حول الوقت
الحمد لله حمدا كثيرا والصلاة والسلام علئ اشرف المخلوقين محمد عليه الصلاة
والسلام.
السلام عليكم ورحمة الله تعالئ وبركاته.
لو سالتكم اخواني اخواتي ما اغلئ شيء في حياتكم? فماذا سيكون ردكم ياترئ?...
المال ?الزواج ? الجمال ? العمل ? الصحة ?......
ربما كل هذه الاشياء مهمة وغالية لكنها ليست الاغلئ فكلها لا تساوي شيئا
امام الوقت في حياتنا ,ومدئ استفادتنا منه ,واستغلالنا له.
نعم ان اغلئ ما نملك بعد اسلامنا هو الوقت.وكلنا يملك الوقت نفسه
24 ساعة في اليوم .الحاجة الوحيدة التي يتساوئ فيها جميع الناس بدون
استثناء.
فالوقت اغلئ من اللائي والجواهر والذهب ..فكل لحظة مرت لن تعود
وهناك قولة احبها كثيرا للشيخ حسن البصري رحمه الله:" مع كل شروق
للشمس ينادي هذا اليوم يا ابن ادم ... انا يوم جديد وعلئ عملك شهيد...
فاغتنمني ...وتزود مني ...فاني اذا ذهبت لا اعود الئ يوم القيامة."
ويقول ايضا :" يا ابن ادم ..انما انت انفاس وايام ..فاذا ذهب نفسك ويومك فقد
ذهب بعضك ,ويوشك اذا ذهب البعض ان يذهب الكل".
فان تكلمنا عن اهمية الوقت فان الكلام يبدا ولا ينتهي .وما الوقت الا هذه
الساعات والايام والشهور والسنين التي هي عمر الانسان وحياته. والحق ان
العمر الحقيقي للانسان ليس هو السنين التي يقضيها من يوم الولادة الئ يوم
الوفاة. انما عمره الحقيقي بقدر ما يكتب له في رصيده عند الله من عمل
الصالحات وفعل الخيرات.
والقران الكريم ,والسنة النبوية, اهتمت بالوقت وبينت الحكمة منه ومن وجود
الليل والنهار .فقال عز من قائل :" وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان
يذكر او اراد شكورا."
اي جعل الليل يخلف النهار .والنهار يخلف الليل , ليس للسهر والسمر ومراقبة اهل
الشر والزيغ والضلال ,او الجري وراء احدث الموديلات. او الاكل والشرب فقط....بل
قال عز وجل لمن اراد ان يذكر نعمة الله وفضله.
وكذلك اقسم الله عز وجل في مطالع سور عديدة من القران, باجزاء معينة من
الوقت ." والليل اذا سجئ والنهار اذا تجلئ ".وقوله:" والفجر وليال عشر". وقوله:
"والضحئ والليل اذا سجئ". وقوله:" والعصر ان الانسان لفي خسر."
والانسان العاقل هو الذي يعرف كيق يستفيذ من وقته .وان يكون متزنا في كل
اموره ,وتوزيع وقته الذي هو اغلئ واغلئ واغلئ .....
فان كل نفس وكل عرق يخرج في غير طاعة الله, او فائدة في الحياة . ستخرج
يوم القيامة حسرة وندامة.
ويقول بعض العلماء في ذلك . من علامات غضب الله ومقت الله علئ العبد
تضييع الوقت. ومن علامات حب الله ورضئ الله علئ العبد ان يجعل شواغله اكثر
من وقته . يعني وانت مغمض عينيك ,جالس في مكانك , واردت ان تعرف سخط الله
عليك او رضاه.انظر هل تضيع وقتك ام انك تستفيذ منه في الخير . واذا وجدت
ان لديك من الاعمال اكثر من الاوقات. فان الله يحبك .فافرح لذلك ربنا راضي عنك.
لكن انتظر معي لحظة لابد من ان تكون شواغلك مفيدة تحددها نية من اجل ديني
ومن اجل مجتمعك وبلدك فهذا مقياس دفيق للرضئ او الغضب.
" قل ان نسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ".
اعزائي ان وقتنا هو عمرنا...فلا نبعه رخيضا ونشتري متعة بلا قيمة بابخس الاثمان.
ونظل نسدد بالعذاب والتعاسة قيمة ما افتقدنا من الوقت ,في سوق الفراغ والضياع.
واسال الله لي ولكم التوفيق . واستسمح ان اطلت عليكم بكلامي .
_ اللهم لا تدعنا في غرة ولا تاخذنا علئ غرة ولا تجعلنا من الغافلين.
_ اللهم انا نسالك صلاح الساعات والبركة في الاوقات .
وصلي اللهم علئ خير خلقك محمد وعلئ اله وصحبه ومن
تبع هداه.
اختكم ريحانة الدنيا.
|