تمتاز الحقبة السياسية الحالية في العراق وبامتياز بالدجل السياسي الذي لم يره العراق منذ عقود خلت ولأسباب معروفة ومن اهمها الاستحواذ على السلطة بكل منافذها وحتى على حساب المبادئ والقيم لابل حتى على حساب سياسات هذه التيارات التي اعلنت قُبيل الانتخابات وبالتالي تخلت عن وعودها وآثرت على التمسك بالسلطة وهو الهدف الأول والأخير. ومنذ فترة كنت اتساءل عن مغزى عدم زيارة اهل القرار من الطائفتين الى مناطق من غير طائفتهم ولكن وانا في خضم الحيرة ظهر على الشاشة عادل عبدالمهدي في زيارة مع طارق الهاشمي في الانبار وما ان مرّت ايام قلائل الا والهاشمي يزور السيد السيستاني في النجف وهذا جعل لحيرتي ولاسئلتي حداً واستبشرت خيراً ومع قناعتي ان هذه البروتوكولات لاتعد اكثر من زيارات مجاملة و استهلاك سياسي محلي سرعان ما ينطفأ نورها. امس زار عمار الحكيم مع هادي العامري الانبار والزيارة بحد ذاتها لا غبار عليها اذا ما كانت تصب في خانة التهدئة و الامان والاستقرار لكن مايثير القلق هو التبشير بما ابتدأه عزيز الحكيم بفكرة فدرالية التقسيم الطائفي ,حيث فدرالية للشيعة واخرى للسنة وثالثة للاكراد.وقد اجمعت الاكثرية ان مثل هذه الفدراليات سوف تؤدي الى تقسيم العراق لامحال ولا استغرب من تمسك الائتلاف الشيعي والكردستاني بهذه الفكرة لاسيما بعد ان تلقفوها من الكونغرس الامريكي اخيراً. الكاتب محمد جبار الشبوط قال ان العراقيين لم يقرؤا قرار الكونغرس الامريكي لانهم قاصرون على القراءة الصحيحة لمعنى الفدرالية لان فدرالية شيعية واخرى سنية لاتعني تقسيم العراق.اهذا بكاء على منصب ضاع ام قناعة على التقسيم؟ام ان الفدرالية تعني الطائفية؟. ان مقتدى الصدر الذي وقّع مع السيد عبدالعزيز الحكيم اتفاق» وقف اطلاق النار»لاحتواء انهيار الائتلاف الشيعي نتيجة التسابق من اجل السيطرة على اكبر مساحة من المناطق الشيعية وادى ما ادى الى سقوط الضحايا من الابرياء وبأسم الدين وبعد ان يأمروا الناس بالخروج للزيارات «المليونية» اقول لم يجف الحبر على الورق الا وانبرى صلاح العبيدي ليصرح عقب زيارة عمار الحكيم الى الانبار امس «ان الفدرالية مُغازلة للتقسيم» رداُ على الحكيم الابن ب»أن العراق مُلك للشيعة والسنة والاكراد».
والسؤال اين الطوائف والقوميات والاديان الاُخرى من هذا العراق الجديد الذي يُفصّل حسب قياسات الساسة الجُدد؟من اعطى الصلاحية للسيد الحكيم الابن ان يبدأ «العمل لتشكيل الاقاليم والسير بأتجاه النظام الفدرابي بدأً من اقليم جنوب بغداد الى الاقاليم الاُخرى»؟ علماً ان عمار الحكيم في تصريح له قبل اسبوع قال انه ليس زعيم الائتلاف ولا عضوا في البرلمان, لكنه يذهب الى كوريا الجنوبية, الى الكويت ويلتقي الهرم السياسي ولكن هل بصفة ابن عبدالعزيز الحكيم ام النائب له ام الوريث الشرعي ام ماذا؟ ومع كل الاتــــــــفاقات مع مقتدى الذي لم» يخرج» من العراق ولا ساعة واحدة والحكيم الاب كان في ايران للعلاج ومع هذا وقّع,ولكن اين وكيف, الاثنان الاتفاقية للملمة الائتلاف؟ الان العامري يُصرح ان المحاصصة خطأ كبير وهو ضدها ولكنه ينسى بعد بضعة ثوان من جملته الاولى ان العراق يختار او اختار الفدراية للشيعة وللسنة وللاكراد وهذا ليس تقسيماً.
عن الاحدات المغربية