وصف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

يا طالبا للحب هم بمحمد ** ذاك هو النبع الزلال الصافي حبا يورثك الجنان فسيحة ** ينجيك من كرب بلا مقداف اعرف فضائل مصطفاك فريضة ** واسكنه بالقلب الكليم الجافي

ان كنت ترضى في الحبيب تواضعا ** فمحمد نهر التواضع صاف

او كنت ترضى في الحبيب تعطفا ** فبعطفه امسى الصقيع دافي

ان كان يعجبك التسامح شيمة ** سل اهل مكه ساعة الانصاف

ولئن يروقك ان تهيم بماجد ** فالمجد صنعته بلا اسفاف

***

وكان نجوما او مضت في الغياهب** عيون الافاعي او رؤوس العقارب

اذا كان قلب المرء في الامر حائرا ** فاضيق من تسعين رحب السباسب

وتشغلني عني وعن كل راحتي**مصائب تقفوا مثلها في المصائب

اذا ما اتتني ازمه مدلهمة ** تحيط بنفسي من جميع الجوانب

تطلبت هل من ناصر او مساعد ** الوذ به من خوف سوء العواقب

فلست ارى الا الذي فلق النوى **هو الواحد المعطي كثير المواهب

ومعتصم المكروب في كل غمره** ومنتجع الغفران من كل هائب

مجيب دعا المضطر عند دعائه ** ومنقذه من معضلات النوائب

معيد الورى في زجرة بعد موتهم ** لفصل حقوق بينهم ومطالب

ففي ذلك اليوم العصيب ترى الورى** سكارى ولا سكر بهم من مشارب

حفاة عراة خاشعين لربهم ** فيا ويح ذي ظلم دهين المطالب

فياتو لنوح والخليل وادم ** وموسى وعيسى عند تلك المتاعب

لعلهم ان يشفعوا عند ربهم ** لتخليصهم من معضلات المصائب

فما كان يغني عنهموا عند هذه ** نبي ولم يظفرهم المارب

هناك رسول الله ياتي لربه ** ليشفع لتخليص الورى من متاعب

فيرجع مسرورا بنيل طلابه ** اصاب من الرحمن اعلى المراتب

سلاله اسماعيل والعرق نازع ** واشرف بيت من لؤي بن غالب

بشارة عيسى والذي عنه عبروا ** بشدة بأس بالضحوك المحارب

ومن اصبروا عنه بان ليس خلقه ** بفظ وفي الاسواق ليس بصاخب

ودعوة ابراهيم عند بنائه ** بمكه بيتا فيه نيل الرغائب

جميل المحيا ابيض الوجه ربعه ** جليل كراديس ازج الحواجب

مبيح مليح ادعج العين اشكل ** فصيح لع الاعجام ليس بشائب

واحسن خلق الله خلقا وخلقه ** وانفعهم للناس عند النوائب

واجود خلق الله صددا ونائلا ** وابسطهم كفا على كل طالب

واعظم حر للمعالي نهوضه ** الى المجد سام للعظائم خاطب

ترى اشجع الفرسان لاذ بظهره ** اذا احمر باس في بئيس الحواجب

وأذاه قوم من سفاهة عقلهم ** ولم يذهبوا من دينه بمذاهب

فما زال يدعوا ربه لهداهم ** وان كان قد قاس اشد المتاعب

وما زال يغفو قادرا عن مسيئهم ** كما كان منه عند جبذة جاذب

وما زال طول العمر لله معرضا ** عن البسط في الدنيا وعيش المزارب

بديع كمال في المعالي فلا امرؤ ** يكون له مثلا ولا مقارب

اتانا مقيم الدين من بعد فترة ** وتحريف اديان وطول مشاغب

فيا ويل قوم يشركون بربهم ** وافقوا بمصنوع لحفظ المناصب

ويا ويل قوم من اطرأ بوصف ** سماه رب الخلق طراء خائب

ويا ويل قوم قد ابار نفوسهم ** تكلف تزويق وحب الملاعب

فادركهم في ذاك رحمة ربنا ** وقد اوجبوا منه اشد المعائب

فارسل من عليا قريش نبيه ** ولم يك فيما قد بلوه بكاذب

ومن قبل هذا لم يخالط مدارس ** اليهود ولم يقرا لهم خط كاتب

فاوضح منهاج الهدى لمن اهتدى ** ومن تعليم على كل راغب

واخبر عن بدء السماء لهم وعن ** مقام مخوف بين ايدي المحاسب

وعن حكم رب العرش فيما يعينهم ** وعن حكم تروى بحكم التجارب

وابطل اصناف الخمور ابادها ** واضاف بغي للعقوبة جالب

وبشر من اعطى الرسول قيادة ** بجنة تنعيم وحور كواعب

واوعد من يابى عبادة ربه ** عقوبة ميزان وعيشة قاطب

فانجى به من شاء ربي نجاته ** ومن خاب فلتندبه شر النوادب

فاشهد ان الله ارسل عبده ** بحق ولا شيء هناك برائب

وقد كان نور الله فينا لمهتد ** وصمصام تدمير على كل ناكب

واقوى دليل عن من تم عقله ** على ان شرب الشرع اصفى المشارب

تواطئ عقول في سلامة فكره ** على كل من ياتي به من مطالب

سماحة شرع في رزانة شرعه ** وتحقيق حق في اشادة حاجب

مكارم اخلاق واتمام نعمه ** نبوة تاليف وسلطان غالب

براهين حق اوضحت صدق قوله ** رواها ويروي كل شب وشائب

على الله رب الناس من جزاءهم ** بما لا يوافي عدة ذهن حاسب

فمن شاء فليذكر جمال بثينة ** ومن شاء فليغزل بحب الربائب

ساذكر حبي للحبيب محمد ** اذا وصف العشاق حب الحبائب

ويبدو محياه لعيني في الكرى ** بنفسي افديه اذن والاقارب

وتدركني في ذكره قشعريره ** من الوجد لا يحويه علم الاجانب

والقى لروحي عند ذلك هزة ** وانسا ودوما فيه وثبة واثب

وانك اعلى المرسلين مكانة ** وانت لهم شمس وهم كالثواقب

وصل الهي كلما ذر شارق ** على خاتم الرسل الكرام الاطايب