السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفتوى أسباب
جمع الصلاة للمقيم
السؤال
س: الأسباب الداعية للجمع بين الظهر والعصر والعشائين للمقيم؟
الاجابـــة
الأصل أن كل صلاة تؤدى في وقتها الذي ورد تحديده في الكتاب والسنة وأجمعت عليه الأمة، ثم الأصل أنه لا يجوز الجمع إلا لسبب، فمن الأسباب: مواصلة السير في السفر، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان سائرًا في السفر فدخل عليه وقت الظهر وهو سائرٌ، وأحب مواصلة السير آخر الظهر حتى ينزل لصلاة العصر، وصلاهما جمع تأخير، وإذا دخل عليه المغرب وهو سائر وشقَّ عليه النزول لها أخرها حتى ينزل وقت العشاء، فصلى المغرب والعشاء جمع تأخير. وإذا دخل عليه الظهر وهو نازل ولكنه سوف يرحل قَدَّم العصر مع الظهر، وصلاهما جمع تقديم، ثم رحل وواصل السير إلى الليل، وإن دخل عليه وقت المغرب وهو نازل، قَدَّم العشاء مع المغرب، وصلاهما جمع تقديم في وقت الأولى، ثم واصل السير إلى أن ينزل للمبيت.
وثبت أيضًا الجمع للمطر، إذا كان هناك مطر شديد، وفي الطرق دحض وطين ومزلة أقدام فإنه يجمع بين الظهرين، في وقت الأولى أو وقت الآخرة، فيفعل الأفضل للمصلين، وهكذا إذا نزل المطر وقت المغرب وكان هناك مشقة في الإتيان بوقت العشاء قدم العشاء مع المغرب جمعًا بدون قصر. وسبب ذلك المشقة، فإنها تجلب التيسير، فإذا لم يكن هناك مطرٌ غزير، ولم يكن في الأسواق ولا في الطرق طينٌ ومزلة أقدام ودحض، يَشُقُّ معه الوصول إلى المساجد، وكانت الطرق مضيئة، والناس عندهم مناعة وقدرة على الوصول إلى المساجد بواسطة السيارات أو نحوها، أو عندهم مظلات يتقون بها وقع المطر، فلا يُشْرَع الجمع في هذه الحال لانتفاء السبب.
وهكذا يجوز الجمع بين الظهرين أو بين العشائين لوجود مرض يشق معه الوضوء والطهارة من الحدث، والوصول إلى المغتسل، فيجوز والحال هذه للمريض الجمع بين الظهرين، أو بين العشائين، سواءً جمع تقديم أو جمع تأخير، حتى يزول العذر. وهكذا يجوز الجمع للمستحاضة إذا أرادت أن تغتسل، فتؤخر الظهر، وَتُعَجِّل العصر وتغتسل، وتجمع بينهما جمعًا بدون قصر، وتؤخر المغرب وَتُعَجِّل العشاء، وتصليهما بغسل واحد، ويسمى هذا جمعا صوريًّا؛ حيث تصلى الأولى في آخر جزء من وقتها، والثانية في أول وقتها. وهكذا الجمع بين الظهرين في عرفة جمع تقديم لكل الحجاج، ولو كانوا من أهل مكة ليطول زمن الوقوف، ثم يجمعون أيضًا بين العشائيْن في مزدلفة واعتبر بعض العلماء هذا الجمع والقصر نُسُكًا وعبادةً، يفعله كل الحجاج دون غيرهم، فإذا كان معهم في هذه المشاعر من أهل مكة من لم يُحْرِم بالحج فإنه لا يقصر ولا يجمع، لِقِصَرِ المسافة وَقِصَرِ المدة التي يباح فيها الجمع والقصر.
المصدر
عن موقع الشيخ
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
حازم المراغى