نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا، وإلى الموعظة:
الدمعة مخلوق كريم يحتاج لمقدمة كريمة:
حديث الروح إلى الأرواح يسري * وتدركه القلوب بلا عناء
الدمعة رفيقة الإنسان من يوم مولده، هي أول العواطف وأصدق المشاعر، من رحمة الله بالعباد: أن جعل في الحياة بسمة ودمعة، الدمعة ترمز للحزن، والبسمة ترمز للفرح والبهجة، ويا سبحان الله كم من حزن انقلب سروراً، وكم من فرح انقلب حزناً، وكم مر بنا من هذا وهذا..
هل فارقتم غالياً فدمعت عيونكم؟، أو فارقكم لغير رجعة، فبكيتم بحرقه ولوعة ؟.
الدمعة مكانها في أكرم وأغلى ما يملكه الإنسان، وأغلى ما يملكه الإنسان:» العينان":[ألم نجعل له عينين].
ما أعظمه وما أكرمه من مكان، لكن هناك عين صالحة مؤمنة، وهناك عين آثمة عاصية..
قلوب الصالحين لها عيون * ترى ما لا يراه الناظرون
خلق الله الإنسان تخرج منه سوائل كثيرة: غالبها مستقذر إلا:" الدمعة" فمحترمة، فسبحان الله: الدمعة تعبر عن صدق ما في قلب الإنسان، ولهذا يندر أن تنافق الدمعة، فتخالف ما في القلب.
الدمعة في الواقع:" إنسان وإحساس ومحاضرة وخطبة ودرس وحرقة وعاطفة عظيمة وخوف من الله": يختصر في لحظة.
الدمعة: هي رفيق للإنسان في كل مراحل حياته، وتختلف بحسب المواقف: منا من يمسح دمعه، أو يجد من أصحاب القلوب الرحيمة، ومنا من لا تجد دمعته من يمسحها.
احتارت الدمعة في أمر البشر وتناقضاتهم، لكنها أصدق ما يعبر به الإنسان عما في نفسه، فنعرف الشخص بتعابير وجهه: إذا كان سعيدا أم حزينا..
ولكن إذا انزل دمعه، تجدنا نسأله:" لماذا انزلت الدمعة؟؟؟".
الدمعة: رحمة من رحمات الله، إن أقوى الشخصيات يقف خاشعا أمامها.
يقول عنها علماء طب النفس:" مريحة للنفس مذهبة للهموم ومهدئة للقلب والمشاعر".
ويقول عنها علماء طب الأجسام هي:" مطر الجسم ومطهر العين وتحمي قرينة العين ولها الكثير من الفوائد"، فسبحان الله:
ففي كل شيء له آية ÷ تدل على أنه الواحد
الدمعة: تعبير صادق عن كل شي إذا تجاوز حده، وهي أجمل من ألف خاطره وقصيده.
الدمعة: تمثل الإنسان صاحب القلب الرحيم، الناس قد يختلفون في الخلق والخلق، لكنهم يتفقون في المشاعر، فالكل يفرح ويحزن، ولما كان هذا الدين العظيم يقدر الإنسان، وعبر في القرآن بالإنسان والناس: (يأيها الإنسان - يأيها الناس): أعطى الدمعة قيمتها، وفرق بين دموع ودموع..
إذا اشتبكت دموع في دموع ** علمنا من بكى ممن تباكى
دموع غالية على قلوب المؤمنين:
فمن يستطيع مقاومة:" دمعة اليتيم": التي إن سقطت على الأرض أحرقت الأخضر واليابس ؟؟؟.
ومن يستطيع تحمل رؤية الدمعة في محاجر:" كبار السن": التي تعلن نيابة عن صاحبها أن: الضعف قد نخر العظام، وأن الأبناء قد عقوا الآباء؟؟؟.
ومن لا يبكي إذا رأى:" دمعة المظلوم": تنساب مكوية بنار الظلم؟. وكيف لا تهتز الأرض عندما تسقط عليها:" دمعة مؤمن": عزيز النفس، رفيع الشأن تسلط عليه فاجر؟؟؟.
بكت عيني وحق لها بكاها ** أما تبكي وقد عظم إكتواها
من الدموع الغالية:" دمعة دعاء رجل": يرجو ويدعو بالأسحار بنعمة الولد (يا رب وهن العظم مني)،(يا رب هب لي من لدنك وليا). ومن الدموع الغالية:" دمعة مريض": يعاني الألم والأوجاع، وينادي يارب ياربوإذا مرضت فهو يشفين).
ومن أعظم الدموع:" دمعة مكروب": أحاطت به المهالك والخطوب، وهو ينادي علام الغيوب:" يا رب يا رب": [أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله].
يا من يجيب دعا المضطر في الظلم * يا كاشف الكرب و البلوى مع السقم
ومن الدموع الغالية:" دمعة": نزلت من مؤمن على مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقصى المسلمين..
والمآذن لها دموع في حي على الصلاة وحي على الفلاح .. والمساجد لها دموع تبكي أين المصلين؟؟؟.
ومن الدموع الغالية:" دمعة ":سالت حزنا لى دماء المسلمين وأرواحهم التي أزهقت دون حق.
ومن الدموع الغالية:" دمعة": نزلت من عابد في رمضان داعياً ربه قائما وساجدا.
ومن الدموع الغالية:" دمعة": نزلت بأعتاب الكعبة عند رؤية البيت العتيق، أو في عرفات ملفوفا بإحرام الحجيج:
أما والذي حج المحبون بيته ** ولبوا له عند المهل واحرموا
وقد كشفوا تلك الرؤوس تواضعاً ** لعزة من تعنوا الوجوه وتسلم
فيا سائقي العيسِ بالله ربكم ** قفوا لي علي تلك الربوع وسلموا
ولما رأت أبصارهم بيته الذي ** قلوب الورى شوقا إليه تضرم
فلله كم عبرة مهراقة وأخرى ** على آثارها لا تتقدم
إذا عاينته العين زال ظلامها ** وزال عن القلب الكئيب التألم
ومن أعظم الدموع:" دمعة": لحظة تفريج كربة، فتتوجه للسماء داعيا وعبراتك تختلط بدموعك..
ومن الدموع الغالية:" دمعة": نزلت تأثرا بموعظة واعظ ذكر بالرحمن الرحيم.
ومن أعظم الدموع:" دمعة": أبكتك بقراءتك لسيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام يوم دخل المدينة، فاستقبله الأنصار وأعينهم تنهمر بالدموع. قال أنس رضي الله عنه:" ما كنت أظن أن الإنسان إذا فرح بكى حتى رأيت الأنصار يوم قدم (صلي الله عليه وسلم) المدينة يبكون.
ومن أغلى الدموع:" دمعة": نزلت يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعين الصحابة رضوان الله عليهم.
ومن أعظم الدموع:" دمعة": سالت حباً وشوقاً أن تكتحل بمرىء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة بعد أن فاته اللقاء في الدنيا:" غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه".
عدت لزماننا، فأخذتني دمعة ساخنة بكيت حسرة عندما سب رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمننا، فتذكرت كلمة حمزة لأبي جهل:" أتسب محمدا.. وأنا على دينه، ألا رد على هذا إن استطعت"، فارتجت الدموع في الأجفان.
ومن الدموع الغالية:" دموع آباء وأمهات": تركوا فلذات أكبادهم وراء البحار خوفا على عقيدتهم، وحرصاً على تربيتهم، فكم سهر أولئك الأطفال، وبكوا حنان الأم، وكم بكى الآباء والأمهات وهم يفارقون الابن، يسعون له في الرزق فثبتهم الله.
ومن أعز الدمعات:" دمعة والدك"، وقد رأيته أحاطت به المصائب، وذهبت الحيلة، فرفع رأسه لله شاكياً.
ومن أعز الدموع:" دمعة أم": فارقت ابنها، أو فارقها ابنها بعد لحظات من ولادته، وهي تأمل حياته ، فتفجع بوفاته فما أجل المصاب وما أعظم الثواب.
ومن أحر الدمعات:" دمعة" يوم توفى والداك أو احدهما بين يديك، وهم يدعوان لك بالرضى والتوفيق، فاللهم ارحم آباءنا وأمهاتنا رحمة واسعة.
ومن أعظم الدمعات:" دمعة تائب": مكسور القلب لله نادم يقول: يا رب اغفر لي يا رب اغفر لي، فإني على عذابك لا أقوى (إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات).
ما أغلى تلك الدموع، وما أعز وأصعب تلك المواقف.
من يستحق الدمعة:
عندما نحزن على شيء حدث لنا: نبكي ونذرف الدموع...
عندما نخاف من أن نفقد شيئا جميلا يجلب لنا السعادةك نبكي ونذرف الدموع...
عندما نخاف من سوء قد يحصل لناك نبكي ونذرف الدموع...
عندما نتألم من شيء: نبكي ونذرف الدموع...
في جميع الأحوال نلجأ للدموع، لأننا نعتبرها أصدق وأعمق تعبير. وبعد أن نذرف الدموع، نقول بأنها غالية علينا، ولولا أن الموقف يستحق هذه الدموع: لما فرطنا بدموعنا الغالية وبكينا...
لأجل هذا:اجعل دموعك دموع الذلة والمسكنة لذي العزة والجبروت.
أليس لدموعنا حق أن تذرف شوقاً للقاء الله جل وعلا ؟!!
أليس لها حق أن تذرف خوفاً من عذاب الله !!؟.
قال العلماء:" أعظم البكاء ما كان شوقا للقاء الله، وخوفا من عذاب الله... ".
والله ما في الجنة نعيم: ألذ وأحلى من رؤية الرحمن الرحيم...
ووالله ما في النار عذاب: أشد وأعظم من الحرمان من رؤية وجهه الكريم...
قال الشيخ:" ابن العثيمين" رحمه الله:" والله لو أن قلوبنا سليمة، لتقطعت شوقاً، وتفطرت حزنا، وهي تقرأ قول الله تعالى:[ واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه].
قال:" الفضيل بن عياض "رحمه الله لرجل: كم أتى عليك ؟.
قال: ستون سنة.
قال: فأنت منذ ستين سنه تسير إلى ربك يوشك أن تصل:[واعلموا أنكم ملاقوه].
علينا بالدمعة: فإن العبد إذا بكى بين يدي سيده: رحمه، واعلم أن:" أرق الناس قلوبا أقلهم ذنوبا".
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لؤلؤة
[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]
هل فارقتم غالياً فدمعت عيونكم؟، أو فارقكم لغير رجعة، فبكيتم بحرقه ولوعة ؟.
الدمعة مكانها في أكرم وأغلى ما يملكه الإنسان، وأغلى ما يملكه الإنسان:» العينان":[ألم نجعل له عينين].
[/size][/align]
تعتبرالدموع من أصدق التعابير التي تصف الحزن والألم الّذي بداخلنا فهي تعبّر عن مدى الألم و الجرح الّذي داخل قلوبنا ويعترينا فالدموع هي الشيء الوحيد الذي لا نستطيع التحكّم به أو منعه مهما حاولنا ذلك وبذلنا الجهد حتى نمنع تساقطها فهي تكشف أسرارنا وما نخفيه في حنايا الصدر ومدى اشتياقنا لمن فارقونا وضعفنا في هذه الحياة بمفردنا ومدى الأسف والنّدم على ما فات وضاع منا
فالدموع من مظاهر الضعف الإنساني وكذلك الرحمة وكما قال الحديث : عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله
فالدمع يطهر النفس ويصفيها
شكرا لك
غاليتي
لؤلؤة
على الطرح المميز
فمن منا لم تدمع عينها لأي سبب أي كان
أغلى الدموع
وإذا مرضت فهو يشفين). 
العرض العادي
