05-22-2008, 10:03 PM
|
#1
|
مـشـرفـة
|
رفقاً بالقوارير
الزواج سنة كونية , والحياة لا يمكن أن تستمر الا بالزواج , والزواج بحد ذاته لا يقف في جيل من الأجيال أو زمن من الأزمان , وبذلك يخرج في كل جيل , جيل جديد يعمر الارض , فالزواج بناء انساني , وفي ذلك يقول الله تعالى : " وَمِن أَياتهِ أَنَ خَلَقَ لَكُمْ مِنَ أَنْفُسَكُمْ أَزواجًَا لِتَسْكنوا اليها , وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَودة وَرَحمة وان في ذلك لايات لقوم يتفكرون " .
فبالزواج تستمر القوة والعزه والتفاهم والموده والمحبة والاخلاص بين الزوجين .
ومما لا ريب فيه أن الزواج كان دائماً سيادة هداية وحضارة لا سيادة تسلط واستبداد .
واذا رجعنا الى الوراء الى زمن سيدنا أدم وأمنا حواء , نرى أن اسم حواء يدل على استمرارية الحياة .
وهنالك العديد من الأيات القرأنية التي هي في شأن الزواج وفيها ندرك المكانة السامية التي وضع الله الزواج بها .
لقد ربط الله بين الزوجين على عدة أساسات من التعارف والموده والرحمة والعفة والكرامة والصيانة والشرف والفضيلة والتعاون .
وهذا هو الزواج الانساني الذي حكم عليه بالأعدام في زمننا هذا , هذا الزمن الذب نسينا به كلام الله وكلام رُسله , ومشينا كل على هواه وكيفما يشاء , كل أخيار طريق في رأيه هي الصواب لا تعارض الدين ولا الرسل .
أن ما نحن به ِ اليوم هو الفساد بعينهِ . فرغم وصولنا القمر ووجود عدد كبير جداً من المثقفين ,المدركين لأمور الدنيا والحياة , نراهم ودون أدنى مسؤولية يستهترون بالزواج أو بالقيم التي عليها يجب أن يقوم الزواج .
قال تعالى : " عاشروهن بالمعروف " لكنا نراهم يعد هذا كله ينهالون عليهن بالضرب كمن يضرب حيواناً لا حول له ولا قوة . حتى الحيوان نحن مطالبون بالرفق بهِ , فما بالكم بالانسان .
ان استعمال العنف هو بحد ذاتهِ جريمة يعاقب عليها القانون , ليس ضد الزوجات فقد بل ضد الأطفال ايضاً . فبالرفق واللين نستطيع الحصول على كل شيئ لم نستطع نيله بالقوة والعنف .
فالزواج لم يكن ابداً مسرحاً للمباريات الجسدية أو لابرازالعضلات .
فلذلك عزيزي الزوج كان بامكانك ضرب زوجتك والتهجم عليها زمن الجاهلية والأمية , لا في هذا الزمان زمن التقدم والحضارة , زمن القانون , زمن تعرف الزوجة به ما لم تعرفه امها وجدتها .
أنا لا أنكر اننا نعيش في زحمة الضياع في بيداء الحياة , التي يتميز بها عصرنا الحديث . هناك لحظات بفقد فيها الانسان عقله واحساسه بالحياة .
ومن هذا المنطلق أقول أن هذه البيداء مليئة بالمشاكل والصعاب , وخصوصاً في هذه الأوضاع الراهنة من كل النواحي المادية والأجتماعية والأخلاقية .
وهنا أريد أن أهمس في أذان كل الأزواج واللذين هم أخوة وأباء أن " رفقاً بالقوارير " .
بقلمي ضياء - بنت المروج 28.5.2008
|
|
|
|