لغتنا العربية ؟!

منذ قالَ الشاعر حافظ إبراهيم على لسان اللغة العربية :
" أنا البحر في أحشائه الدرّ كائنٌ
فهل سألوا الغّاص عن صدفاتي
فيا وَيْحكم أبلى وتبلى مَحاسني
ومنكم إن عزّ الدواءُ أساتي
فلا تَكِلوني للزّمان فانّني
أخاف عليكم أن تحين وفاتي "

والسؤال يطرح نفسهُ :
ماذا جرى لأبناء العرب .. ولماذا هذا الإهمال للغتهم التي خصّها الله بإنزال كتابه بها !!

ومع التقّلبات والمُتغيّرات السياسية والإجتماعية والإقتصادسة والثقافية التي ألمّت بالشرق العربي , كانت هذه الأسئلة تُطرَح بحدّة أكثر .. خاصة أمام الدعوات المشبوهة التي كانت تدعو إلى إستبدال الحرف العربي بالحرف اللاتيني في الكتابة إسوة بما فعل الأتراك ..
وإذا كانت هذه القضية , هي قضيّة عربية شاملة , تخصّ كل عربيّ أينما كان موقعهُ ..
فإننا نجد أنفسنا هنا في البلاد أصحاب القضية الأساس , لأننا في تحدّ يومي مع طغيان اللغة الاخرى في شتى الدول على لغتنا العربية , إذا كانت اللغة الرسمية أو ما نتفق على تسميتها باللغة الفصحى .. أو اللغة المحكية في بيوتنا ..
حيث أصبحت المفردات الاجنبية تتغلغل بكثافة في العبارة الواحدة .. وبعض المصطلحات نستعملها بشكل بديهي ودون التفكير بترجمتها العربية مثل الكلمات : please , yes , ok , of course وهناك لغات دولية اخرى ...
ولا إعتراض عندي على إدخال الكلمات غير عربية في لغتنا وتعريبها
ولكن إعتراضي على سحق هوية اللغة العربية بمختلف الحجج الواهية التي يُواجهنا بها البعض من العابرين او اطفالنا
او الأهل .. مثل :
- ما الذي نستفيده من إتقان اللغة ونحن نتحدث باللغة العامية ؟؟
- ماذا تفيدني اللغة العربية , وعندما أخرج للعمل أو للجامعة سوف أتحدّث وأتعامل بلغة الدولة المقيم فيها فقط ..
- أي قيمة للغة العربية , والكثير من المواضيع العلمية يستحيل تعليمها بالعربية وتُدرّس باللغة الانكليزية ؟؟
- قواعد اللغة مهلكة وصعبة ولا إمكانية لإتقانها , والأفضل إهمالها .. !
ومع الوقت ألاحظ أن إبتعاد طلاب المدرسة عن لغتهم يزداد (اختي الصغيرة دليل كافي ) ..
ولكنني الآن فوجئتُ بظاهرة مفزعة .. إذ لم تتحدّد إلى فهم المقروء وتركيب العبارة الصحيحة وحتى الإملاء .. وحتى يكون الكلام أكثر واضحاً وحادّاَ ,
إليكم ببعض النماذج من الأخطاء الإملائية التي دوّنتها اختي خلال مساعدتها بواجباتها ..

الكلمة الصحيحة -------كما كتبتها اختي
الضوء ------------ الضوئ
يهزأ -------------- يستهزأ
الأعاريب ----------- الأعاريبو
ساعة -------------- ساعت
كتبوا -------------- كتبو
تتلألا ------------- تللئ
لم يعلموا ----------- لم يعلمو
تملأ-------------- تملئ
لكن ------------- لاكن
الليل------------- اليل
قضية ------------ قضيت
رفاهية ----------- رفهية
أيضاً------------ أيظا
بالنسبة ---------- بنسبة
المفاجأة ---------- المفاجئة
دعا ------------ دعى
يتفاجأ ------------ يتفاجئ
سأتطرّق ------------ سأتطرأ
خارت قواه---------- انخارت قواه
الذين ------------- اللذين
الرحمن------------- الرحمان
دمت ------------- دومت


هذه بعض النماذج المعدودة .. ولكنها تعني الكثير ..

وقد لمست هذا التأخر في اللغة العربية حيث كان جَدَل يدور بيني وبين أحد زميلاتي في المكتبة التي أتردد أليها كل شهرين على اللغة وأخطائها النحوية والتعبيرية والإملائية .. حيثُ طلبت مني مراجعة نصّ لها , ولم أكن أنجح في إقناعها بموقفي ..
وطبعاً كانت كلمات قاسية تنهال عليّ بعد إبتعادي أو في السهرات الدافئة .
هذه القضية لا تنحصر في موقفي هذا وكثير هناك ! , وإنّما جذورها تمتّد الى الصفوف الإبتدائية وإذا نجحنا بمهمتنا كان النجاح لنا جميعاً ,
وللغتنا التي عبّر عنها حافظ إبراهيم .. :
" أنا البحر في أحشائه الدرّ كائنٌ
فهل سألوا الغّاص عن صدفاتي
فيا وَيْحكم أبلى وتبلى مَحاسني
ومنكم إن عزّ الدواءُ أساتي
فلا تَكِلوني للزّمان فانّني
أخاف عليكم أن تحين وفاتي " .

بقلمي .. بنت المروج 3.6.01

يرجي التكرم بالإطلاع على موضوعي ( تذمر أم كره ) فبه جزء يختص بهذه الظاهرة .

محرم مراد

الاخت ضياء

موضوعك قيم وجميل وله وجهة نظر تنثر صياغية اللغة

بل هى ليست لغة متاخرة ولم تضيع بالنسبة للدراسة

الاخت المحترمة ضياء

اقول لك ان اللغه كما تفضلتى اختى الكريمة


أنا البحر في أحشائه الدرّ كائنٌ
فهل سألوا الغّاص عن صدفاتي

وهنا يعنى ان بها مفردات ومعانى ومردافات وغيرها ---- الخ

والفكرة من تدريس اللغه حتى لا تضيع معالمها

ويبقى الابداع والتراث موجود من جيل الى اخر

اما عن بعض اخطاء اللغه فهذا يصدر من فرد غير متخصص

يرغب فى صياغة معنى للموضوع الذى يهدف اليه

وليس مطلوب منه ان يكتب لغويا بل مطلوب منه

المعنى الذى يحمل نصل الموضوع

وان اللغه العربية لها اصول وقواعد لا تطمس عبر الزمن ولا تقل معانيها

وتوجد الى اخر العمر مقترنه بالدين الاسلام حتى يبقى التفسير اللغوى

يعيش معها حتى اخر العمر ليفسم الدين الاسلامى وتفسيره الى يوم القامية

اما درج مصطلح ما عامية فى اللهجه بالمجتمع لا تعنى تغير اللغه حتى

لو حدث بها اخطاء عامية لانها ستبقى بقواعد ثابته لا تتغير وتحفظ

قيمتها حتى التدريس اللغوى اقصد لا يمكنن ان تخالط بالعامية اثناء الدراسة

والامر انها لا تفيد المجتمع لانى اتكلم العامية خطأ لانه اثناء الخصص

يحتاج كلا الى اللغة العربية مثل رجال الدين والازهر

اما تخصص اخر مثل الطب والهندسة يبقى حسب مسطلح الدراسة

للدولة التى بها العلم الاكثر مثل الطب يدرس باللغه الانجليزية او الفرنسة

وعلم النفس او الهندسة يدرس بمسطلحات علمية

اما لغة القران او الانجيل او التوراة لابد تدرس باللغه العربية الفصحة

حتى تعبر عن المعانى التى يقصدها

تحيتى الى موضوعك اختى ضياء

ما شاء الله اختي ضياء على هذا العرض القيم والتذطير بالاهتمام اكثر بلغتنا العربية

مع ااننا في المغرب للاسف كل تعاملاتنا بالفرنسية حتى في الشارع اصبحت كما هي اللغة الاكثر انشارا
شكرا على هذا العرض الجميل

دائما تتقنين الاختيار
مزيدا من تقديمك لكل جديد


فيحاء

شكرا اختي ضياء على هذا الموضوع القيم

ربما لي وجهة نظر قاسية وهي اننا في حياتنا العامة ربما نتعامل بلهجات بلداننا ولكن حين تواجدنا في اماكن معينة مثل المنتديات العربية علينا ان نتعلم من غيرنا ونحسن لغاتنا العربية لانها لغة القرآن فكثير منا لا يقتنع انها فرصة لنا جميعا لنتعلم ونستفيد
والكثير منا يظن انها مكان للتسلية اكثر من الثقافة


في انتظار الجديد لك اغلى الامنيات



محمد عصام

اختي الكريمة ضياء

شكرا على هذا الموضوع القيم والاختيار الجميل
فلغتنا العربية ضاعت في وقتنا جدا بسبب النيت والشات الذي يستعملوا فيه كلمات مختصرة وبعيدة عن لغتنا العربية
وانا بصراحة اتمنى ان نستفيد من النيت لتحسين لغتنا فهناك الكثير من المواقع لتعليم قواعد اللغة لمن يريد ان يتعلم


تحياتي

يوسف تميم

يعطيك العافيه أختي ضياء
موضوع جميل وتذكير كبير بضياع اللغة العربية في وقتنا ومع ضياع الكتاب والثقافة الحقيقية في زمن الانترنيت وكثرة وسائل التسلية

موفقة بإذن الله

لك مني أجمل تحية

سجلت هنا : شيماء

شكرا اختي ضياء على هذا العرض الرائع
وعلى الطرح الجميل والتوضيح القيم لضياع اللغة العربية في زماننا مع النيت وزمن العولمة
ومع لهجات محلية ضيعت اللغة العربية

فمزيدا من تواصلك

اختكم فاطمة الزهراء