اخر عشرة مواضيع :         متجرخولة لفن الحياكة و الكروشيه (اخر مشاركة : ماريا عبد الله - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          موقع قرة الوجهة الرئيسية لمحبي المعرفة والتعلم الدائم (اخر مشاركة : ماريا عبد الله - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أفضل تطبيق لمشاهدة المباريات والقنوات المشفرة على الأندرويد (اخر مشاركة : ماريا عبد الله - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          معمول الجابرة (اخر مشاركة : ماريا عبد الله - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          برنامج Cryptotab متاح للتحميل الان (اخر مشاركة : ماريا عبد الله - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          حازم المراغى يعود (اخر مشاركة : حازم المراغى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          ادخل لك رساله (اخر مشاركة : حازم المراغى - عددالردود : 788 - عددالزوار : 144032 )           »          تطبيق شاور لتفسير الاحلام (اخر مشاركة : فهمي سامر - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          تطبيق عقارات السعودية متوفر الان للتحميل (اخر مشاركة : فهمي سامر - عددالردود : 0 - عددالزوار : 130 )           »          المواد الحافظة ومخاطرها على صحتنا (اخر مشاركة : جـوهرة 99 - عددالردود : 6 - عددالزوار : 474 )           »         


لوحة الشـرف
القسم المتميز العضو المتميز المشرف المتميز الموضوع المتميز
قريبا قريبا قريبا قريبا


العودة   منتديات المروج المشرقـــة > مروج العلوم > مروج التاريخ والتراث
التسجيل التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم

مروج التاريخ والتراث كل ما يهم الحضارة العربية والتاريخ والتراث العربي و العالمي

الإهداءات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
قديم 03-22-2009, 12:41 PM   #1
عضو ية برونزية
3 الكنعانيون


سلام الله عليكم

من هم الكنعانيون

يسمع الكثير من الناس عن الكنعانيين و يقرءوا عنهم ، إلا أن الغموض يكتنف الكثير من الأمور حولهم ، من أين أتوا وما هي علاقاتهم بالحضارات التي عاشت في زمنهم ، وأين انتشروا ؟ .

ويعود ذلك لقلة الحفريات التي تجيب بوضوح عن تلك الأسئلة

يقال :
الكنعانيون هم شعب سكن منطقة بلاد الشام منذ حدود الألف الرابع قبل الميلاد

ويقال :
النظريات حول تسمية الكنعانيين :

إلى كنعان بن سام بن نوح
تسمية تحمل معنى اللون الأحمر الأرجواني ، إما للون بشرتهم الحمراء أو لصبغة حمراء أرجوانية كانوا يتقنون إنتاجها.
التسمية "كنع" تحمل معنى ضد عالي، وبالتالي فالكنعانيون سكان الأراضي المنخفضة.
وفي كلا النظريتين يكون تسمية الكنعانيين قد اطلقت عليهم من أقوام أخرى، وهناك نظريات أخرى تشير إلى أن الإسم قد يكون إسما قد أطلقه الكنعانيون على أنفسهم . والكنعانيون ساميون قدموا من الجزيرة العربية الى ارض فلسطين حيث سميت بارض كنعان اي انهم عرب اصيلون وكانوا يتكلمون اللغة الكنعانية وكانوا وثنيون ومن الهتهم بعل حيث ان هذا المصطلح مازال يستعمل حتى الآن في اللغة العربية ويعني زوج وقد بنوا عدة مدن في فلسطين منها يبوس الذي بناها اليبوسيون وهم كنعانيون وشكيم نابلس وبيت ايل بيتين وغزة ومجدو وكان لهم 118 مدينة في فلسطين وازدهرت فلسطين ايامهم حيث اصبحت بلاد السمن والعسل والخيرات من ملوكهم ملكي الصادق


وقد كتب الدكتور خزعل الماجدي كتابا تحت عنوان ( المعتقدات الكنعانية ) صدر عن دار الشروق في عمان عام 2001 ، ويقع في 306 صفحات من القطع المتوسط ، وسنحاول انتقاء ما يمكن منه للإسهام في تقديم ما يساعد على التعرف على تلك الحضارة القديمة ..

استعرض المؤلف الأسماء القديمة المحتملة للكنعانيين في تراث الحضارات الأخرى التي عاصرت أو تلت حقبة الكنعانيين ..

1 ـ الاسم الأكدي : يرى بعض المؤرخين أنه ربما كان الاسم الأكدي (كناجي أو كناخني Kinakhni) الذي أطلقه البابليون عليهم ، والذي ظهر في رسائل (تل العمارنة ) في مصر ، هو أصل هذه التسمية والذي يعني (اللون الأحمر الأرجواني) .

2 ـ الاسم المصري : ورد اسم ( بي كنعان Pekanan) عند المصريين للدلالة على المناطق الجنوبية والغربية من سوريا . وكذلك استعمل المصريون منذ عصر الدولة القديمة كلمة (فنخو) للدلالة على شعب من شعوب الشام ، وقد يكون أن الإغريق استعملوا هذا اللفظ وحوروه الى (فويفكس Phoivikes) للدلالة على (فينيقيا ) ولفظ (فويفيكن Phoivikn) للدلالة على الفينيقيين .

3 ـ الاسم الكنعاني : استعمل الكنعانيون أنفسهم الكلمة السابقة للدلالة عليهم في بعض الأحيان .. ويؤيد ذلك نص الملك (أدريمي) ملك ( الالاخ) وهي مملكة كنعانية ازدهرت في شمال غرب سوريا قرب أنطاكيا ، وذلك في النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد ( أنظر السواح 19: 1995) .

4ـ الاسم العبري : تعني كلمة كنعان باللغة العبرية ، بلاد الأرجوان ، ولكن جذر (ك ن ع ) تعني بالعبرية انخفض .. وهذا يشير الى أنهم سكان البلاد المنخفضة وهي القريبة من نهر الأردن .

5 ـ الاسم العربي : لا يختلف اللفظ العربي والجذر كثيرا عن العبري ف (خنع وقنع و كنع ) تعني الهبوط والانخفاض والتواضع ..

6ـ الاسم الحوري : يرى بعض الباحثين أن أصل كلمة كنعان مشتق من كلمة حورية هي (كناجي Kanaggi) أي الصبغة الأرجوانية أو القرمزية التي اشتهر الكنعانيون بصناعتها .. ولا يعرف عما إذا كان الحوريون هم من أخذ عن الأكديين تلك التسمية أم الأخيرون قد أخذوها عنهم .

7ـ الاسم الإغريقي : ربما حور الإغريق الكلمة المصرية (فنخو) التي تحولت الى (فينيكس ) للدلالة على الفينيقيين ، وهي تعني اللون الأحمر .. وإن تأكد ذلك فإننا في صدد الحديث عن حضارة واحدة وهي الكنعانية أو الفينيقية .

8ـ الاسم الروماني : استعمل الرومان كلمة بوني (Poeni) للدلالة على الفينيقيين الغربيين (القرطاجيين) في إفريقيا .. وهي كلمة تعني اللون الأحمر الأرجواني أيضا .. وهذا يؤكد التقارب القديم ما بين مغارب أفريقيا و شرق البحر المتوسط .. ويفسر الاستعداد للتلاقح الحضاري والثقافي بينهما .

وعلى أي حال إن كانت فينيق تعني الطائر الأسطوري الذي يطير من بين الرماد والذي كان يرمز له المصريون القدماء بطائر اللقلق ، أو كانت تعني الأرجوان ، أو النخلة كما في بعض الأبحاث فنحن نتحدث عن حضارة تغلغلت منذ أربعة آلاف عام في عموم المنطقة التي يطلق عليها الآن اسم الوطن العربي

مما وجدته عنهم


يتبع



بنت الشاطئ
بنت الشاطئ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-22-2009, 12:52 PM   #2
عضو ية برونزية
افتراضي


من مراحل التأريخ الكنعاني :

أولا :ـ المرحلة القديمة ( الأصول ) 3000ـ 4000 ق.م

قد تخطئ التقديرات في التاريخ أعلاه بمدة قد تصل الى 5000سنة ، وهذا لاضطراب الموجود من الدلائل حول بداية نشأة الكنعانيين و موطنهم الأصلي .. لنستعرض النظريات التي وضعت لاقتراح المكان الأول للكنعانيين ..

1 ـ جزيرة العرب :

قد تكون نظرية أن الكنعانيين أصلهم من جزيرة العرب ، هي الأكثر شيوعا بين النظريات ، لا للكنعانيين وحدهم بل ذهب كثير من العلماء أن أصل الساميين كلهم من جزيرة العرب ، وهي نظرية أقرب للاعتقاد منها للحقيقة لندرة الوقائع المدونة التي بالنقوش والآثار ..

ويرى البعض أن هذه النظرية تصلح لهجرة واحدة حدثت حوالي 2500ق م وذهبت باتجاه الصحراء السورية العراقية ، فانقسمت الى قسمين : الأموريين الذين بقوا في تلك الصحراء ، ثم اختلط قسم منهم بأهل العراق القديم واصطبغوا بالمؤثرات الحضارية العراقية ، وقسم استمر في هجرته نحو سواحل المتوسط وهم الكنعانيون . وهو سيناريو مكرر نراه في كل الهجرات السامية في النصوص التاريخية .

2 ـ سواحل الخليج العربي :

طرح هذا الرأي العلاَمة ( سترابون) وقال : إن سكان الخليج العربي كانوا يسمون مدنهم بأسماء المدن الكنعانية ( صور ، صيدا ، أرواد ، جبيل ) ورجح أن تكون تلك المدن أقدم من التي على سواحل المتوسط .. كما أن معابدهم القديمة ، تتشابه مع معابد الكنعانيين .. فافترض أن الهجرة تمت من الخليج العربي باتجاه البصرة ثم بلاد الشام .

3 ـ سواحل البحر الأحمر :

هذا الرأي تبناه ( هيرودوتس ) باعتبار أن طبائع الكنعانيين والفينيقيين وهم اسمان لشعب واحد ، هي طبائع ساحلية ، فافترض أنهم قدموا من سواحل البحر الأريتيري ( الأحمر ) .

4 ـ سيناء والنقب :

ظهر في بعض وثائق ( رأس شمرا ) ما يشير الى أن سكانها قدموا من شبه جزيرة سيناء أو من النقب ، ومن جزيرة العرب و من سواحل البحر الأحمر معا .

5 ـ مصر :

كان للعلاقة المتميزة بين الكنعانيين و المصريين أثر كبير في ظهور رأي قديم مفاده أنهما من أصل واحد . ويظهر هذا الرأي من خلال الأساطير التي جمعها المؤرخ الإغريقي ( إيسوب ) التي ترى بأن الإلهين ( قدم وفينيق) جاءا من مدينة ( طيبة) المصرية ليتملكا مدن صور وصيدا . وقد ذهبت التوراة في هذا المنحى إذ سلخت الكنعانيين من سلالة سام لتضع ( كنعان و مصراييم ) من سلالة حام ( سفر التكوين 6:10)

ثانيا ـ المرحلة الشامية ( 3000ـ 1200 ق. م )

بدأت هذه المرحلة مبكرة إبان بدء العصور التاريخية ، حيث بدأت الهجرة الكنعانية من السواحل العراقية للخليج العربي وضفاف الفرات الجنوبي ، وربما اتخذ مسار هذه الهجرة طريقين : الأول مع نهر الفرات صعودا ، ثم الاتجاه الى السواحل الشامية الشمالية وتأسيس مدن ( رأس من شمرا ) و (أوجاريت) و(أرواد) و (جبيل) و (صيدا) و (صور) .. أي سواحل سوريا ولبنان .

أما الهجرة الثانية ، فكانت برا باتجاه فلسطين مباشرة ، وقد أسسوا أو سكنوا مدنا برية مثل ( قادش و بيت شان و شكيم وأريحا وبوس (أورشليم ) وبئر سبع و مجدو والسامرة .. الخ ) . ومدنا ساحلية مثل (عكا و دور و يافا و غزة الخ ) .. وقد كانت المدن تعبر عن اسمها الكنعاني ( رأس شمرا ) والسامرة
وهي مشتقة من سام و شام و أصبح سكانها فيما بعد شوام و شاميون الخ .

وبالتأكيد فإن الكنعانيون لم يكونوا أول من وطئ أرض سوريا أو فلسطين ، وعندما حضروا وجدوا في تلك الأرض أقوام سبقتهم خصوصا في مناطق (تل المريبط) و (تل الرمد) و منطقة ( المنحطة ) و (البيضا ) وغيرها .. فاندمج الكنعانيون مع السكان الأقدم .. ومع ذلك لم يستطيعوا تكوين دولة موحدة واحدة ، بل كانت هناك دول ( المدن ) كما كانت منتشرة تلك الظاهرة في تلك الأزمنة ، وكان لكل مدينة إلهها رغم أنه كان هناك إله واحد لكل الكنعانيين . وقد أدى عدم تنسيق دول المدن فيما بينها الى مشاكل كثيرة أمام العدو الخارجي .

ويمكن تقسيم فترات التاريخ الكنعاني في بلاد الشام الى :

أ ـ فترة تأسيس المدن الكنعانية ( 3000ـ 2400ق.م)

يربو عدد المدن التي عثر عليها و رد أصلها للكنعانيين في بلاد الشام عن 135 مدينة ، من أهمها رأس شمرا ، وأوغاريت ، وأرواد (جزيرة) وجبيل وبيروت و صيدا وصور وعكا و عسقلان و أسدود و جت و غزة ، و قادش و بيسان و بيت إيل و جبعون أريحا و يبوس (أورشليم) وبيت لحم و حبرون و عجلون وبئر السبع وغيرها .. كما وجد 1200 قرية تعود نشأتها للكنعانيين .

ب ـ فترة النفوذ المصري ( 2400ـ 1500ق م ) :

ابتدأت فترة النفوذ المصري على الساحل الشرقي للبحر المتوسط ، مع بداية الأسرة السادسة ، وبالذات أيام الملك الأول من تلك الأسرة و اسمه (تتي) فقد جهز جيشا بقيادة (وني) مكون من عشرات الألوف من الجنود . ويعتقد أن هذا الإجراء جاء نتيجة تهديد بقطع خطوط التجارة التي تمر بفلسطين ، من قبل جهات متمردة داخل تلك الأراضي ، أو من تهديد سومري في احتلال تلك المنطقة ، إذ تزامن إجراء المصريين ، مع تحرك لقوات الملك السومري (لوكال زاليزي) .. وما تلاها من تحرك لقوات الملك الأكدي ( سرجون ) .. للهيمنة على سواحل المتوسط الشرقية .

وبقيت بلاد كنعان تحت السيطرة المصرية حوالي ألف عام ، ولم يجعلها تتخلص من السيطرة المصرية ، إلا أثناء حكم الرعاع و الهكسوس لمصر زهاء قرنين من الزمان .. هذا مما حقق استقلالا للمدن الكنعانية .

في حين برزت في تلك الفترة ممالك مثل (أوغاريت) وملكها (نقمد) ومملكة (رأس شمرا) و (جبيل) وغيرها .

يتبع
بنت الشاطئ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-22-2009, 01:18 PM   #3
عضو ية برونزية
افتراضي


فترات التاريخ الكنعاني في بلاد الشام

ج ـ فترة الصراع المصري الحوري الحيثي (1200ـ 1500) ق م

كان الملك الحيثي (خاتوشيلي الأول ) 1530ـ1570ق م .. قد مهد للنفوذ الحيثي شمال سوريا ، عندما أسس أمارة في حلب ، واستطاع أن ينفصل بالنصف الشمالي من سوريا و ينتزعها من النفوذ المصري ، وكان ذلك في عهد الملكة (حتشبسوت) .. واستطاع النفوذ الحيثي أن يتوسع ، وبقي كذلك ، حتى استطاع الملك (تحتمس الثالث) (1450ـ 1502ق م) أن يسترد النصف الشمالي من سوريا . وهكذا استطاع تحتمس الثالث من خلال سبعة عشر حملة أن يحتل في آخرها حصن قادش (حمص ) ، حيث تزعمت تلك المدينة الحلف المناوئ للمصريين .

وبقيت الحروب بين الحيثين والمصريين ، حتى بعد وفاة تحتمس الثالث ومجيء تحتمس الرابع .. ولكنها هدأت وانتهت تقريبا بعد أن تزوج فرعون مصر (أمنحوتب الثالث ) من ابنة الملك الحوري (شوتارنا) .. وأنجبا ولدا هو (أخناتون) الذي تنازل لأخواله عن حكم شمال سوريا ، وقيل أن هذا الاتفاق كان قبل الزواج ..

والجدير بالذكر أن التحالف المضاد للمصريين ، كان يتكون من أمراء كنعانيين وأموريين وملوك الميتانيين ، وكان يسمى ( رابطة القسَم ) ..

وبعد أن ضعف نفوذ المصريين بعد أن استلم الملك (أخناتون) حكم مصر ، عاد نفوذ الحيثيين للبروز ثانية ، في عهد ملكهم المعروف (شوبيلو ليوما ) .. فتنصل الأمراء الموالون للحكم في مصر وانضموا الى الملك الحيثي الذي توسع فاستولى على بيروت وجبيل ..

اغتنم تلك الفترة ملك طامح هو (عبدي عشيرتا) انتزع الحكم عن طريق المراوغة والحيلة ، ووحد الإمارات الكنعانية والأمورية ( حماة ، وسومورو ) وانفرد بشمال سوريا ، وفرض الجزية ابنه (عزيزو) الذي تولى الحكم بعد وفاته .

وبقيت البلاد هكذا حتى اعتلى عرش مصر ( سيتوس الأول ) 1315ـ1301 ق . م .. فأدرك خطر الحيثيين ، فقاد جيشه و احتل جنوب فلسطين و مجدو وحوران ولبنان الخ .. وتكررت حملاته ، حتى أبرم صلحا أقر به الحيثيون سيطرة المصريين على جنوب بلاد الشام ، في حين تركت شمال بلاد الشام للحيثيين ، واستمر الهدوء لمدة قرن من الزمان ..

ولكن الهدوء لم يطل كثيرا ، فكانت العاصفة المدمرة قد هبت في مطلع القرن الثاني عشر قبل الميلاد ، بتهديد عنيف تمثل بغزوات الفستو و الآشوريين والعبريين لتدمر مدن بلاد الشام خلال قرنين من الزمان تدميرا كاملا ..


د ـ فترة تدمير المدن (الغزو الفلستي والآشوري والعبري (1200ـ 1000) ق م :

الغزو الفلستي :

سقطت الدولة الحيثية عام 1190 ق م ، على يد قبائل غريبة عن المنطقة ، هاجمت من الغرب والشمال الغربي ، ويعتقد أن هذا الغزو كان جزءا من حركة الغزو والهجرة التي كانت تقوم بها القبائل الإغريقية من وسط وشمال أوروبا نزولا الى بلاد اليونان واستمرارا الى آسيا الصغرى وسواحل المتوسط الشرقية.

وكان هذا الغزو يتم من خلال ثلاثة محاور :

المحور الأول : من اليونان باتجاه آسيا الصغرى : وتكون من (الفريجيين والمسيين والكاشكيين ) وقد دمر هذا المحور قلب الإمبراطورية الحيثية .

المحور الثاني : من كريت وقبرص : وتكوَن من القبائل التي تجمعت هناك من (الشاردانية ) و ال (لوكية) وال ( ميسية) ، وكان الغزو عن طريق البحر ، وتحالف مع القبائل الليبية ، لكن الملك المصري (رمسيس الثالث) ردهم وأقف زحفهم ، وشتت شملهم ، فغزوا فلسطين من الجنوب واحتلوها أثناء فرارهم من المصريين ..

المحور الثالث : من كريت وقبرص الى السواحل الشامية : وتكون من قبائل (فلستو ، والليرية والزاكارية ) .. ثم انضمت إليهم القبائل المهزومة من رمسيس الثالث ، لتحتل تلك القبائل مجتمعة عموم الساحل الفلسطيني ، حيث احتلت ( عكا و أسدود و عسقلان و جت وغزة ) .. وانصهرت هنا مع قبائل بحر إيجة التي خربت (أوغاريت ) عام 1180 ق م .. والتي قضت عليها نهائيا وهكذا انقسم الشريط الكنعاني الى قسمين : الثلثين العلويين للكنعانيين الذين سيصبح منذ تلك اللحظة اسمهم (الفينيقيين ) والثلث السفلي للفلسطينيين . وستتحالف هذه الكتلتين السياسيتين ضد العبريين فيما بعد .

الغزو الآشوري :

تنفس الآشوريون الصعداء لما حل بالإمبراطورية الحيثية ، خصمهم العتيد الذي حصر نفوذهم وجعله يتقوقع .. فما أن زالت دولتهم حتى اجتاحوا جنوب سوريا ، وفرضوا الجزية على (أرواد) بعد احتلالها .. واستغل الملك الآشوري (تجلات بلاسر الأول ) 1116ـ1090ق م .. وجوده في لبنان ليقطع خشب الأرز الذي يرتبط بالأساطير العراقية في موضوع الخلود (ملحمة كلكامش) .

الغزو العبري :

تكاد المصادر المتيسرة لأيدي المؤرخين ، محصورة بما دون العبريون أنفسهم فلم يتم لحد الآن إيجاد حفريات تؤكد إدعاءاتهم المليئة بالمغالطات ، والتي تسللت الى كتب التاريخ ، ليعيد المؤرخون اعتمادها كأسس تأريخية ، فقولهم أن جن سليمان قد بنا تدمر ، في حين تذكر الحفريات الآشورية أن الملك (شلمن ناصر الثالث) جد الملك الآشوري المذكور أعلاه ، قد ذكر أنه حاصر تدمر لثلاثة شهور دون أن يستطيع فتحها ، وهو دحض لادعاءات اليهود واليونانيين والرومان .. أما العبريين وإدعائهم بأن جن سليمان هم من بنوا تدمر وسليمان ابن داوود و داوود ابن شاؤول الذي كان ملكا عام 1020 ق م يبين كذبهم وافترائهم ..

لكن العبريين استطاعوا أن يسيطروا في عهد شاؤول على فلسطين عدا الساحل منها .. وكان ذلك في حدود عام 1000 ق م .. ولكن مملكتهم قد انقسمت في عهد سليمان الى قسمين ( السامرة ويهودا ) ..

ويعتقد أن المعارضين للسكان الأصليين هم من أوجد تلك الشرذمة في المنطقة والتي حاولت طيلة وجودها الانخراط بالمنطقة وسكانها ، تتقرب من الأنبياء تارة وتقتلهم في النهاية .. وهذا دأبهم منذ دخلوا تحت مسميات مختلفة منذ الألف الأول قبل الميلاد أو قبله بقليل ( مع الفصل بين الأدعياء و ما ترك نبي الله ابراهيم عليه السلام من أتقياء اعتنقوا في النهاية ديانة الرسل الذين تلوهم ) .


يتبع
بنت الشاطئ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-22-2009, 01:25 PM   #4
عضو ية برونزية
افتراضي


المرحلة الفينيقية (1200ـ 232 ق م ) :

أ ـ الفينيقيون الشرقيون ( 1200ـ 232 ق م ) :

بعد أن دمرت معظم المدن الكنعانية البرية والساحلية على أيدي الغزاة المختلفين من فلستينيين و آشوريين وعبريين ، مرت المدن والحضارة الكنعانية بمنحدر خطير وطويل من الاحتلال و الغزو الجديد على أيدي المصريين والآشوريين والفرس والبابليين والإغريق والرومان والبيزنطيين ، تم بعد كل ذلك فقدان البلاد هويتها الكنعانية ..

1 ـ الاحتلال المصري :

قام الفرعون (بسوينس) من الأسرة (الحادية والعشرين)، في حدود 1000ق م ، بالهجوم من جديد على جنوبي فلسطين واستولى على مدينة (جزر) الكنعانية وأحرقها ..

وفي فترة حكم الفرعون (شيشناق الأول) والتي امتدت بين 950ـ929 ق م استنجد ملك إسرائيل (يربهام) بالملك المصري لينصره على ملك يهودا (رحبعام) ، فجهز الفرعون (شيشناق الأول) جيشا قويا انطلق به من عاصمته (بوبيتيس) في الشرقية واكتسح فلسطين و151 مدينة في آسيا .. واستولى على كنوز الملك سليمان أثناء إسقاط مملكة يهودا (ملكها رحبعام) .. فتراكضت الزعامات الكنعانية وولاة فينيقيا على كسب ود هذا الفرعون القوي ..

2 ـ الاحتلال الآشوري :

يعتبر عهد الملك (آشور دان الثاني) 930ـ910ق م .. هو الأهم بين المحاولات العراقية للسيطرة على فلسطين وبلاد الشام .. ثم تجددت تلك المحاولات بخلفائه الملك (آشور ناصر بال الثاني) 883ـ859ق م ثم في عهد ابنه (شلما نصر الثالث ) 860ـ825 ق م .. الذي كان يأخذ الجزية من المدن الكنعانية ، ولما رفضت أرواد الدفع هزمها في معركة حاسمة .. ثم تلاه (أدد) الذي غزا سوريا عام 805 ق م ..

وكان بسط السيادة الآشورية على سوريا يتمثل بأخذ الجزية ، أكثر من كونه احتلالا .. وبقيت الأمور هادئة بين 805 و 745 ق م عندما اعتلى عرش آشور ( تجلات بلاسر الثالث ) والذي فرض الجزية على سوريا وصيدا وصور .

ولكن صور استطاعت في عهد الملك الآشوري ( شلما نصر الخامس) أن تدمر أسطوله الذي كان يجوب شرق المتوسط .. وأسرت 500 ملاح آشوري ..

وتصاعد العنف الآشوري في عهد الأسرة السرجونية التي لم تعد تكتفي بالجزية بل بالاحتلال ، وقد قسمت البلاد الى ثلاث ولايات (صيدا وصور وسميرا) .. وقد حرض فرعون مصر (طبرقا) صور على الانفصال عن الدولة الآشورية فاستجابت له ، لكن الملك الآشوري (اسرحدون) كان لها بالمرصاد .

3 ـ الاحتلال البابلي :

سقطت الإمبراطورية الآشورية عام 612ق م .. فتنفست المدن الكنعانية الصعداء ، لكن الفرعون المصري (نخاو ) أراد استغلال تلك الضعضعة في الوضع العراقي، فحاول بسط نفوذه على كل بلاد الشام ، لكنه اصطدم بانتباه الملك البابلي (نبوخذ نصر) الذي انتصر على فرعون مصر في معركة (قرقيش) عام 605م .. وكان هذا الانتصار إيذانا باحتلال بابلي لكل بلاد الشام، وبالرغم من أن نبوخذ نصر قد وضع ولاة وحكام إداريين من الفينيقيين إلا أنه سرعان ما استبدلهم ببابليين ..

4 ـ الاحتلال الفارسي :

ظل حكام المدن الشامية البابليون ، وبعد سقوط بابل على يد (كورش) الفارسي ، هم من يحكمون المدن في بلاد الشام باسم الدولة الفارسية .. وبعد أن تولى (قمبيز) الحكم استبدلهم بحكام فرس، وقد كانت بلاد الشام تشكل في أحلام الفارسيين نقطة انطلاق لإفريقيا .. ففهم سكان مدن بلاد الشام تلك الأحلام وعرضوا مساعدتهم للفرس مقابل إعطائهم حرية في التحركات التجارية البحرية وجعلهم يحكمون أنفسهم بما يشبه الحكم الذاتي ..وكان لهم ذلك .. فاتحدت مدن (أرواد وصيدا وصور) وأنشأت مدينة تكون مركزا للتنسيق هي مدينة تريبوليس (طرابلس اليوم في لبنان طبعا) .. وكان ذلك في القرن الرابع قبل الميلاد ، وقد أطلق الإغريق عليها هذا الاسم وهو يدل دلالة واضحة على اتحاد المدن الثلاثة وتمثيل تلك المدينة لهم ( تري : ثلاثة .. بوليس : مدينة ) .

وقبل نهاية الحكم الفارسي ثارت مدينة صيدا فدمرها الفرس تدميرا شاملا ، ثم جاء الاسكندر المقدوني الذي هزم الفرس عام 333 ق م في معركة إيسوس . وقد قاومت صور طويلا قبل أن يحتلها الاسكندر .. وبمجيء الإغريق، أخذت الحضارة الفينيقية بالاضمحلال نتيجة انصهارها بالثقافة اليونانية ومن بعدها الرومانية في عام 64 ق م ..

الفينيقيون الغربيون (البونيون والقرطاجيون)

2ـ المرحلة البونية 814ـ 550 ق م :

يشير مصطلح (البوني) أو (الفوني) الى (الفينيقي)، ولكن ذكره هنا بهذا الشكل، للتمييز بين تلك المرحلة وسابقتها، حيث ساد استخدام مصطلح (بوني) عند الرومان، في حين شاع استخدام مصطلح (فينيقي) عند (الإغريق) ..

وتبدأ تلك المرحلة منذ تأسيس مدينة (قرطاج) عام 814 ق م . وتنتهي بظهور الأسرة (الماجونية) في قرطاج حيث بدأت قرطاج بعدها تلعب الدور السياسي والحضاري المعروف لها وتمتد كدولة كبيرة تشمل سواحل شمال إفريقيا من خليج (سرت) شرقا حتى سواحل المحيط الأطلسي غربا.

هناك معلومات تفيد بأن مدينة (صور) الفينيقية على السواحل اللبنانية، لعبت دورا بارزا منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد في هجرة وتنظيم هجرة الفينيقيين الى شمال إفريقيا، وبشكل خاص الى تونس، وأن (صور) تعتبر الأم المباشرة لمدينة (قرطاج)، وهناك حكاية تعتبر من الميثولوجيا حول تأسيس الأميرة الصورية (إليسا) أخت الملك الصوري (بيجمالون) لمدينة (قرطاج)، وهي حكاية تتأرجح بين الأسطورة والواقع ويمكن أن نمر عليها فيما بعد.

ومن المعروف أن شمال إفريقيا كانت مسكونة من قبائل ليبية وبربرية، ويعتقد أنه لم يحدث تصادم بين تلك القبائل والفينيقيين، ولم يحدث أن تم إبادة أو قضاء على طرف، لأن طابع الهجرات الفينيقية كانت تجارية واقتصادية وليست ذات طابع عدواني، ومن المحتمل أن تكون عمليات توافق وانصهار بين الطرفين.

وقد كان لموقع قرطاج السهلي وابتعادها عن السواحل ذات الطابع الصخري، يسمح لها بالتوغل في الداخل، أكثر من المراكز التجارية الأخرى.

كان اسم قرطاج الفينيقي (قرت حشدت) أي القرية الجديدة، وكان لها اتصال منذ تأسيسها بالحصن الجنوبي (بيرسا) قرب (لوكرام) ثم بقاعدة (أوتيكا) المجاورة ومدينة (حضرموت) في تونس. وقد نهضت قرطاج بسرعة لأن مؤسسيها من كبار أغنياء (صور) وأمرائها، فأخذت منذ نشأتها طابعا ملكيا فخما، آخذة من صور خبرتها وثروتها وصفوتها.

3ـ المرحلة القرطاجية (550ـ 146 ق م) :

أ ـ تأسيس دولة قرطاج :

مع مطلع القرن السابع قبل الميلاد، تأسست دولة قرطاج، واعتلى عرشها (ماجو) أبو الأسرة الماجونية واستطاع تشكيل جيش قوي من البربر والقبائل واليونانيين وكل من أراد الانخراط (كمرتزقة) في الجيش .. وعقد (ماجو) اتفاقات مع الطليان على عدم اعتداء وحصن المدن الساحلية، ومن الممكن القول أن سيطرته شملت شمال إفريقيا عدا مصر .

ب ـ فترة الصراع القرطاجي الإغريقي :

كانت أول معركة بين الإغريق و القرطاجيين عام 600ق م ، حيث انهزم القرطاجيون في تلك المعركة التي نشبت بعد تأسيس الإغريق مستعمرة لهم في (مرسيليا) وتحدوا القرطاجيين ..

في عام 550 ق م نجح القائد القرطاجي (مالخوس) في إلحاق هزيمة بالإغريق في صقلية واحتل جزءا منها، ثم توجه الى سردينيا لكنه هزم فيها، وفي عام 535ق م اشتبك الأسطولان اليوناني والقرطاجي واندحر الإغريق وتم احتلال سردينيا من القرطاجيين الذين أعطوا حكمها لحلفائهم أهل (أتروريا) ..

لقد تعاقب على حكم (قرطاج) كل من مالغوس و ماجون (مؤسس الأسرة الماجونية) و(هامليكار) .. ولكن بعد أن تقاسم القرطاجيون حكم إيطاليا مع الأتروسكيين .. حيث كان نصيبهم جنوب إيطاليا بسهولها الواسعة، حدث تطور بعد انتصار الإغريق على الفرس في معركة (سلاميس) البحرية، استعادوا سيطرتهم على إيطاليا و قتلوا القائد القرطاجي (هامليكار) وعينوا حكاما على قرطاج أسموهم القضاة، إذ تكون مجلس من مائة شخص يرأسه (قاضي) يرتبط بالإغريق.

هانيبال بن جزجو :

في عام 409 ق م، وانتقاما لمقتل القائد القرطاجي (هامليكار)، هاجم القائد (هانيبال) صقلية ودمر مدن (سيلبنونتة و هميرا وأغريقنتوم) وقتل من فيها.. وزحف ليواصل انتصاراته، لكنه مات بمرض الطاعون عام 406 ق م .

هيميلكو :


خلف القائد (هيميلكو) سلفه هانيبال، واستمر بمهاجمة الإغريق، حتى أنهى مرض الطاعون ثورته فعقد صلحا مع الإغريق تنازلوا فيه له عن ثلث صقلية.

واستمر النزاع اليوناني القرطاجي حتى اتصل بظهور الاسكندر المكدوني للسيطرة على جزر البحر المتوسط لما لها من أهمية استراتيجية ..



يتبع
بنت الشاطئ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-22-2009, 01:30 PM   #5
عضو ية برونزية
افتراضي


المثولوجيا الكنعانية :

( دراسة في الآلهة والأساطير والرموز الكنعانية)

لقد كان لاكتشافات عام 1929 على يد المنقبين والآثاريين، لألواح طينية من الكنوز الأوغاريتية في صور وقبرص و قرطاج الأثر الأكبر في تقليل ضبابية علاقة الآلهة عند الكنعانيين وأنسابها وموقعها في المثولوجيا الكنعانية .. وقد رأى البعض سلوك تتبع شجرة الآلهة عند الكنعانيين كطريق أولي والطريق الثاني سيعتمد الألواح الأوغاريتية واعتبارها المرجع الأكثر عراقة حيث يعود تاريخها الى القرن الخامس عشر قبل الميلاد.

تتكون شجرة الآلهة الكنعانية من أربعة أجيال كبرى يحتوي كل جيل على مجموعة من الآلهة وهي كما يلي:

1ـ جيل الآلهة القديمة (8000ـ 17000) ق م


ظهرت في تلك الفترة أقوام استدل على اسمها من الحفريات فكانت (الكبارية و النطوفية) .. وقد وجد لها بعض التماثيل الآدمية والحيوانية، تعود الى العصر النطوفي القديم ، في (عين الملاحة) و(عين صخري) و(مغارة الواد).. وقد وجد في (عين صخري) تمثال عمره يزيد على 15000سنة يسمى تمثال (العاشقين) لشخصين متعانقين نُحت ببراعة نادرة ويمثل أولى آلهة بلاد الشام .

أما في عصر (النيوليت الشامي) (4500ـ 8500) ق م فهناك الآلهة الأم الأفعوانية الشكل وقد وجدت في منطقة(المنحطة) والدمى الجالسة في منطقة (البيضا) ..وتماثيل تؤكد نفس المغزى في (تل المريبط وشاروهان) للآلهة الأم بصورة مركبة تحتوي على الأنثى والحيوان والأفعى والشكل الشيطاني الغريب وربما قصد بها لتحتوي على قوى الطبيعة كلها.. وهذا ما وجد أيضا في (تل الرمد) في سوريا.

أما في العصر النحاسي (3200ـ 4000) قبل الميلاد، فقد وجد في جدارية (تليلات الغول) الأردنية نجمة ثمانية تدخل في نجمة ثمانية ثانية ثم تدخل النجمة ثالثة أخرى ثمانية الشكل .. حيث تظهر قوى النجوم ذكورها وإناثها في تلك الجدارية .

هذا التقديم لما قبل ظهور الكنعانيين، لكي نعلم كيف تم ارتباط معتقداتهم بما قبلها.. لكن التضليل الذي حدث في تسلسل الآلهة جاء على يد أحد كهنة (جبيل) الذي وضع على رأس الآلهة، الإله الذكر (عيلون) كإله أول وزوج للإلهة (بيروت) أو (بارات) .. وكان انتماؤه لمدينة بيروت، هو ما جعله يضع هذا التمييز .. لكن (عيلون) الذي ظهر في التوراة و نصوص (رأس شمرا) ليس بتلك الأهمية.

لكن إذا ما أريد لوضع البحث بخط أكثر نزاهة ودون تأثر بعوامل مربكة، فعلينا تتبع التشابه بين الأسماء (الأكدية والبابلية) من جهة، وبين أسماء الآلهة الكنعانية ـ وهي ليست بعيدة ـ، فعلى سبيل المثال يرد في الحفريات الأكدية القديمة اسم لآلهة (تيامت) ويقابلها عند الكنعانيين (يمو). ولكن الكنعانيون وضعوه في أسفل درجات سلم الآلهة .. ففي حين هو أنثى عند الأكديين، نراه أنثى قد تحولت الى ذكر عند الكنعانيين .. لكن تحوله كاذب وهو إله (البحر ـ اليم) المندحر عندما صرعه وهزمه الإله (بعل) .

وهذا الإله ليس بعيدا عن إله السومريين (تمو) وهي إلهة أنثى .. وفي البحث عن آلهة (أوغاريتية) قريبة من هذا الاسم سنجد آلهة تدعى (ثمتم Themtm ) وهي التي يتراءى للبحارة في وسط البحار أنهم يرونها عند انتهاء طرف مدى البحر بالسماء وتشكل دائرة كونية يلتحم فيها السماء مع البحر.. ونرى عند السومريين إله اسمه (أن ـ كي) وهو ابن الإلهة (تمو) وهو مسئول عن ظاهرة التحام السماء بالبحر.. وعندما انفصلا هذين الإلهين الملتحمين نتج عنهم إلهين (شام ـ السماء) و (تم أو دم أو أديم وهو الأرض) عند الكنعانيين .. وفي اعتقاد الكنعانيين أن تزاوجا تم مرة أخرى بين إله السماء (شام) مع الإلهة (أدمة أو أديم ) فولد لهم آلهة أبناء هم ( أرصو ـ أرضو) وأيل وإخوانهما. ولو انتبه أحد الباحثين في الوقت الحاضر الى فرحة الفلاحين في مناطق حوران وما حولها عندما ينزل المطر بغزارة فإن شيخا مبتهجا يقول بدون تكلف : (إلقحت) أي لقد خُصبت الأرض بلقاح السماء وستعطي أُكلها ..

ستساعدنا تلك المقدمة في وضع تصور لشجرة أنساب الآلهة عند الكنعانيين وهذا ما سنقوم به في المرة القادمة.


أقسام الآلهة عند الكنعانيين والمؤثرات الأخرى:

كما هي الحضارات والشعوب القديمة، كان الكنعانيون يتشابهون مع السومريين في تقسيم الآلهة حسب دورها وآثارها .. لكن الكنعانيون كانوا يخشوا أكثر ما يخشون هو انحباس الأمطار، وما يتعلق بها من قلة واردات الحبوب، فكان المطر والماء والندى لها دلالات كبيرة غير التي هي اليوم، واكتسبت تلك العلاقة أهمية كبيرة في اعتقاداتهم. كما كان للعناصر الأربعة المكونة للحياة في اعتقاداتهم ( والتي أخذها الإغريق عن الكنعانيين) دور في تصور أرباب وآلهة لتلك العناصر (النار، التراب، الهواء، الماء). والدليل الذي يؤكد أخذ الإغريق عن الكنعانيين اعتقاداتهم وآلهتهم، هي المقابلة في ذلك العدد الهائل من أسماء الآلهة في الحضارتين الكنعانية والإغريقية، وكون الحضارة الكنعانية قد سبقت الحضارة الإغريقية بزمن طويل، فبات من المؤكد استعارة وتبني تلك الاعتقادات الكنعانية من قبل الإغريق، الذين تعرضوا لاجتياح كنعاني حربي، وتجاري.

أولا: آلهة الهواء والنار :

وهؤلاء الآلهة هم من نسل الإله (عوص) أو (أوسوس) وأصله (أش) أي النار باللغة الكنعانية، وهو أخ إله السماء (شميم) حيث ظهر من نسله الإله (دامور) [ليلاحظ القارئ منذ اللحظة كم اسم إله له دلالة في أسماء المدن في شرق المتوسط] والدامور الآن مدينة في لبنان و(تدمر) مدينة في سوريا. و(الدامور) هو إله الهواء عند (الأموريين) .. أما الإله الآخر هو (ملقارت) وهو نظير أو نفسه (هرقل) إله النار عند الإغريق وإله مدينة (صور) و(قرطاج).

ثانيا: آلهة الماء والتراب: وينقسمون الى قسمين:

أ ـ نسل الآلهة الذكور المولودين من تزاوج السماء والأرض.. وكل هؤلاء يمثلون المياه بمختلف أشكالها:

• إيل : إله المطر
• بيتيل: إله منبع الأنهار.
• عتل (أطلس): إله البحر والملاحة.
• عاي (أيا): إله المياه البابلي الذي تنسب إليه مدينة عاي الكنعانية.
• داجون: إله الجنوب والمطر والأسماك، وأحيانا يوصف كإله الطقس.
• سيتون (صيد): إله الصيد البحري (صيدا) ..

ب ـ نسل الآلهة الإناث المولودات من تزاوج السماء والأرض، وكلهن يعبرن عن الأرض (التراب) وهن أخوات الآلهة (عشيرة أو عشتارة أو عشتار) و (ريا) و (بعلتيس) و (أنوبرت) .

ثالثا: أنصاف الآلهة:

وهم من الحكماء أو العماليق الذين ظهروا بعد خلق السماء والأرض مباشرة، وهم من علم الإنسان نواميس الحضارة، وتختلف الروايات في عددهم فهم بين سبعة واثني عشر.. ومنهم عند الكنعانيين (فوس: الضوء) و (فير: النار) و(فلوكس: الشعلة) و (هيفسورانيوس: ألواح القصب) و(صيد: الصيد) و (خوسور: الصناعة ) و (تؤوتوتس: الكتابة) ..

رابعا: التنين (تيفون) :

ويطلق عليه أيضا (يطفن) في الأساطير الكنعانية، ويكون على شكل ثعبان كبير يصارع الآلهة ( ملقارت .. وهرقل)..

خامسا: الإنسان

وهو الكائن الذي ظهر بعد خلق السماء والأرض مطابقا لهما في صورة ذكر وأنثى هما (شمم وأدمه) (آدم وأدمه) وربما (آدم وحواء) .. واكتمل نسلهما بسلالات بشرية متتابعة.

كما ظهرت أجيال من الآلهة بعد هذا التقديم تتبع :

أجيال إيل :

من خلال تزاوج الإلهين (إيل وعشيرة) ـ حسب اعتقاد الكنعانيين ـ فقد استوليا على كل شيء حتى الماضي، فحذف كهنة معابد (إيل و عشيرة) كل ما يتعلق بماضي أجدادهما .. وعشيرة بعد زواجها من إيل يصبح اسمها (إيلات).

أجيال بعل :


وهو ملك الآلهة عند الكنعانيين الذي ينتصر عليها كلها، ويصبح الإله صاحب العرش .. وله من الأبناء الذكور والبنات من الآلهة التي تدخل في قوى غيبية لا زال الكثير من سكان الأرض يعتمدونها في تسيير شؤون البشر:

أ ـ آلهة الكواكب: وهم آلهة الشمس والقمر والزهرة ويمثل القمر الإله (يرح) وهو إله (أريحا) والإله (شغش) و قد تزوج الإله (إيل) من الإلهتين (عشيرة وعشتارة) عن طريق التقبيل فقط وهما (شاليم) نجمة المساء و(شهار) نجمة الصباح .. فأصبح إله (أورشاليم) ..

ب ـ آلهة الحرب والنار والشفاء.. وهما الآلهة (حرون) إله الحرارة، و(اشمون) إله الطب في صيدا .. و(شررافا) إله الشفاء..

ج ـ آلهة الخصب وهما الإله (أدونيس) إله (جبيل) .. والإله (شان) إله مدينة (بيسان) أو (بيت شان) ..

د ـ آلهة الحب والولادة والجبال: منها (عجالين) إلهة مدينة (عجلون) جبال في الأردن .. والإلهة (بارات) إلهة مدينة (بيروت) وغيرها ..

*بعد سيطرة بعل على مقدرات الحياة وهزيمته لإيل .. أصبحت كل مظاهر الحياة في بلاد الكنعانيين بعلية .. حتى لا يزال المزارعون في بلاد الشام الذين يعتمدون في زراعتهم على الأمطار يطلقون عليها (بعلية) .. في حين يطلق عليها المزارعون في العراق (ديمية) فالشاميون يربطونها بالإله (بعل) والعراقيون يربطونها بالإلهة (أديم) .. كما تكونت في بلاد الشام حضارة بعلية بنيت حولها الأساطير :

أ ـ بعول المدن والأماكن: منها بعل البقاع (بعلبك) وبعل كرم اللوز (كرمل) وغيرها الكثير ..

ب ـ بعول الصفات : بعل (أدير) (قدير) [ حيث كانت تقلب القاف الى ألف عند الكنعانيين ولا زال سكان بعض مدن بلاد الشام يلتزمون بذلك] وبعل مرقد (الرقص) وبعل بور (فاغر الفم) المؤابي ..

ج ـ بعول الحضارة (الصناعة) : مثل كوثر و حاسيس ( إلها الفنون والحرف) و(أوجار) إله الأرض والزراعة وإله (أوجاريت)

د ـ بعول النار : منهم الإله (حموت) إله المباخر وإله مدينة (حماة) الذي كان يقدس في شمال إفريقيا وأطلقوا عليه (حمون) ..


يتبع
بنت الشاطئ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-22-2009, 01:37 PM   #6
عضو ية برونزية
3


بعض من أساطير الكنعانيين

أسطورة بعل :

من يتتبع تماثيل بعل في متحف (دمشق) ومتحف (بيروت) ويتفحص الهيئة التي تجسدت بها هيئة التماثيل، ومن يكن له بعض الثقافة عن آلهة السومريين والأكديين، سيقف على حقيقة مفادها، أن الاعتقادات القديمة، حول تصور الحياة في المنطقة متداخلة وربما انتقلت من خلال بلاد الشام الى إفريقيا وأوروبا .. فمن الأسماء التي أطلقها الكنعانيون على (بعل) ـ وهي كثيرة ـ ومنها (هدد) وهو الطقس عند الكنعانيين في حين الإله (أدد) عند السومريين والأكديين والذي ورد في ملحمة (كلكامش) هو إله الرعد ..

في نماذج لتماثيل (بعل) في متحفي (دمشق وبيروت) وجدت هيئة بعل في حوالي 1900 ق م، يمد اليد اليمنى للأمام واليد اليسرى الى الأسفل، ويعتمر غطاء للرأس، مع أنف على شكل منقار وجسد نحيل، ويظهر معه ثور أو أسد في بعض النماذج. ولكن في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، تخلى (بعل) عن مساعدة الثور أو الأسد، وبدا بشكل قاسي ويحمل وجه شيطاني و يرفع يده اليمنى للأعلى ويمد اليد اليسرى للأمام وعيون غائرة أو جاحظة وفم مفغور .. وهذا النموذج موجود في متحف (حلب) من الحضارة الأوغاريتية .. وهذا النموذج يبقى مستمرا لنهاية ..

تكثر الأساطير عن صراع (بعل) مع (يم) .. وأسطورة دعوة (بعل) ل (عناة) لزيارته للكشف عن سر الطبيعة، وأساطير صراع بعل مع القوى السفلية، وصراعه مع (شليط) و( عتك) و (إيل) و (إشت) والكثير من الأساطير التي تغلغلت في التراث الشعبي في المنطقة، وانتقلت الى إفريقيا، ولا يتحمل المقام التفصيل الكبير في كل تلك الصراعات وقد نعود إليها في مجال آخر لكننا بدأنا بأساطير بعل لكثرتها للتأسيس في تكوين صورة عن أساطير أخرى.

أسطورة (أدونيس) :

في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد، توارت أساطير (بعل) وقوته في السواحل السورية واللبنانية والفلسطينية المتاخمة أصلا لحضارتي وادي النيل والعراق. وظهرت أسطورة أدونيس في المدن اللبنانية أولا، فمدينة (جبيل) وكان اسمها (آدون) ومعناها السيد أو الرب، وهو اسم مماثل في العراق حيث (أدون) هو إله رافديني يمثله (دموزي) السومري و (تموز) البابلي وهما يمثلان المراعي والخصاب والجمال، وبقيت العلاقة الثنائية بين (تموز وعشتار) أساسا لأساطير الحب في العالم القديم .. وانتقلت عبادة (أدونيس) من شرق المتوسط الى مصر، حيث كان له معبد في مدينة ( فاروس) وهي (الإسكندرية)..

ولادة أدونيس

كانت (مورا) فتاة جميلة جدا تفاخرت ذات يوم مع الإلهة (فينوس) بنعومة شعرها، فحقدت عليها (فينوس) وحكمت عليها بأن تقع في حب آثم مع (أبيها) واستعانت بالملاك (كيوبيد) بأن يرشقها بسهام الحب وهي نائمة، فرشقها فوقعت بحب والدها.. وكان الخاطبون يتقاطرون على (مورا) في حين ترفضهم كلهم، وطلبت من مربيتها أن تعينها في وضع خطة لتلتقي مع أبيها وتمارس معه الحب دون أن يعلم .. فأخبرت المربية والدها بأن أحد جواريه تريد معاشرته، فاستجاب للطلب فوضعت وشاحا أو قناعا على وجه (مورا) وتم لها ذلك .. وكررت اللقاء، حتى اكتشفها والدها فأشهر سيفه ليقتلها، فهربت بالليل واختفت، وتضرعت للآلهة بعد أن اقترب موعد ولادتها من الحمل الخاطئ، وطلبت من الآلهة أن تتحول الى شجرة .. فاستجابت الآلهة وتحولت (مورا) الى شجرة، فتمددت أصابع رجليها لتتحول الى جذور اخترقت الأرض، وتحولت يديها الى أغصان وفروع وعظامها الى خشب، وجلدها الى لحاء وهكذا تحولت شجرة (المر أو العفص) التي هي (مورا) الى شجرة مقدسة .. لا يزال الكثير من الناس حتى اليوم يقدسون أو يعتقدون بدور تلك الشجرة أو نماذج منها يختارونها في جبال سوريا و لبنان والأردن، ويربطون بها قطعة من قماش لمن تريد أن تتزوج أو يخطبها أحد الشبان ..

دنت ساعة الولادة، فانشق اللحاء وخرج الوليد لتلتقطه (الحوريات) ويغسلنه بدموع أمه ووضعه فوق العشب، وكان طفلا جميلا جدا يشبه الآلهة!

خلاف (فينوس) و (برسفونة) على (أدونيس)

كانت فينوس تراقب ولادة أدونيس، فتعلق فؤادها بجماله وشغفها حبا، فأوكلت تربيته بعد أن خطفته ووضعته بصندوق وأعطته لأختها (برسفونة) ملكة الجحيم، وعندما كبر وقعت (برسفونة) في حبه فتقاتلت الأختان عليه فاحتكمتا عند كبير الآلهة (جوبيتر) أو (زوس) فقسم السنة الى ثلاثة أقسام، كل قسم من أربعة أشهر، قسم لفينوس وقسم لأختها وقسم يكون أدونيس حرا يقضيه مع أي منهما، فاختار فينوس ليقضي معها ثلثي العام والثلث الآخر مع شقيقتها.

تحذير فينوس لأدونيس

لم تكن فينوس لتترك أدونيس في الأربعة أشهر التي يقضيها مع شقيقته، بل كانت تطوف حوله بعربتها التي تجرها (بجعات مجنحة) .. لتختلي به، فاختلت به في أحد المعابد، فولد لهما خنزير، نتيجة الخطيئة .. فلحق الخنزير بأدونيس وعضه بأنيابه في فخذه، فارتمى وأخذ يصرخ ودماءه تسيل على الرمال ..وقد كانت فينوس هي من حذرته من خلال سرد قصص لقوة الإثم في ممارسة الجنس بالمعابد ..

دم أدونيس

سمعت فينوس أنين أدونيس فهرعت فلما رأت دماءه، شقت ثوبها، ولطمت وجهها، وقررت أن تلون الأزهار البيضاء بحمرة دمه، فظهرت (شقائق النعمان) بلونها الأحمر المعروف .. وقد شاهدت قبل يومين عيدا للطائفة اليزيدية في شمال العراق، يحتفلون فيه بشهر (إبريل / نيسان) كيف هو الاهتمام بزهور شقائق النعمان ، وكيف وضعوا مجاميع من تلك الأزهار على أبواب وشبابيك بيوت قريتهم ( برنامج بثته قناة الموصلية العراقية في 20/4/2007).


يتابع المؤلف في صفحات كتابه من صفحة 169 وما بعدها، الحديث عن أساطير أسماء، كأدونيس، منها ما يزال يتردد بين الناس أو يحتل اسما لمدينة أو منطقة أو نهر، ومنها ما اندثر وسنحاول رص وتكثيف وإيجاز تلك الأساطير بما يكمل الصورة العامة عن الحضارة الكنعانية :

أولا: أسطورة إشمون :

إشمون هو إله النار وهو إله صيدا .. وقد عُبد هذا الإله في بيروت وقرطاج وقبرص وسردينيا وشمال إفريقيا .. وكان اسمه في مدينة صور اللبنانية (ياسومون) وهو إله الطب عند أهل صور .. وقد أعطي اسمه لزهور (الياسمين) وقيل أن (إشمون) هو (شامون) ويعني الإله الثامن من حيث ترتيبه بين أخوته.

ثانيا: أسطورة شدرافا

وهو إله الطب الواقي من لسعات الأفاعي والعقارب والحشرات، ولذلك أينما ظهر له تمثال، ظهر مع أفعى، ومنه أخذت إشارة الصيدلة الراهنة .. وقد ظهر هذا الإله في القرن الخامس قبل الميلاد، وأقيم له معابد في كل من صور وصيدا وإيليس و معد و قرطاج ..

ثالثا: أسطورة حرون :

كانت كلمة (حر) التي اشتق منها اسم الإله (حرون) تعني الشمس، وكانت العرب تشير الى كوكب المشتري باسم (حر) وكان الإله المصري (حورس) وهو ابن الإله (رع) هو إله الشمس ويرمز إليه بالصقر ..

أما الإله الكنعاني (حورون) أو (حوران) فهو مرتبط بنسبه بالإله (شاليم) وكان يعبد في شمال العراق (حران) وجنوب سوريا (حوران) وظل تمثاله أو صورته في مسلة (مؤاب) جنوب الأردن الى القرن الثاني أو الثالث عشر الميلادي، حيث تم سرقته .. كما وجد له صورة في (شيحان) في الأردن بنفس الفترة.

رابعا: أسطورة شبش :

لم تحظ الشمس بأهمية دينية أو ميثولوجية عند الكنعانيين، وظلت هامشية، إذ طغى (بعل) و(حورون) اللذان أخذا صفتها على الإله (شبش) الذي يمثلها.. وقد اختلفت الديانة الكنعانية عن العراقية والمصرية في تقديم الأخيرتين للشمس على غيرها في الديانة ..

خامسا: أسطورة يرح (القمر) :

كان للقمر حضورا ـ على قلته ـ أوفر من حضور الشمس، وقد كان يظهر بشكلين أنثوي وذكري، في حين كانت الشمس تظهر بشكل أنثوي، ولا زال هذا التصنيف ماثلا حتى اليوم .. والشكل الأنثوي وارد من الرافدين باسم الآلهة (نيكال) التي تم نزوح عبادتها من (حران) شمال العراق الى سوريا .. أما الشكل الذكري، فكان (يرح) الذي كان يُعبد في اليمن وجزيرة العرب باسم (ورخ) وتقول أساطير الجزيرة أن (يرح) هو ناتج زواج (الإلهة) نيكال مع إله ثمرات الصيف ..

سادسا: أسطورة حمون :

من أكثر الآلهة غموضا، ففي حين أنه كان إله (حماة) إلا أنه وجد أنه الإله الوحيد عند البربر في شمال إفريقيا، قبل قدوم الكنعانيين (الفينيقيين) إليها، وكان يسمى (حمون المباخر) .. أو (سيد المباخر) وقد اقترح العلامة (ستاركي) تفسيرا لذلك، معتمدا على وجود أنصاب كثيرة له في شمال إفريقيا، يقدم فيها البخور.. وهناك من يعتقد أنه إله مصري هو نفسه (آمون) [توت عنخ آمون] .
ويذهب أصحاب هذا الاعتقاد الى أنه وجد في واحة (سيوه) معبدا (لآمون) .. وكانت هيئته هيئة كبش يحمل الشمس بين قرنيه .. وهو نفس الشكل الذي وجد له في ليبيا وعند البربر ..

سابعا: أسطورة تانيت

إلهة قديمة جُلبت لشمال إفريقيا في الألف الثاني قبل الميلاد، ويُعتقد أنها (عناة) وهي إلهة معروفة بالمشرق، والعراق، وهي (إناتا) والبربر يقدمون تاء التأنيث على الأسماء فأصبحت (تاناتا) وهي الإلهة التي وجدت على نقوش فخارية في مصر قبل (الفراعنة) ويذهب البعض الى أنها نفسها (أثينا) الإلهة اليونانية .. ولكن أصلها (سومري) قديم .. وهي إلهة الأمومة والخصوبة عند البربر، وزوجها عند البربر هو الإله (بعل حمون) ! وقد ظلت عبادتها قائمة للقرن الثالث الميلادي، وتأثرت إسبانيا وأوروبا بعبادتها حيث بنا لها القيصر (سبتموس سفيروس) وهو من أصل إفريقي معبدا في روما ..


القصص والملاحم الكنعانية

1ـ قصص الجيل الأول من البشر :

أ ـ آدم :

ليس هناك قصة كنعانية مستقلة عن (آدم) وإن تداخل القصص السومرية والعبرية والعربية مع الكنعانية من خلال امتزاج التراث الذي يناقش مثل تلك الوقائع يجعل علينا من الصعب إيجاد رواية كنعانية مئة بالمائة. فقصة آدم وحواء و الأفعى لا تخلو من مؤثرات سومرية واضحة في التراث الكنعاني، ولا عجب من ذلك فمنشأ تلك القصص كان في جنوب العراق، ولطالما كانت أحد الفرضيات القوية حول منشأ الكنعانيين هي جنوب العراق، فيمكن أن يكون التشابه له ما يسنده من وجهة عملية .. وقد يكون الفارق في القصة الكنعانية هو استبدال الأفعى ب (تيفون) كبير الشياطين المتخصص بإغواء آدم ..

وأن موضوع الهبوط من الفردوس الى الأرض، له دلالات كنعانية مستقلة، حيث يُعتقد أنه هبط على جبل حرمون الكنعاني (جبل الشيخ حاليا) .. وأن ولديه هابيل وقابيل أقاما طويلا في سهل البقاع ويُستدل من المعتقدات الشعبية أن هناك قبورا لقابيل وهابيل وشيت في منطقة البقاع*1

ولو فككنا اسم (آدم) لأصبح (أد + أم) وأد هو الإله وأم في لغة الكنعانيين ريح أو روح .. فيصبح (روح الله) (ونفخنا به من روحنا) ..

ب ـ قابيل وهابيل

هناك ما يُروَى عن أن دمشق هي مكان هبوط آدم على الأرض، وهي المدينة والمكان الذي شهد جريمة قتل قابيل لهابيل، وأن اسمها قد اشتق من تلك الواقعة، فدم هو دم هابيل و (شق) هو الفعل الذي قام به قابيل لشق الأرض ودفن أخيه بدمه، ليواري سوءته ..

وينتشر بين سكان جبل (قاسيون) شمال دمشق أن الجريمة وقعت على قمته، وهناك صخرة كبيرة هي المكان الذي كانت تقدم عليه القرابين..

شيث :

هو الابن الذي تناسلت منه الأنبياء، وهو في لغة (كنعان) اسمه (سيتون) وهو من بنى صيدا، أما قابيل فقد هرب مع زوجه وبنا مدينة (بعلبك) ومنها خرج النسل الشرير!

وقد توافقت رواية الكنعانيين مع رواية اليهود في التوراة عن أن تتبع نسل شيت يأخذ الشكل التالي من الأجداد الى الأبناء( شيت .. أنوش.. قينان.. مهلئيل.. يارد.. أخنوخ.. متوشالح.. لامك .. نوح) ولم يُعرف عند الكنعانيين أسماء مقابلة لهؤلاء في التوراة..

2ـ قصص الجيل الثاني

لا بد من الإشارة مرة أخرى أن تداخل مصادر المعلومات التراثية والأسطورية في المنطقة العربية، جعل من الصعوبة فك الارتباط بين تلك المصادر، وقد ظهر واضحا أثر الرؤية اليهودية في معظم تلك النصوص التي يتداولها الباحثون..

أ ـ كنعان

يذكر التوراة في (سفر التكوين) أن كنعان هو أحد الأبناء الأربعة لحام (كوش، مصراييم، فوط، كنعان) وهنا تبدأ المغالطة الأولى لإبعاد الكنعانيين عن أصولهم السامية .. ثم أن ربطهم بالمصريين من خلال ذكر آلهة ومعابد وتآخي مدن، لا يخلو من تحليل كيدي، مفهومة غاياته ..

صحيح أن المدن الكنعانية والمصرية كانت على علاقة، لكن تلك العلاقة المتينة لا نجدها إلا في النصوص العبرية، فلا ذكر لمثل تلك الحميمية والصلة القوية ، لا في نصوص الكنعانيين ولا في نصوص المصريين ..

فاليهود الذين أخرجوا أولا (كنعان) من دائرة الساميين ووضعوه في دائرة الحاميين من حيث النسب، لم يكتفوا بذلك بل ربطوا الكنعانيين بالكريتيين من خلال حام، فجعلوا (مصراييم) ابنا لحام، وجعلوا له أولادا ( لوديم وعناميم ولهابيم ونفتوحيم وفتروسيم وكسلوجيم) الذين خرج منهم فلشتيم (فلسطين) .. وكفتوريم (الكريتيين) .. والمعروف أن الفلستو هم أقوام من حوالي بحر إيجة غزت فلسطين (أرض كنعان).. ولا يستبعد أن تكون (كريت) أصلا تابعة للكنعانيين (من اسمها كريت: قريت : مدينة: جزيرة) .. لكن الغاية الدفينة عند اليهود واضحة، تريد أن تجعل من الكنعانيين غرباء في العرق وغرباء من حيث المكان عن الساميين ..

وهناك خديعة ثالثة في هذه المسألة كررها اليهود وتناقلها المؤرخون العرب، وترسخت في نفس التراث العربي والإسلامي، وهي تلك التي تزعم أنه بعد الطوفان اضطر نوح للعمل كفلاح فزرع العنب وعمل الخمر منه وسكر وتعرى فجاءه حام ورآه عاريا فذهب وأخبر أخويه (سام ويافث) بما رأى، فحملا رداء على أكتافهما ومشيا الى الخلف حتى سترا عورة أبيهما. وعندما أفاق أخبراه بما فعل حام .. فدعا على كنعان بأن يجعل أبناءه عبيدا لأبناء سام ويافث..وهنا المكيدة الواضحة، فلماذا كنعان بالذات؟ وحام هو من عمل عملته المزعومة، وله أولاد كثر؟

ب ـ فينيق :

فينيق هو الاسم الذي أطلقه الإغريق للدلالة على الكنعانيين الذين كانوا يسكنون سواحل البحر المتوسط الشرقية ويجوبون البحر وينشرون فيه حضارتهم، وهناك مجموعة أفكار (مثولوجية) تناقش الظروف التي ظهر بها اسم (فينيق) ..

الأول: طائر الشمس أو الطائر المحترق

هناك احتمال قوي أن هذا الاعتقاد مصري الأصل، وهو مشتق من (بنو) وهو الذي ظهر ببداية الخليقة ووقف على صخرة على شكل مسلة (بن بن Bin Bin) ويقترب شكل هذا الطير من شكل اللقلق أو أبو قردان أو مالك الحزين، وهو رمز الإله المصري (حورس) .. وهذا الطائر يرمز للانبعاث الدائم ..

واستطاع (هيرودتوس) أن ينقل صورة شائقة عن هذا الطائر، عندما قال أنه يشبه العنقاء وقال بأنه يظهر كل 500 عام مرة واحدة وأنه يولد أولا في أعماق الصحراء وما أن يولد فإنه يطير حاملا معه جثة والده ويحط بها على مذبح (معبد مدينة الشمس) في مصر حيث يحترق بأعشاب المر، وتجري هذه المراسيم في جنائزية عظيمة يحظرها الحكام والكهنة ..

كما يذكر القديس (هيرونيم) شيئا مخالفا، حيث يقول أن الطائر أصله هندي يولد هناك ويعيش 50 عاما ثم يأتي الى (فينيقيا) ويبقى فيها ثلاثة أيام ثم يعود الى الهند، وفي الأيام الثلاثة يحصل له ما يلي:

I ـ اليوم الأول
يجمع الأعشاب الطبية الموجودة في فينيقيا ليصنع منها عشا يضعه على هيكل الأسرار في (بعلبك) ويضمخ طائر الفينيق هذا العش برائحة العنبر التي تخرج منه وينام فيه الليل كله ..
II ـ اليوم الثاني
تمش أشعة الشمس الأعشاب والعطور فتحترق ويحترق معها الطائر، وتبقى في العش دودة ..

III ـ اليوم الثالث
تمس أشعة الشمس الدودة فينبت لها جناحان وتعود هيئة طائر الفينيق إليه فيطير ويعود للهند ..

لا يستبعد أن يكون (أبو الهول) المصري هو ذكر طائر الفينيق!

الثاني: النخلة والتمر (شجرة الفينيق) (فوانيكس)

قدس السومريون شجرة النخيل وانتقل تقديسهم الى عموم شعوب المنطقة، وكانت هي رمز الحياة و كانت تسمى (فينيق!) وهي بفسيلتها التي تعود لتنهض بعد موت أمها تتطابق مع سلوك طائر الفينيق .. فهي رمز للبعث المستمر.. وإن تقديس الكنعانيين للنخلة رغم خلو بلادهم من النخيل دلالة أخرى على أصولهم العراقية

الثالث: الشعب الأحمر

مصطلح أطلقه الإغريق على شعب كنعان. هناك من يقول لأنهم كانوا منتجين للصبغة الحمراء، وهناك من يقول للدلالات التي ترتبط بطائر الفينيق (قد نعود الى تفصيل ذلك) .. ولكن التقسيم المصري لألوان الشعوب له بعض دلالاته:

أ ـ روي : الشعب الأحمر ويضم شعبين هما المصري والكنعاني.
ب ـ أمون : الشعب الأصفر ويضم الآسيويين
ج ـ هلاسيو : الشعب الأسود ويضم الأفارقة الزنج، وربما تلك التسمية هي أصل التسمية العربية (خلاس وخلاسي) للتدليل على أصحاب البشرة السوداء .

هوامش
ـــ
*1ـ ذكر مؤلف الكتاب(خزعل الماجدي) في الصفحة 198 منه هامشا استعان فيه بكتاب (موسوعة الفولكلور والأساطير العربية) للمؤلف: شوقي عبد الحكيم/ دار ابن خلدون/ بيروت ط1/1982


اتمنى لكم الا تنزعجوا من المعلومات الكثيرة التي كتبت


بنت الشاطئ
بنت الشاطئ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-22-2009, 07:31 PM   #7
إدارية


الصورة الرمزية فيحاء
افتراضي



ما شاء الله اختي بنت الشاطئ على هذا العرض القيم والمعلومات التاريخية عن الكنعانيون
شيء جميل هذا العرض المتكامل
شكرا على هذا العرض الجميل

جزاك الله خيرا
مزيدا من تقديمك لكل جديد


فيحاء
التوقيع:
فيحاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-23-2009, 01:28 AM   #8
إدارية


الصورة الرمزية نووور القمر
افتراضي


معلومات كبيرة ومهمة لبني كنعان او الكنعانيين

موضوع جد رائعة وسيرة تاريخية قيمة

شكرا اختي بنت الشاطئ على هذا العرض والاختيار الممتاز

ننتظر منك المزيد

نووور القمر
التوقيع:
نووور القمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-23-2009, 08:22 AM   #9
مشرفة عـامة


الصورة الرمزية سر السحاب
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله مجهود كبير غاليتي بنت الشاطئ !

وللكنعانيون تاريخ كبير وتراث حافل نشكر لك نقل هذه المعلومات القيمة
وشكرا لهذه الإضافات عن الأساطير القديمة التي تحدث عنها التاريخ

في انتظار جديدك المميز وتواصلك الراقي وبارك الله فيكي عزيزتي

لك مني السلام والمحبة


التوقيع:
اللهم
إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك
ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك ,
أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك
أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك
أو استأثرت به في علم الغيب عندك ,
أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري
وجلاء حزني وذهاب همي
سر السحاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-23-2009, 10:59 AM   #10
عضوية برونزية

افتراضي



مشكورة اختي بنت الشاطئ على هذا العرض والمعلومات القيمة والمهمة عن الكنعانييون وتاريخهم الكبير
تسلم الايادي

بارك الله فيك

تقبلي مروري

اختكم
مرجانة
التوقيع:
مرجانة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-24-2009, 12:23 AM   #11
الادارة العامة

الصورة الرمزية جـوهرة 99
افتراضي


موسوعة كبيرة عن تاريخ الكنعانيين وسلسلة كبيرة من المعلومات الهامة
سنعود لها كل حين لاستكمالها لما تحمل من كم هائل من القيمة

شكرا جزيلا غاليتي بنت الشاطئ على هذا العرض والاختيار المناسب

حقا شيء متألق ومرجع لكل روادنا عن هذا التاريخ الماجد بهذه المعلومات الوفيرة


وتواصل مميز ننتظره دوما منك


اختكم جوهرة
التوقيع:
جـوهرة 99 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-24-2009, 08:38 PM   #12
عضوية برونزية

افتراضي


شكرا اختي بنت الشاطئ على هذا العرض القيم والتاريخ الكبير لهذه الحقبة
معلومات وافية واختيار موفق

في انتظار الجديد لك اغلى الامنيات



محمد عصام
التوقيع:
محمد عصام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-25-2009, 11:35 AM   #13
مـشـرفة


الصورة الرمزية لؤلؤة
افتراضي


ما شاء الله عليك اختي بنت الشاطئ على هذا العرض القيم والتاريخي لهذه الاسطورة الكبيرة

يعطيك العافية على هذا الاختيار الموفق


تسلم ايدك ما قصرت



لؤلؤة
التوقيع:


سبحان الله و بحمده .. عدد خلقه .. ورضى نفسه ..
وزنة عرشه .. ومداد كلماته..
لؤلؤة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع كتابة مواضيع
لا تستطيع كتابة ردود
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع إلى


الساعة الآن: 06:35 PM


Powered by vBulletin® Version 3.6.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات المروج المشرقة