الإتلافات، فإن ضرر اليتيم لا يختلف بأن يكون إتلاف ماله بالأكل، أو بطريق آخر، فأكل مال اليتيم ظلماً إذاً كبيرة بالإجماع.
كما أن النار هي جزاء آكله ، وهذا ثابت كتاباً وسنة وإجماعاً.

والله أعلم



الاقتراض من مال اليتيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد ...

فيقول الدكتور محمد بكر إسماعيل الأستاذ بجامعةالأزهر:

اعلمْ أيها الأخ السائل أن مال اليتيم عندك أمانة لا يَجوز التصرُّف فيه إلا لمَصلحته، ولكن إذا دَعتِ الضرورة القُصوَى أن تَقترضَ منه ثم تَرُدَّه إليه فلا بأس في ذلك ما لم يُؤَدِّ الاقتراضُ مِن ماله إلى ضرَرٍ يقع عليه، كأن يكون هذا المال في تجارة فإن أخذتَ منه شيئًا نقَص الربح. ولا تَقُلْ: أنا أقترض منه وأعَوِّضُه عن النقْص في الربح. فإن الربح غير معلوم على وجه اليقين وحينئذٍ يكون هذا التعويض ربًا، فكل سلَف جرَّ نفْعًا فهو ربًا.

والدليل على جواز الاقْتراض مِن أموال اليتامَى عند الضرورة القصوى عموم قوله تعالى : (ومَن كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ومَن كان فَقيرًا فَلْيَأْكُلْ بالمَعروفِ) (النساء: 6) أيْ مَن كان مُستغْنِيًا بما معه مِن مال فَلْيُنَزِّهْ نفسَه عن مال اليتيم فلا يأخذ منه شيئًا مهما كانت المُبررات إلا بقدْر نَفَقَتِه، ومَن كان في حاجة ماسَّة فلْيأخذ على سبيل الدَّين أو كأُجرةٍ على كَفالته بشرط أن يُقدرها له أهل الخبرة والدِّين.

والله أعلم .


عن موقع اسلام اون لاين


اختكم جوهرة

مرجانة 04-03-2010 05:06 PM


مشكورة اختي جوهرة على هذا العرض القيم والفتاوى بخصوص اليتيم من كفالته و والنفقة من ماله والتجارة فيها
استفادة كبيرة من هذا العرض
تسلم الايادي

بارك الله فيك

تقبلي مروري

اختكم
مرجانة

فاطمة الزهراء 04-03-2010 07:57 PM


شكرا اختي جوهرة على هذا القبس الديني
وعلى الطرح الجميل والتوضيح القيم ولهذه الفتوى التي تخص اليميم وكفالته وماله والحفاظ عليه كما وصانا الله تعالى

فمزيدا من تواصلك

اختكم فاطمة الزهراء

لؤلؤة 04-04-2010 01:58 PM

ما شاء الله عليك اختي جوهرة على هذا العرض القيم والفتوى المهمة بخصوص امر اليتيم وشأنه

يعطيك العافية على هذا الاختيار الموفق


تسلم ايدك ما قصرت



لؤلؤة

فارس الشرق 04-04-2010 05:35 PM


يعطيك العافيه اختي جوهرة على هذا العرض القيم والفتاوى المختلفة عن اليتيم وما يهم امره وحياته وكفالته
شكرا على هذا الاختيار القيم

تسلم على الـــطرح الرائع

لاتحرمنا من جديدك


اخوكم فارس الشرق

فيحاء 04-04-2010 09:55 PM


ما شاء الله اختي جوهرة على هذا العرض القيم والتوضيح لهذه الفتاوى الخاصة باليتيم
شكرا على هذا العرض الجميل

جزاك الله خيرا
مزيدا من تقديمك لكل جديد


فيحاء

شيماء السعدني 04-05-2010 12:52 PM


شكر الله لك جهدك الطيب أختي جوهرة
وجعله بموازين حسناتك

موضوع جميل وتوضيج كبير بهذه الفتاوي عن اليتيم

موفقة بإذن الله
لك مني أجمل تحية

سجلت هنا : شيماء

بنت الشاطئ 04-05-2010 07:47 PM

موضوع قيم لهذه الفتوى عن اليتيم


يسلمو على الموضوع القيم

شكرا اختي جوهرة على اختياركـ


بنت الشاطئ

يوسف تميم 04-06-2010 08:48 PM

اختي الكريمة جوهرة

شكرا على هذا الموضوع القيم والاختيار الجميل
توضيح كبير للاتهام باموال اليتيم وكفالته من هذه الفتاوى


تحياتي

يوسف تميم

همسة وصل 04-10-2010 12:13 AM

عرض رائع وفتاوى مهمة عن اليتيم واكل ماله

جزاك الله خيرا اختي جوهرة على هذا الاختيار
في انتظار المزيد

اختكم همسة وصل

نووور القمر 04-10-2010 07:48 PM

شكرا اختي جوهرة على توضيح هذه الفتاوى المتعلقة باليتيم وكل ما يخصه من ماله وصدقته

جعله الله في ميزان الحسنات

ننتظر منك المزيد

نووور القمر


الساعة الآن: 09:21 AM

Powered by vBulletin® Version 3.6.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات المروج المشرقة