لا يعني الفقر ابدا ان لا يشعر الانسان بادميته المهدرة او ان يعيش ليل نهار في معاناة طاحنة، ولذلك قررت تلك البلدة توفير جزء من الراحة لسكانها، لتريحهم من شيء وتتركهم يصارعون في باقي اوجه الحياة.
كولومبيا دولة من افقر دول العالم لدرجة ان معظم سكانها يعملون في تجارة غير مشروعة وهي تجارة المخدرات ليوفروا قوت يومهم.
ويوجد في كولمبيا مدينة فقيرة جدا تدعى ” شانتي ” وهي العاصمة الكولومبية الثانية وثاني اكبر المدن، ويوجد فها بلدة " كومانا 13" التي تقع فوق تل وحالها كحال معظم المدن والبلدات هناك، فهي فقيرة قذرة مهملة يعيش سكانها البالغ عددهم 12000 على او تحت خط الفقر، كما ان معدل الجريمة مرتفع بشكل ملحوظ وان هناك نظرا لبعض التدابير الامنية تاخذ بعض المعدلات في الانخفاض الطفيف.
وكان يضطر سكان البلدة للوصول الى قريتهم " كومانا 13 " بعد انتهاء اعمالهم لصعود تل يزيد طوله عن 350 مترا، وتخيلوا معاناة سكان هذه البلدة في رحلة صعودهم لاعمالهم وعودتهم الى منازلهم او اذا اضطروا لقضاء اية حاجة ضروية في المدينة منتهى العذاب لكبار السن والاطفال والمرضى والنساء.
ورغم الفقر والظروف المعيشية المتدنية للمدينة، الا ان المسؤولين قرروا تخفيف المعاناة عن السكان وفي موقف يحسب لهم بان قاموا بتشييد سلم كهربائي متحرك بطول التل يبلغ طوله حواله 384 متراً وبتكلفة 4 مليون دولاراً، واختصر هذا السلم رحلة صعود التل من 35 دقيقة الى 6 دقائق فقط .
ويعد هذا السلم الكهربائي والمجاني والموجود في الطريق العام الواصل بين المدينة والبلدة الصغيرة الاول في العالم، وتبحث كل المدن وفي مقدمتها ريو دى جانيرو بناء مثل هذا السلم الكهربائي على غرار هذه التجربة الناجحة.
ولا يسع السكان الا التعبير عن سعادتهم وامتنانهم الشديد لمدينتهم التي جعلتهم يشعرون بادميتهم وسهلت عليهم معاناة يومية شديدة قائلين انه حلم تحقق.
سلما كهربائيا في بلدة فقيرة
العرض العادي
