|
الوتد والخيمة
الوتد والخيمة
(للأديب : محمد الماغوط ) هل الانسان المثالي هو الذي يخفي عيوبه الفكرية والجسدية تحت الأحزمة والمشدات، مثل الارتيست قبل النزول إلى الشوارع؟ وهل إذا رسمت دولة ما حمامة مرفرفة على أبواب سجونها، أقنعت نفسها ومواطنيها بوجود الحرية في أراضيها. أقول هذا رداًّ على سؤال لأحد القرّاء يعيب عليّ اعترافي بأن معظم مواقفي كرتونية. أولاً: أنا لست فخوراً بذلك. ثانياً: منذ أن أكلت أول ( بوكس تقدمي) في حياتي قبل سبع وعشرين سنة لم أعد أطمئن إلى أحد، بل منذ ذلك الحين أصبح مستقبلي في ملعقتي. ثالثاً: أستطيع أن أقول إن ذلك هو ضريبة التضحية والنضال في سبيل الشعب، وأستطيع أن أخترع لك تاريخياً نضالياً لا غبار عليه. في سنة كذا جرحت، وفي المظاهرة الفلانية خرمشت ولكن الحقيقة غير ذلك بتاتاً. والقصة وما فيها، هي أنني في الثالثة عشرة من عمري كنت وحيداً فقيراً في قرية أكثر وحدة وفقراً من مواطنيها. وكانت الريح تعصف والمطر ينهمر وأنا أتسكع في زواريبها المظلمة المقفرة لا أعرف كيف أصرف وحدتي وضجري. حاولت تلك الليلة الدخول إلى البيت فكان مغلقاً، حاولت الدخول إلى السينما، فلم أجد نقوداً، فقررت الدخول في أحد الأحزاب. كنت كملايين الفلاحين الفقراء في تلك الحقبة أكثر وحدة وجفافاً من الوتد، وعليه أن يدق في أرض ما ويُشدّ إليه خيمة ما. المهم، كان هناك حزبان جديدان يتنافسان في القرية، وفي طريقي للانتساب إلى أحدهما اتضح لي أن أحدهما بعيد عن الحارة ولا يوجد في مقرّه مدفأة. . . ولأنني كنت متجمد الأطراف من البرد، اخترت الثاني دون تردد لأنه قريب من حارتنا وفي مقرّه مدفأة. . . وللآن لم أقرأ مبدأ من مبادئه، ومنذ أن انتهت موجة البرد بعد أيام لم أحضر له اجتماعاً، ولم أقم بأي نشاط لصالحه على الإطلاق، باستثناء مرة واحدة كلفوني بها بجمع تبرعات من إحدى القرى التي كنت أعمل في بساتينها فجمعت التبرعات والاشتراكات، واشتريت " بنطلون" وذاك وجه الضيف. ومنذ ذلك الحين قال الكريم خذ. ونظراً ليفاعتي أولتني السلطات اهتماماً بالغاً وقرّبتني بسرعة من سن الرجولة والإيمان بالوطن والحرية وصار لي فوراً لحية وشوارب وعمامة من الضمادات. ومنذ ذلك الحين وأنا أتحاشى أي لابس قبعة حتى لو كان جابي باص أو بائع بوظة. فماذا تنتظر من مواطن مرّت عليه ولمدة سنوات وسنوات شاحنة محملة بالقيم والشعارات والخطابات، وكل سائق له مزاجه الخاص واتجاهه الخاص؟ وماذا تتوقع أن يخرج من تحتها بعد ذلك؟ ملكاً للكمال الجسماني؟ اسكت يا رجل، لو أنني استعملت " عكازا" لكل عضو محطم في أعماقي لاحتجت إلى " منجرة" قرب بيتي. ************** |
شكرا اختي سر السحاب على هذا الاختيار الموفق الحرية كلمة سهلة المقال لكنها صعبة المنال تحتاج لمجهود كبير للحصول عليها لكن ضريبتها يمكن ان تفقد للانسان عدة اشياء يرغبها في انتظار الجديد لك اغلى الاماني محمد عصام |
اختيار جيد و عرض قيم لانه يتعرض لكلمة و شيء كبير المعنى فالحرية هي حلم الجميع شكرا اختي سر السحاب على هذا العرض القيم ولو انني لم افهم بعض كلماته ننتظر مزيدك المنير اختكم ماجدلين |
شكرا لمروركم الكريم أخي الفاضل محمد عصام
وأختي الغالية ماجدلين معك حق فالكلمات شامية وتحتاج ترجمة للفصحى انت قولي لي ما الذي لم تفهميه وأنا أترجمه لك سأحاول في المرة القادمة ترجمتها هههههههههه سلامي لك غاليتي |
شكرا اختي الفاضلة سر السحاب على هذا العرض القيم والاختيار لاجمل كلمة واكثرها حبا لدى الجميع فالحرية هي ما يحلم بها كل كبير وصغير اختيار ممتاز ننتظر منك المزيد نووور القمر |
يعطيك العافيه اختي سر السحاب على هذا العرض القيم والمعنى الكبير من هذا المقتطف شكرا على هذا الاختيار القيم تسلم على الـــطرح الرائع لاتحرمنا من جديدك اخوكم فارس الشرق |
عزيزتي سر السحاب هذا ما اصبح عليه المجتمع اليوم يغطي الشمس بالغربال لتتسلل الشمس من بين ثقوبه
معلنة الغطاء المفضوح . وهكذا اصبحنا نتستر وراء الاحزمة الجلدية والاقفال الحديدة معلنين الحرب على من يريد فتح او كسر تلك الاقفال لتقطع ايدية وتلجم افواهه وتعمى عيونه . فلا عجب في ذاك القناع المزيف الذي غطى كل الاوجه حتى لا تظهر ما تخفيه الصدور ومنع تساوي الطبقات وتصدى لكل من يحاول التقرب الى ذلك حتى تبقى اوتاد المتسلطين قائمة دون ان تقام عليها خيام المغفلين المغلوبين رغم كل المحاولات التي لا تبقى الا حبرا على ورق فماذا تنتظر من مواطن مرّت عليه ولمدة سنوات وسنوات شاحنة محملة بالقيم والشعارات والخطابات، وكل سائق له مزاجه الخاص واتجاهه الخاص؟ وماذا تتوقع أن يخرج من تحتها بعد ذلك؟ ملكاً للكمال الجسماني؟ اسكت يا رجل، لو أنني استعملت " عكازا" لكل عضو محطم في أعماقي لاحتجت إلى " منجرة" قرب بيتي. نعم عزيزتي سر السحاب لا عجب في اناس تربوا على سياسة القمع والتسلط وكثم الافواه وحتى الافكار تمسح من على الذاكرة ليتكون عليها جليد الهموم والمآسي والاحباط وسلبية الامال والاحلام وحتى التضحيات تبقى ملفوفة بالشعارات والمقالات الشفاهية لان قائلها يبقى مغلوبا على امره ولا يقوى على اي انجاز سوى تلك الطلقات البعيدة التي لا يسمع الا انينها كما يبقى حضوره مثل عدمه لانه صوري ولا اساس له من الصحة وهكذا يبقى المجتمع في تراجع وما كان في دونية الطبقة يبقى في مكانه والعليين يتبخترون بكل حرية مدعين ان هاته الحرية شاملة كاملة لكنها مبهمة الوجود والحقيقة والسباق نحو الانفتاح مقنن وذا سياج شوكي بورك اختيارك عزيزتي سر السحاب وبورك طرحك الذي يحمل عدة نقط وخلفيات جد مهمة مزيدا من تواصلك وفي انتظار جديدك تحيتي كوثر 56 |
 شكرا لكم إخوتي الغاليين نورتوا صفحتي والشكر موصول لأختي العزيزة كوثر على المرور المميز تحية معطرة بالياسمين لكم حبايبي |
هذه مأساتنا تفكيرنا ضيق وافكارنا لا تريد ان تنطلق ويبقى مفهوم كل الاشياء حسب قناعات وعي كل دي فرد على حذة ومنها الحرية التي تتصور حسب مفاهيم ذاتية قد تصبح سجنا في حد ذاتها عند البعض او العكس وبمفهومها الصحيح عند الباقي كتاب ومقتطف رائع يتعرض لتوازن وخلل كبير في المجتمع من افكار متضاربة ومتعاكسة لكل القناعات والبيئات المختلفة شكرا مشرفتنا القديرة على هذا الاختيار الصائب كما تعودنا منك ومنك عروضك الشيقة كل تألق وتميز ادامه الله على مروجنا وحفظك لنا برقيك الشامخ اختكم جوهرة |
شكرا لك غاليتي جوهرة مروجنا المتألقة
مرورك شرف لي فلا حرمت منك تحية تقدير لتواصلك الغالي عزيزتي  |
ما شاء الله اختي سر السحاب على هذه المختصر المفيد من هذا الكتاب الذي يتكلم عن الحياة ومحاولة اكتسابها بكل الاقتناعات والحاجيات التي نرى انها تناسبنا شكرا على هذا العرض الجميل دائما تتقنين الاختيار مزيدا من تقديمك لكل جديد فيحاء |
| الساعة الآن: 04:37 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.6.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات المروج المشرقة