فصائل المقاومة الفلسطينية توافق على هدنة متبادلة مع الاحتلال الإسرائيلي
بعد تصاعد العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي في غزة والتهديدات باجتياح القطاع ، ذكرت تسريبات صحفية أن المقاومة الفلسطينية وافقت على هدنة مع الاحتلال الإسرائيلي .
ونقلت صحيفة "البيان" الإماراتية عن مصادر فلسطينية أن المقاومة وافقت أمس الأربعاء على هدنة ووقف إطلاق نار شامل في غزة مقابل وقف إسرائيل عملياتها العسكرية. وقالت مصادر فلسطينية إن فصائل المقاومة الفلسطينية الرئيسية وعلى رأسها حركتا حماس والجهاد الإسلامي وافقت على وقف إطلاق نار شامل في قطاع غزة مقابل وقف إسرائيل عملياتها وتوغلاتها والتصفيات التي تنفذها ضد المقاومة الفلسطينية ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وأوضحت المصادر في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الإمارات "وام" أن هناك وسيطا بريطانيا يلعب دورا رئيسيا في الجهود المبذولة منذ فترة للتوصل إلى الاتفاق، فيما تبذل مصر جهودا دؤوبة للتوصل إلى صفقة شاملة بين الأطراف، على أن يتم دعوة فصائل المقاومة الفلسطينية إلى القاهرة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق نهائي حول جميع الموضوعات.
ونوهت إلى أن قضية الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليط ستكون ضمن عناصر الصفقة، إضافة إلى قضية المعابر، موضحة أنه سيتم الالتزام بالاتفاق لفترة زمنية غير محددة.
الناتو في الضفة الغربية
من جهة أخرى، كشف مسئولون عسكريون إسرائيليون النقاب عن أن الولايات المتحدة تدرس إعادة النظر في جدوى نشر قوة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الضفة الغربية، كوسيلة "لتخفيف المخاوف الأمنية" للجيش الإسرائيلي وتسهيل الانسحاب الإسرائيلي من المنطقة في غضون السنوات المقبلة.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أمس، عن مبعوث الأمم المتحدة لدى الشرق الأوسط الجنرال جيمس جونز:" إن الخطة يجري تداولها بين الدول الأوروبية، حيث يمكن نشر قوات متعددة الجنسية في الضفة الغربية".
وقال جونز القائد السابق في حلف الـ "ناتو"، والذي أرسل إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي لمساعدة الطرفين في إطار خطة خريطة الطريق:" ان الخطة تدعو إلى مرابطة قوات طرف ثالث في الضفة الغربية، لتأمين المنطقة في الفترة الانتقالية بعد الانسحاب الإسرائيلي وقبل أن تتسلم السلطة السيطرة الأمنية الكاملة على الضفة".
وأوضحت الصحيفة:" إن وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك اجتمع مع جونز وأطلعه على الخطة، حيث قال باراك إن نشر قوة متعددة الجنسية في الضفة الغربية يمكن أن يخلق تحديات للجيش الإسرائيلي إذا ما قرر الرد على الهجمات الفلسطينية في أعقاب الانسحاب". في الوقت ذاته قالت صحيفة "البيان" الإماراتية أن مصادر أوروبية في لندن كشفت أن واشنطن ستعتمد على إرسال قوات من دول الاتحاد السوفييتي وأوروبا الشرقية للضفة الغربية ضمن قوات حلف شمال الأطلسي التي ستعمل في كل من كوسوفو والضفة الغربية بالإضافة إلى محاولة إرسال قوات إسلامية في حين أبدت دول أخرى مثل النرويج والسويد استعدادها للمشاركة في القوات الدولية وكذلك تمويل الجزء الأكبر من هذه القوات.
وحسب المصادر فان واشنطن وتل أبيب وافقت على إرسال مزيد من القوات الدولية، لكنها لن تكون قوات عربية بعد رفض إسرائيل نشر قوات مصرية كما توجد مخاوف من نشر قوات أردنية وفيلق بدر الذي يخشى بعض قادة فتح من قيام الفيلق بخلق نفوذ أردني داخل الضفة الغربية. وأضافت المصادر ان "هناك رفضاً كذلك لنشر قوات باكستانية ضمن القوات الدولية هو ما جعل التركيز ينصب على قوات حلف شمال الأطلسي".
واستبعد الرئيس محمود عباس (الذي يعتبر عبد ربه مقربا) أي خطوة لإعلان دولة من جانب واحد، وأكدت الرئاسة الفلسطينية في بيان لها :" إننا سنستمر في المفاوضات مع إسرائيل من أجل الوصول إلى اتفاق سلام خلال عام 2008 يشمل كافة قضايا الحل النهائي بما فيها القدس". وأضاف البيان :" ان هذا هو ما أجمع عليه المجتمع الدولي"، مؤكداً انه "إذا تعذر ذلك ووصلنا إلى طريق مسدود في المفاوضات فإننا سنعود إلى امتنا العربية لاتخاذ القرار المناسب على أعلى المستويات".
كما أعرب عباس أمس الاربعاء، عن رفضه للحلول الجزئية والحدود المؤقتة للدولة الفلسطينية المنشودة.
ونقل موقع قناة "العالم" الإخبارية عن عباس قوله خلال لقائه وفدا من فعاليات مدينة الخليل في مقر الرئاسة في رام الله بالضفة الغربية: "ان السلطة تريد حلا عادلا ونهائيا لدولة بحدود اراضي عام 67، وليس بحدود مؤقتة وفق هدنة لمدة 15 عاما".وجاءت تصريحات عباس بعد يوم من لقائه رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي ايهود اولمرت في القدس المحتلة دون التوصل الى نتائج مهمة.
أما حركة حماس، فقالت على لسان الناطق باسمها سامي أبوزهري:" هذا الطرح يمثل أحد تخريفات عبد ربه وهو أمر لا يستحق الاستماع له فضلاً عن الرد عليه". وأضاف:" شعبنا الفلسطيني ليس بحاجة لمزيد من التجارب والاجتهادات الفاشلة من فئة فاشلة أكثر من الفشل نفسه".
وعلى الجانب الإسرائيلي، قال ناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن :" مفاوضات السلام هي الطريق السليم لإنهاء الصراع وليس الإعلانات أحادية الجانب". فيما رفضت إسرائيل الاعتراف باستقلال كوسوفو تحسبا من إسقاطات مثل هذا الاعتراف على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وعلى الأقلية العربية فيها.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها:" إن إسرائيل لن تكون ضمن موجة الدول الأولى التي ستعترف باستقلال كوسوفو على ضوء الإسقاطات المترتبة عن ذلك فيما يتعلق بالفلسطينيين وعرب إسرائيل".