منتديات المروج المشرقـــة

منتديات المروج المشرقـــة (http://www.moroujs.com/vb/index.php)
-   مروج السيرة النبوية الشريفة (http://www.moroujs.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   النبي صلى الله عليه وسلم كزوج (http://www.moroujs.com/vb/showthread.php?t=4071)

جـوهرة 99 12-01-2008 01:14 AM

النبي صلى الله عليه وسلم كزوج
 


النبي صلى الله عليه وسلم كزوج

الله سبحانه وتعالى جعل الإحسان إلى الزوجة من الدين فقال: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ}, والصلاة والسلام على النبي الحنون العطوف القائل في حجة الوداع: (أوصيكم الله في النساء)، وعلى آله وأصحابه وأزواجه.

أما بعد:
مثَّل النبي - صلى الله عليه وسلم- في حياته المليئة بالالتزامات أفضل زوج في التاريخ، فلم تمنعه كثرة أعماله ومشاغله من إعطاء أزواجه حقوقهن الواجبة عليه، مع أنه كان قائداً للدولة، ومبلغاً للرسالة وقائداً للجيش، ومعلماً للناس إلا أن هذه الأعمال كلها لم تحلْ بينه وبين أزواجه كما هو حال كثير من المسلمين اليوم يضيع حقوق زوجه بحجة الأعمال الكثيرة والالتزامات العديدة، ويا ليت أن الأمر يتوقف عند هذا بل إن بعض الأزواج يعتدي على زوجه بالشتم والسب والضرب، وهؤلاء الأزواج قد خالفوا سنة نبيهم في هديه مع أزواجه.

فالرسول- صلى الله عليه وسلم- لم يضرب بيده الشريفة الطاهرة أحداً كما قالت عائشة -رضي الله عنها- : (مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ وَلَا خَادِمًا) وإنما كان -عليه الصلاة والسلام- زوجاً حنوناً رحيماً يعطف على أزواجه ويرحمهن ويبتسم لهن ويعاملهن معاملة حسنة, معاملة نبوية كريمة، فقد كان - صلى الله عليه وسلم- متزوجا تسعا من النساء إلا أنه لا يمنعه كثرتهن أن يعطي كل واحدة منهن حقها.

فالنوم عندهن كان بالسوية، ينام عند هذه ليلة وعند الأخرى ليلة وعند الثالثة والرابعة وهكذا بقية نسائه - عليه الصلاة والسلام-، فهو لا يُغّلِبَ إحداهن على الأخريات، وإنما بالسوية إلا من تنازلت عن حقها كما تنازلت زينب بليلتها لعائشة -رضي الله عنه- عنهن أجمعين،وكان عليه الصلاة والسلام يصحب زوجاته في السفر، كما صحّ في الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرًا أقرع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) ، فيحسن إليها ويبتسم لها بل ويمازحها ويضاحكها، ويسابقها كما فعل مع عائشة -رضي الله عنها-.
ثم إنه -عليه الصلاة والسلام- راعى أموراً في حق الزوجية قد تكون صغيرة في أعين الناس ألا وهي التجمل لأزواجه والتزين لهن فقد قالت عائشة -رضي الله عنها-: كان - صلى الله عليه وسلم- لا يدخل بيته إلا والسواك على فمه، فهو لا يريد أن تشم منه أزواجه رائحة أكله - صلى الله عليه وسلم- ما أطيبه حياً وميتاً، لم يكن عليه الصلاة والسلام- بحاجة لذلك فهو طيب الريح، بأبي هو وأمي ولكنه قدوة للناس، يهتم بكل صغيرة وكبيرة في الحياة الزوجية لأن هذه الأمور لها أثرها الكبير في الحياة الزوجين سلباً وإيجاباً.

والمزاح مع أزواجه لم يكن غائباً عنه -عليه الصلاة والسلام- بل كان حاضراً في كثير من أوقاته مع أهله فعائشة -رضي الله عنها- تقول: كنت أغتسل أنا والرسول - صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد حتى إنه ليقول دعي لي وأقول دع لي" فكان هذا مزاحاً لطيفاً يدل على حسن العشرة النبوية منه - صلى الله عليه وسلم-مع أزواجه. و عن عائشة قالت: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يعطيني العظم فأتعرّقه - أي: آكل ما بقي فيه من اللحم وأمصه - ، ثم يأخذه فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي). فأي حب وأي مودة منه - صلى الله عليه وسلم- لأزواجه؟!

وهو في بيته كان -عليه الصلاة والسلام لا يأنف من أن يقوم ببعض عمل البيت ويساعد أهله، سئلت عائشة - رضي الله عنها- : "ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - أي: في خدمتهم - ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة . وفي رواية عند أحمد: كان بشرًا من البشر، يَفْلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه. وفي رواية أخرى: كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم. وهي في صحيح الجامع (4813).

ثم إنه -عليه الصلاة والسلام- كان يتحمل ما يصدر من نسائه ويعذرهن فيما يصدر منهن فقد دخل إحدى الليالي بيت إحدى نسائه ولم تكن ليلتها وإنما دخل ليبول فلما خرج وذهب إلى الأخرى التي هي ليلتها أغلقت عليه الباب ولم تفتح له فكان يقول لها إنما دخلت من أجل البول وهي مصرة على الإغلاق فلما فتحت لم يغضب عليها ولم يضربها مع أنها فعلت فعلاً كبيراً لكنه -عليه الصلاة والسلام- عذرها وعفى عنها.

و ها هو يحن على أزواجه ويعطف علهن فعن أنس قال: (خرجنا إلى المدينة قادمين من خيبر، فرأيت النبي يُحَوِّي لها -أي: لصفية - وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب)[5].

هذا هو محمد- صلى الله عليه وسلم- زوجاً، وهذه هي بعض معاملاته وأخلاقه مع أزواجه فقد كان أفضل الأزواج على الإطلاق. فهل للأزواج اليوم أن يحسنوا معاملة ومعاشرة أزواجهم كما كان نبيهم- صلى الله عليه وسلم-، هل للأزواج أن يغيروا من أسلوب القهر والظلم على الزوجات.

آمل أن تكون حيات النبي - صلى الله عليه وسلم- قدوة لنا نجعلها نصب أعيينا في التعامل مع أزواجنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه.

منقول


اختكم جوهرة

سر السحاب 12-03-2008 11:23 AM

أختي الغالية جوهرة :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصّلاة والسّلام على معلّم الناس الخير .. سيّدنا وحبيبنا ...
وقرّة أعيننا محمّد صلى الله عليه وسلم .. صلاة يرضى بها عنّا .. ويطهّر بها قلوبنا
يقول الحق تبارك تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله ولقاءه وذكر الله كثيرا )ما عساي أقول بعد كل ما طرحته لنا من كلام يشرح القلب !
أسأل الله لك بكل حرف حسنة إلى أضعاف والله يضاعف لمن يشاء

جزاك الله خيرا غاليتي الفاضلة جوهرة
مزيدا من أطروحاتك القيمة
لك مني كل الود

فيحاء 12-03-2008 04:54 PM

ما شاء الله اختي جوهرة على هذا العرض القيم والسيرة الطيبة لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وحياته الاسرية مع زوجاته وعدله وحبه الكبير لهن
جعله الله لك في ميزان حسناتك

دائما تتقنين الاختيار
مزيدا من تقديمك لكل جديد


فيحاء

فارس الشرق 12-04-2008 12:43 PM


يعطيك العافيه اختي جوهرة على هذا العرض القيم والمعنى الكبير من معاملة الرسول عليه الصلاة والسلام لازواجه بالحسنى واللين
شكرا على هذا الاختيار القيم

تسلم على الـــطرح الرائع

لاتحرمنا من جديدك


اخوكم فارس الشرق

صباح 12-05-2008 12:29 PM

شكرا لك غاليتي جوهرة على هذه النفحة الايمانية الجليلة

عن رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم

وعن اخلاقه الكريمة في تعامله مع زوجاته واحترامه لهم

بارك الله فيك وجزاك الله الجنة

أتمنى لك المزيد من التالق

مع خالص تحياتي

أختكم صباح

مرجانة 12-05-2008 12:40 PM


مشكورة اختي جوهرة على هذا العرض والتذكرة الطيبة تسلم الايادي

بارك الله فيك

تقبلي مروري

اختكم
مرجانة

لؤلؤة 12-07-2008 01:37 PM

ما شاء الله عليك اختي جوهرة على هذه اللمسات النبوية الرائعة في حياة رسولنا عليه الصلاة والسلام كرجل زوج ومعاملته الطيبة مع نسائه رضي الله عنهم

يعطيك العافية على هذا الاختيار الموفق


تسلم ايدك ما قصرت



لؤلؤة

إتمام الوفى 12-07-2008 02:41 PM

هو سيد الخلق ونبي الله واخر الرسل
والقدوة المثلى والامام الاعظم للامة
لهذا كان نعم الزوج ونعم الاب

شكرا ابنتي جوهرة على هذا الموضوع القيم والاختيار الطيب
جعله الله لك في الدارين
في انتظار الجديد لك كل الود



امكم اتمام الوفى

جـوهرة 99 12-11-2008 02:04 AM

العفو اخواني اخواتي

حضوركم هو الاجمل وردودكم هي الاروع

فلا تبخلوا علي بها دوما


اختكم جوهرة

كوثر 56 12-16-2008 09:11 PM

يا الله على هذا الانسان الصادق الطاهر التقي النقي المعصوم
ليتنا نقتدي به وبزوجاته وباهله لكنا فعلا خير امة اخرجت للناس
لكن مع الاسف تهنا الطريق في تعاملنا وتصرفاتنا فاصبحنا تائهين
بين مغريات الدنيا وبين العودة الى احسن اعمالنا
نسأل الله تعالى ان يقربنا منه ويهدينا الى الطريق المستقيم انه سميع الدعاء
بوركت جهودك عزيزتي جوهرة على هذا الطرح الذي يحمل الكثير من المعاني
وجزاك الله خيرا وجعل ما قدمت في ميزان حسناتك وفي انتظار القادم المميز


دمت في خير


كوثر 56

نسمة المروج 12-17-2008 12:32 AM

ما شاء الله عليك غاليتي جوهرة وعلى عرضك القيم
والسيرة العطرة لحياة رسولنا ونبينا الكريم في بيته
ومع زوجاته رضوان الله عليهن فليت كل مسلم عربي
يقتضي بسيرته فهو اسوتنا وقدوتنا الحسنة

نسأل الله ان يهدينا الى الصراطالمستقيم وان يجمعنا معه في حوض الجنة

جزاك الله الف خير على هذا الطرح الذي يحمل
الكثير من المعاني والحكم
ننتظر منك المزيد من الرقي

اختكم نسمة المروج

جـوهرة 99 12-18-2008 04:54 PM

شكرا اخواني اخواتي على حضوركم الكبير وكلماتكم الراقية

حضوركم اسعدني وانار صفحاتي
فلا تبخلوا علي به دوما


اختكم جوهرة

ماجدلين 12-21-2008 06:47 PM

شكرا اختي جوهرة على هذا العرض الطيب و التذكرة القيمة
اختيار جميل جعله الله لك في الدارين


في انتظار المزيدك المنير

اختكم
ماجدلين


الساعة الآن: 08:21 PM

Powered by vBulletin® Version 3.6.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات المروج المشرقة