إن البترول هو عبارة عن سائل ثقيل وثخين، أي ذو كثافة عالية، لونه أسود، وقد يميل في بعض الأحيان إلى البني أو غير ذلك من الألوان. وهذا السائل قابل للاشتعال؛ وذلك بسبب المواد الموجودة فيه، والتي تعطيه هذه القابلية. وبالتالي فإن البترول هو من أهم مصادر الطاقة في العالم، كما يعتمد عليه اعتماداً كبيراً في الكثير من الصناعات، مثل الصناعات البتروكيماوية، وهي الصناعات التي تعتمد بشكل أساسي على المواد المستخرجة من البترول، ومن أهم هذه الصناعات: البلاستيك، ومواد التنظيف، وغير ذلك. ونظراً للأهمية الكبيرة للبترول، فإن البعض يطلق عليه أحياناً: الذهب الأسود.
يستخرج البترول من باطن الأرض، حيث يتواجد في الطبقات العليا من القشرة الأرضية، وهذا السائل هو عبارة عن خليط معقد من العديد من المواد الهيدروكربونية السائلة، وهو يختلف عن الغاز الطبيعي الذي يتكون من المواد الهيدروكربونية الغازية. وهناك العديد من النظريات التي وضعها العلماء لتفسير نشأة النفط، ومنها ما يسمى بالنشأة العضوية للنفط، حيث يعتقد بعض العلماء بأن أصل البترول هو كائنات حية ماتت قبل ملايين السنين، ثم دفنت في باطن الأرض وتحللت، وشكلت مواداً عضوية، وصخوراً رسوبية، ومع مرور الزمن، وبفعل الحرارة والضغط العالي تحولت هذه المواد العضوية إلى بترول. فهذه النظرية التي عليها أكثر العلماء، ولكن هناك من يشكك بصحتها. والله تعالى أعلم.
ويسمى البترول باسم آخر، وهو: (النَّفْط)، وضبط التشكيل لهذه الكلمة هو: تشديد النون مع فتحها، وتسكين الفاء. فالبترول والنفط مترادفان، فالبترول هو النفظ، والنفط هو البترول. والنفط بالإنجليزية يترجم إلى (Oil)، وتحمل هذه الكلمة الإنجليزية العديد من المعاني أخرى، ومنها: الزيت. أما البترول فيترجم إلى (Petroleum). وهناك كلمة إنجليزية أخرى قد تلتبس على البعض وهي (Petrol)، وهذه الكلمة ليست مرادفة للكلمة السابقة، وإنما تطلق على إحدى مشتقات النفط، فكلمة (Petroleum) هي النفط الخام، أما كلمة (Petrol)، فهي تمثل أحد المشتقات التي تشتق من هذا النفط الخام، حيث تعني: البنزين، أو كما يسمى في الولايات المتحدة الأمريكية بـ (الجازولين)، أو بالإنجليزية (Gasoline). فكلمة (Petrol) هي كلمة بريطانية، بينما كلمة ((Gasoline هي كلمة أمريكية، وكلا الكلمتين يراد بهما البنزين الذي يستخدم وقوداً للمركبات. وكلمة البترول هي الترجمة الحرفية للكلمة الإنجليزية (Petrol) التي سبق الكلام عنها، ولكنها لا تعني نفس معنى هذه الكلمة الإنجليزية، فهي في اللغة العربية تطلق على النفط الخام.
ونعود لصلب الموضوع كيف تكون البترول
تقوم العالم في الوقت الحالي على العديد من الصناعات والعمليات المختلفة والتي تعتمد اعتماداً رئيسياً على البترول، فيعتبر البترول هو المحرك الرئيسي والمصدر الأول للطاقة في العالم بأسره ولهذا سمي بالذهب الأسود، ولكن البترول لم ينشأ خلال يوم وليلة إذ إنّه يعتبر من مصادر الطاقة غير المتجددة والتي يمكن نفادها مع الاستخدام المستمر لها، فتكون البترول منذ نشأة الأرض ووجود الحياة عليها خلال ملايين من السنين وما زال مستمراً بالتكون أيضأ إلّا أنّ معدل تكونه يعتبر بطيئاً جدّا مقارنة باستهلاكه ولهذا يعتبر من مصادر الطاقة غير المتجددة. ويعود أًصل البترول إلى الكائنات الحية وخاصّةً الكائنات الحية الدقيقة التي سكنت البحار في قديم الزمان في الأثناء التي كانت فيها آبار النفط الموجودة في الوقت الحالي على اليابسة مغمورة بالبحار، فعندما ماتت هذه الكائنات الحية المختلفة سواء كانت حيوانات أم نباتات أم كائنات حية دقيقة تجمعت بمختلف أنواعها في قيعان البحار والمحيطات وترسبت عليها المعادن المختلفة بالإضافة إلى رمال البحار فأصبحت مغمورة بهذه الرمال وتحولت مع الزمن إلى صخور رسوبية، وتعرضت هذه الصخور وبقايا الكائنات الحية إلى الضغط والحرارة العاليين مع ازدياد سماكة الصخور الرسوبية وازدياد الترسبات في قاع المحيط عبر ملايين السنين بالإضافة إلى ارتفاع درجة حرارتها بسبب حركة القشرة الأرضية والحرارة التي تصلها من باطن الأرض فتكونت ما تعرف بصخور المصدر والتي تكوت في داخل المواد العضوية من بقايا الكائنات الحية والغنية بالكربون والهيدروجين على وجه التحديد إلى مواد هيدروكربونية تشكل منها النفط والغاز الطبيعي فيما بعد مع استمرار هذه العملية من الضغط والحرارة الهائلين بالإضافة إلى النشاط البكتيري الذي يعمل على انتزاع الأكسجين والكبريت والنيتروجين من المخلفات العضوية.
وتعتبر النظرية السابقة هي النظرية البيولوجية لتكون النفط إلّا أنّها ليست النظرية الوحيدة إذ إنّ بعض العلماء يشكون في قدرة الكائنات الحية على تكوين هذه الكميات الضخمة من النفط الموجود حالياً وفقاً لهذه النظرية لهذا توجد نظريات أخرى لتكون البترول كالنظرية المعدنية التي تقول أنّه تكون نتيجة لبعض رواسب كربيدات الفلزات الموجودة في باطن الأرض والتي تعرضت هنالك لبخار الماء وكونت بذلك الهيدروكربونات التي تكون منها البترول، كما أنّه توجد نظرية أخرى وهي النظرية الكيميائية والتي تنص على أنّ البترول تكون نتيجة لاتّحاد الكربون مع الهيدروجين في قديم الزمان ومن ثم تخزّن في باطن الأرض وانتشر فيها.
البنزين : ويوجد منه نوعين هما بنزين ثقيل وبنزين خفيف، ويتم استخدامه وقود للسيارات ووسائل المواصلات المختلفة التي نستخدمها في حياتنا اليومية.
الكيروسين : ويوجد منه نوعين أيضاً وهما كيروسين خفيف ويستخدم كوقود للمنازل أو كمذيب، وكيروسين ثقيل ويستخدم كوقود للمحركات النفاثة.
الديزل : ويمكن استخدامه كوقود ديزل ويمكن استخدامه أيضاً للتسخين.
الغاز : ويُسمى أيضاً بغاز المصافي وهو مختلف عن غاز الطهي المنزلي.
زيت التشحيم : ويتم استخدامه كزيت للمحركات المختلفة.
الأسفلت والشمع : وهي ليست مِن الغازات بل مِن المستخلصات الغليظة التي يتم استخراجها مِن النفط. وهذه كانت أهم ما يمكن استخراجه مِن النفط، ويتم الاستفادة منها في مجالات متعددة في الحياة وأدت إلى ظهور الكثير مِن الأدوات الكهربائية والآلات والمصانع التي تعتمد على مشتقات البترول.ويمر البترول بعدة مراحل بعد استخراجه كي نحصل على المشتقات التي نريدها. مراحل استخراج النفط
الاستكشاف : حيث تقوم الشركة المختصة بالحفر والتنقيب عن البترول بالتنبؤ بمكان البترول وذلك بدارسة طبيعة التربة والقيام بالمسح الجيوفيزائي، ومعرفة إمكانية وجود بترول في المنطقة مِن عدم وجوده قبل البدء بالحفر والاستخراج.
الحفر والتنقيب : وبعد تحديد المنطقة التي مِن المتوقع وجود البترول فيها تقوم الشركة المختصة بوضع معدات الحفر والتنقيب والبدء بالحفر لإخراج البترول.
الإنتاج والنقل : بعد استخراج البترول يتم نقله في خطوط أنابيب خاصة للنفط إما لموانئ التصدير أو لمصافي تكرير البترول. التكرير والتسويق: وبعد نقل البترول عبر خطوط الأنابيب يتم تصفيته في مصافي التكرير الخاصة بالبترول واستخراج المشتقات المختلفة منه، كي يتم بيعها وتسويقها. وبعد مرور النفط بكل هذه المراحل يتم الحصول على مصادر الطاقة المختلفة التي نستخدمها يومياً.
تكرير النفط : هي عبارة عن إدخال النفط في مصافي ضخمة لكي يتم فصل مكوناته وتنقيته مِن الشوائب المصاحبة له وذلك من خلال رفع درجة الحرارة على عدة مراحل. وقد أدى اكتشاف النفط إلى الاستغناء عن الفحم في انتاج الطاقة، حيث يعتبر النفط أفضل وأقل ضرراً مِن استخدام الفحم، ولكن ذلك لا يعني بأنه لا يوجد أضرار لاستخدم النفط في انتاج مصادر الطاقة المختلفة، بالإضافة إلى أنه وكمان نعلم أن النفط مِن مصادر الطاقة الغير متجددة وبالتأكيد سوف ينتهي انتاج النفط في يوم مِن الأيام وسوف يؤدي ذلك إلى مشاكل كبيرة في العالم بسبب الاعتماد الكبير على النفط.
أضرار استخدام النفط
تلوث الهواء بالغازات التي تضر بطبقات الجو وتؤدي لمشاكل كبيرة في النظام البيئي.
استخراج النفط بجانب الشواطئ يؤدي إلى حدوث خلل في النظام المائي للحيوانات المائية والضرر بالحياة الطبيعية التي كانت تعيشها.
ظهور الاحتباس الحراري وزيادته وتأثيره بشكلٍ سلبي على درجات الحرارة والهواء.
التأثير على صحة الإنسان وذلك بسبب استنشاقه للغازات الضارة التي تنتج عن محركات السيارات التي تعمل على مشتقات النفط. فبالتأكيد لا أحد ينكر فضل النفط في تغير حياة البشرية بأكملها، ولكن هذا لا يعني أن نستهين بالأضرار الجانبية التي سببها استخدام النفط ويجب أن نحاول بكل الطرق للحد مِن أضرار مشتقات النفط ومِن مخاطر استخراج النفط وطرق نقله المختلفة التي تضر بالتربة والبيئة والحيوانات والإنسان أيضاً.
وقد أدرك بالفعل العلماء مخاطر استخدام مشتقات النفط في العالم وأصبح العلماء يطورون العديد مِن البحوث كي يستطيعون استخدام مصادر الطاقة البديلة بدلاً مِن النفط. وقد تم اختراع نماذج مِن الاختراعات التي تعمل على الطاقة الشمسية مِثل : ( سيارة تعمل بالطاقة الشمسية، توليد الطاقة باستخدام الرياح، توليد الطاقة الكهربائية باستخدام ماء البحر)وبالفعل أظهرت هذه التجارب نجاح كبير في انتاج الطاقة ومِن دون أثار سلبية على البيئة، ولكنها تحتاج لبعض التطوير كي يتم تعميم استخدامها في كافة أنحاء العالم والاعتماد عليها بشكل كلي بدلاً مِن النفط؛ لأنه يجب أن يتم اختراع بديل عن استخدام النفط في توليد الطاقة قبل نفاذ المخزون الاحتياطي مِن العالم، كي لا يتعرض الناس إلى كارثة حقيقة. وخصوصاً أن المستشفيات أصبحت تعتمد بشكل كلي على الكهرباء في علاج المرضى، فإذا قطعت الكهرباء لمدة خمسة دقائق سوف يؤدي ذلك إلى حدوث كارثة بين المرضى وتعرضهم للموت أيضاً إذا لم يتم حل المشكلة بأقصى سرعة، فقد نادت الكثير مِن مؤسسات الحفاظ على البيئة بالعمل على إيجاد حد للآثار السلبية التي سببها استخدام مشتقات النفط بشكلٍ أساسي في الحياة اليومية، لما سببه ذلك مِن مشاكل للبيئة وحدوث خلل بيئي في الطبيعة. وأيضاً ذلك كله يؤثر سلبياً على الحياة في كوكب الأرض وعلى صحة الإنسان، وأدى إلى انتشار الكثير من الأمراض التي لم تكن موجودة في السابق.
لذلك يجب أن يكون العالم أكثر حرصاً على الحفاظ على البيئة والإنسان قبل الاستمرار في استخدام ما ينفعه ويجب دراسة كافة الأخطار والأضرار التي قد تلحق بالإنسان مِن جراء استخدام أي اختراع جديد يخترعه الإنسان، فكل اختراع يوجد فيه إيجابيات ويوجد فيه سلبيات ويجب أن يكون الإنسان أكثر وعي وحفاظ على صحته وحياة مَن حوله قبل التفكير في محاسن هذا الشيء الجديد الذي تم اختراعه.
يعطيك العافيه اختي شيماء السعدني على هذا العرض القيم
معلومات مهمة وقيمة عن هذه المادة التي نستعملها جدا ولم نكن نعرف عنها كل هذه الاشياء
لاتحرمنا من جديدك
ما شاء الله عليك اختي شيماء السعدني على هذا الموضوع القيم
معلومات مهمة وجديدة علينا لمادة البترول التي نتداولها من غير ان نعرف عليها شيئا سوى انها غالية
يعطيك العافية على اختيارك
كيف تكون البترول
العرض العادي
