كُتِبَ عليه البؤس والشقاء .. بعد أن كان وعائلته في ألف نعمة , هكذا هي الأيام , تبتسم لك أياماً ثم تغضب عليك دهراً . كان الوالد يملأ البيت والحياة على "أحمد" وأخوته . لكن سبحان مغير الأحوال فيعد أن كان الوالد يعمل كالحصان يفتت الصخر بسواعده الجباره , اصبح الان طريح الفراش لا يقوى على حمل نفسه , تنقل بين الأطباء والمستشفيات لكن بلا جدوى ولا فائده , ثم ما لبث أن فارق الحياة الى غير رجعه .
أسودت الدنيا بعيون أحمد الذي أنهى لتوه المرحله الثانوية بأمتياز , تحطمت أماله بالجلوس على مقاعد الدراسه الجامعية . كان مصمماً رغم تحصيله العالي أن يكون "مهندس عقول" يعلم الطلاب العلم بلا توقف وباخلاص منقطع النظير .
ولكن للأسف , كان الموت له بالمرصاد . فموت والده المفاجئ غير نمط حياته ودفعه للعمل بالأجر الزهيد عند من لا يخافون الله . كل ذلك كي لا يجوع هو وأخوته فهم أمانه بعتقه , وهكذا أوصاه والده وهو على شقى حفرة الموت .
استغل شخص من قريته ظروفه وظروف أُسرته القاهره , فلم يكن لأحمد مفر سوى العمل ولو بالأجر البخس . وكلما زاد تعلق أحمد بأموال ذاك الشخص زاد الأخير قبضته على أحمد , فأحمد الغني المدلل أصبح يسمع الشتائم كل صباح وأحياناً الضرب والأهانه . عومل كالبهيمه وربما أشد .
ظل أحمد صابرأ لكن المضايقات ازدادت . ذات يوم يصق ذاك الشخص على أحمد ولعن المرحوم والده , وهنا استشاط غضباً وألقى بأثواب العمل ارضاً . وصرخ عالياً : " لم يُخلق أحمد ليُستعبد , بل ليكون سيداً على الأقل على نفسه " .
ركض أحمد بعيداً وهو مصمم هذه المره ليكون " مهندس عقول" , وليعلم الأجيال كيف تحطم قيود العبودية وكيف تتمرد على الظلم والطغيان