كثيرا ما تحاول الأسر إقناع أطفالها بصيام أحد أيام رمضان، إلا أنه لا بد من الانتباه إلى أن صيام صغار السن لا بد وأن يكون مرفقا ببعض من الحيطة والحذر. وفي هذا الإطار، تنصح أخصائية التغذية أسماء زريول بضرورة مراعاة مجموعة من الشروط حتى لا تتأثر صحة الطفل بسبب طول فترة الصيام.
وتقول زريول، إن على الآباء التعامل مع مسألة صيام الطفل بشيء من الانضباط والتنظيم والمراقبة، موضحة أنه في البداية يفضَّل التدرج معهم ليعتادوا على أداء فريضة الصيام، قائلة: "يمكن البدء بتشجيع الأطفال على الصيام أول مرة في سن الثامنة أو التاسعة شرط أن تتحمل بنيتهم ذلك. وإذا أصر الطفل على الصيام وهو ذو بنية هزيلة وعمره أقل من ثمان سنوات، فلا بد من توجيهه بشكل سليم، والسماح له بصيام بعض أجزاء من اليوم فقط".
وأشارت المتحدثة إلى أنه نظرا إلى أن صيام رمضان يتزامن مع فصل الصيف خلال العام الحالي، فالأمر يمكن أن ينتج عنه اجتفاف نتيجة نقص السوائل بسبب ارتفاع درجة الحرارة وطول ساعات الصيام، منبهة إلى أن على الآباء مراقبة حالة أبنائهم خلال يوم الصيام حتى يتسنى لهم إسعافهم في حالة وقوع أي عارض صحي.
ومن جملة النصائح التي تقدمها خبيرة التغذية الحرص على أن يتعود الطفل على تناول وجبة السحور قبيل الفجر، بل تشدد على أنه يجب منع الطفل من الصيام إذا لم يتناول وجبة سحور مهمة، حتى لا يتعرض للإجهاد وتتأثر صحته بسبب الاجتفاف، والنقص الحاد في مستوى السكر في الدم.
وتوضح المتحدثة أنه لا بد من الانتباه إلى حالة الطفل خلال يوم الصيام، قائلة: "إذا ظهرت عليه علامات مثل ارتجاف الأطراف، أو عدم وعيه بما حوله، يجب الإسراع بإفطاره قبل أن يتعرض لمخاطر صحية مثل هبوط شديد في مستوى السكر في الدم".
زريول تشدد على ضرورة ضبط نشاط الطفل خلال الصيام، ومنعه من ممارسة الأنشطة التي تتطلب جهدا كبيرا مثل الجري ولعب كرة القدم واللعب تحت أشعة الشمس أو المشي والتجوال لفترة طويلة، موضحة أنه يمكن للأم أن ترشد طفلها إلى ممارسة أنشطة هادئة تعتمد على المجهود العقلي وليس البدني كالشطرنج وألعاب الكمبيوتر.
وتنبه الأخصائية إلى ضرورة أن تكون وجبة الإفطار متوازنة، وتحتوي على جميع العناصر الغذائية من النشويات والبروتينات والدهون النباتية والفواكه والخضراوات والحليب ومشتقاته، ليحصل الطفل على كافة احتياجاته الغذائية، مبرزة أنه لا بد من منعه من الإسراف في تناول حلويات رمضان والعصائر المعلبة لأن ذلك من شأنه أن يقلل شهيته لتناول الوجبات الصحية الضرورية له.
وتنصح المتحدثة أيضا بضرورة تشجيع الطفل الصائم على شرب الماء أو العصائر الطبيعية خلال فترة ما بين وجبة الإفطار وبعد العودة من صلاة التراويح، لتعويض ما فقده جسمه من فيتامينات وسوائل طوال اليوم.
لصوم آمن للأطفال في رمضان
العرض العادي
