في إحدى المحطات كان غاندي يجري مسرعاً نحو القطار حتي يلحق به، بدأ القطار بالتحرك رويداً رويداً، مما دفع غاندي للركض مسرعاً إلى أن قارب على اللحاق به، فقفز قفزة تمكّن فيها من الصعود إلى مقطورته الأخيرة، حينها ابتسم غاندي فرحأ لأن الرحلة لم تفته إلّا أنّه لم يدرك أنّ تلك القفزة كلفته سقوط فردة حذائه خلف القطار دون أن يدري، لم يفكّر غاندي كثيراً قبل أن يخلع فردة حذائه الثانية ويُلقيها بسرعة لتستقر بجوار الفردة الأولى، فتعجب أصدقاؤة من فعله هذا، وسألوه عن سبب تصرفه، فقال الحكيم غاندي : لن أستطيع العودة لإحضارة الفردة التي سقطت مني، كما أنني لن أستفيد من فردة الحذاء الأخرى إذا ما بقيت معي، فرميتها علّ فقير يجدهما فينتفع بهما معاً.
2 - كما تدين تُدان
قرر رجل التخلص من أبيه العجوز المسن بوضعه في بيت لرعاية المسنين، بعد أن ضاق ذرعاً من كثرة استياء زوجته منه، وتذمّرها من تلبية حاجاته، وحرجها من المواقف التي يسببها لها أمام صديقاتها بسبب ما يعانيه من نسيان، فأخذ الرجل يُلملم حاجيات أبيه باكياً لما سيؤول إليه حاله، ناسياً ما قدّمه له هذا الأب له من حب وتضحية عندما كان في صحته وقوّته، لكنّ إلحاح الزوجة في كل حين أجبره على ما سيقوم عليه، تناول الرجل بعض الطعام والملابس ودسّها في حقيبة، وحمل معه قطعة كبيرة من الإسفنج لينام عليها والده هناك، وأخذ بيد أبيه متوجهاً إلى بيت الرعاية، إلّا أنّ إصرار ابنه الصغير عليه ليترك جزءاً من قطعة الفراش التي يحملها معه أثار عجبه، ودفعه للتوقف وسؤاله متذمراً: وماذا تريد بهذا الجزء من الفراش أنت؟! فقال له الطفل ببراءة : أريد أن أبقيه لك حتى تجد ما تنام عليه عندما أصطحبك إلى دار الرعاية في كبرك يا أبي! وقف الرجل صَعِقاً لما سمعه من طفله الصغير، وبكى بكاء ابتلت منه لحيته، واستذكر ما قام به أبوه لأجله في طفولته وما قدمه له، فرمى الحاجيات أرضاً وعانق أباه عناقاً طويلاً وتعهّد أمام الله ثم أمام ابنه برعايته بنفسه ما دام على قيد الحياة.