حملات ارهابية جديدة في الجزائر تؤدي الى مقتل عشرة من موظفي الأمم المتحدة
أعلنت الأمم المتحدة مقتل عشرة من موظفيها في الاعتدائين اللذين وقعا في العاصمة الجزائرية الثلاثاء وأسفرا عن عشرات القتلى والجرحى وتبناهما تنظيم القاعدة وندد بهما العالم.
وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة ماري أوكابي إن "عدد القتلى ارتفع إلى عشرة بين موظفي المنظمة الدولية وما زال عدد من الأشخاص مفقودا وإن الوضع الميداني غير واضح". وكانت أوكابي تحدثت في وقت سابق عن خمسة قتلى و14 مفقودا.
وقال رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز بلخادم إن التفجيرين اللذين استهدفا المجلس الدستوري والمحكمة العليا في حي بن عكنون، ومقر المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في حي حيدرة خلفا 24 قتيلا و117 جريحا.
وكانت مصادر أمنية وطبية قد تحدثت في وقت سابق عن 62 قتيلا و177 جريحا جراء الانفجارين.
وضرب الانفجار الأول المحكمة الدستورية في حي بن عكنون، وقال شهود عيان إنهم شاهدوا سيارة مفخخة تصطدم عنوة بحافلة تنقل طلابا في الحي وإن الحافلة كانت مليئة بالركاب. وشاهد المارة في الانفجارالأول جثث شرطي وحارسين قتلوا في الانفجار.
وبعد انفجار بن عكنون بنحو عشر دقائق انفجرت سيارة مفخخة أخرى قرب مقر المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة وبرنامج التنمية الأممي, في حي حيدرة في أعالي العاصمة, وهو حي راق يسكنه كبار المسؤولين ويحتضن عددا كبيرا من السفارات.
وأعلن التلفزيون الجزائري مساء الثلاثاء انتشال ستة أشخاص أحياء من تحت أنقاض المبنى الذي يضم المفوضية العليا للاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ودفعت قوة التفجيرين الشهود إلى وصف ما شعروا به وكأنه "زلزال"، فقد أمكن سماع دويهما على بعد عدة كيلومترات، في حين انتشرت أشلاء الضحايا والدمار في دائرة واسعة حولهما.
وبحسب شاهد عيان، فإن رجلا كان في السيارة المفخخة التي استهدفت مقر المفوضية العليا للاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، يبلغ من العمر خمسين عاما. وأوضح الشاهد للتلفزيون وهو يتحدث إلى وزير الداخلية أن "عمره لا يثير الشبهات".
العالم يدين
ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأشد العبارات الاعتداءين الإرهابيين في الجزائر، كما دان البيت الأبيض الاعتداءين واصفا مرتكبيهما بأنهم أعداء الجنس البشري.
وقال البيت الأبيض إن "الولايات المتحدة تقف إلى جانب الجزائريين والأمم المتحدة الذين يواجهون هذا العنف الأعمى".
ودان الاتحاد الأوروبي الاعتدائين مؤكدا وقوفه إلى جانب الجزائر لتحقيق المصالحة الوطنية كاملة.
وأجرى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اتصالا هاتفيا مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أعرب فيه عن "تضامنه وتعاطف الشعب الفرنسي مع الشعب الجزائري".
ودانت بريطانيا، وفرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، و كندا، وروسيا، وجنوب أفريقيا الجريمة البشعة.
كما أجمعت الدول العربية على إدانة الاعتدائيين، واتصل عدد من الرؤساء العرب بالرئيس الجزائري للإعراب عن تضامنهم معه والوقوف إلى جانب الجزائر لتجاوز آثار تلك التفجيرات.
وعبر ملك المغرب محمد السادس عن إدانته الحازمة لهذين العملين "الإرهابيين"، وجدد التزام المغرب بالتنسيق في مواجهة الإرهاب على المستوى الإقليمي.