مع اقتراب موعد انعقاد قمة المناخ العالمي المنتظر تنظيمها في مراكش بالمغرب ما بين 7 و18 نونبر المقبل، ظهرت إلى الوجود عشرات الجمعيات التي تنشط في مجال حماية المناخ وتهتم بالمواضيع البيئية وتناقشها؛ وهو ما جعل كثيرين يقولون إن الأمر يتعلق بموضة جديدة سببها تنظيم الحدث الدولي.
إدريس اليزمي، رئيس قطب المجتمع المدني خلال مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (COP22)، نفى أن تكون الجمعيات التي تنشط في مجال حماية المناخ وتهتم بالمواضيع البيئية وتناقشها في الساحة الوطنية هي وليدة الموعد الدولي الذي يرتقب أن تحتضنه بلادنا.
وبخصوص الجمعيات الحقوقية التي بدأت تشتغل هي الأخرى وتهتم بجانب حماية المناخ، فقد برر اليزمي ذلك بالقول إن ذلك "يتعلق بظاهرة دولية وتوسيع دائرة الفاعلين المهتمين بالمناخ أمر طبيعي وإحدى النتائج الإيجابية لاستقبال المؤتمر الدولي، ناهيك عن توسيع إحساس المجتمع المدني بمثل هذه القضايا".
وأكد المتحدث أنه "في كل الجامعات المغربية كانت هناك فرق بحث تشتغل منذ سنوات على مواضيع المناخ واخترعت حلولا وبرامج".
من أبرز الحلول التي ظهرت على الساحة هي حملة ضد الاكياس البلاستيكية وهكذا رأينا الدولة تضحك على ذقون مواطنيها بحملة زيرو ميكا
مع بداية الصيف وبعد دخول الحملة الوطنية المغربية “زيرو ميكا” حيز التنفيذ في وقت شبه وجيز عن طريق تطبيق قانون جديد يقتضي منع إنتاج و تسويق الأكياس البلاستيكية في ربوع المملكة و في أسواقها التجارية على وجه الخصوص. كانت الدولة في قرارها هذا حريصة على الإتيان ببديل يناسب جميع احتياجات السوق المغربية. و ذلك بعد علمها المسبق و تأكدها التام أن استهلاك البلاستيك يعتبر جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية للأسر المغربية سواء داخل فضاءات منازلهم أو خارجها.
و قد أصبحت “الأكياس الكرتونية” التي تعتبر البديل الأول و ليس الأوحد تجوب المحلات التجارية باختلاف نشاطاتها سواء المختصة في بيع الوجبات السريعة أو دكاكين الخضر و الفواكه و اللحوم و غيرها… إلا أن الاستفادة من خدمة أكياس الكارتون لم تعد مجانية كما كان الحال عليه مع الأكياس البلاستيكية و التي كانت تُقدَم مجاناً مع أي اقتناء. بل أضحى أمر الأكياس الكرتونية بحد ذاته تجارة تستفرد بربحها المادي على حدى، و هو الأمر الذي أكد ما جاءت به بعض توقعات و ردود أفعال المغاربة إبان الانطلاقة السريعة لحملة “زيرو ميكا”.
و في نفس السياق فقد صبت أغلب تكهنات و توقعات المغاربة في كون الحملة هي مشروع ربح مادي للدولة تخدم مصلحتها قبل مصلحة المواطن و البيئة. و إن كان الأمر مخالفاً لهذا أو كما يتم الإدعاء به من طرف هذه الأخيرة فلما لم تكن الشركات المنتجة للأكياس البلاستيكية هي نفس الشركات التي يتم التعاقد معها لإنتاج الأكياس البديلة و -الدولة- بهذا لا يُظلم في مشروعها أحد.
للإشارة فإن بدائل الحملة لم تكن عبارة فقط عن أكياس كرتونية و قفف و علب بلاستيكية “صحية”، بل ظهرت مؤخراً في الأسواق العمومية و الخاصة أكياس بلاستيكية يرجح أنها أكياس من نوع آخر تحترم شروطاً معينة و تحمل شارات و علامات –يرجح فيها أيضاً- أنها علامات للشركات الجديدة المنتجة و التي بدورها يجب تسديد ثمنها عند الاقتناء.
فهل ستنتهي الحملة مع انتهاء فعاليات المنتدى الدولي للمناخ ؟
وهل فعلا زيرو ميكا هي المشكل الوحيد والاهم في بلادنا قبل زيرو كريساج (التعدي ) وقبل الامن ؟
وهل البطالة والصحة والتعليم والفقر و التهميش من اولويات التفكير في حلها ومناقشتها قبل هذه الحملة الحمقاء ؟