الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
مبدأ:
ربنا واحد، ورسولنا واحد، وكتابنا واحد، وديننا واحد، وقبلتنا واحدة، ونحن مجتمع واحد، (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (الانبياء:92)
نحن الأمة الوسط : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً)(البقرة: الآية143)، علماؤنا ، فقهاؤنا، قضاتنا، دعاتنا، عقلاؤنا، أدباؤنا، طلابنا، رجالنا، نساؤنا، كلهم وسط، وهم جماعة الاعتدال، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (( فعليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ، ومن شذ شذ في النار)) ويقول عليه الصلاة والسلام: (( لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا ، وكونوا عباد الله إخواناً )) وقال سبحانه وتعالى: ( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (الأنفال:63) .
ماذا نريد؟
نريد جيلاً ربانياً مؤمناً بالله ، يعبد الله في المسجد،والجامعة، والعيادة، والثكنة العسكرية، والمعمل، والمصنع، ولا نريد أن نربي في بلادنا ملحداً زنديقاً، يحارب الله، ويستهزئ بالدين ، ويغمز الصالحين، ويصد عن منهج الله، ولا نريد بالمقابل أن نربي غالياً متنطعاً منفراً، مكفراً، يحمل السلاح في بلاد الإسلام، ويهدد أمن المؤمنين ، ويزعزع الثقة فيما بينهم، ويورث الفتنة، ويزرع الشر في المجتمع، قال سبحانه: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاة )(النساء: الآية77) وقال سبحانه: (وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ) (الأعراف: الآية56) .
لا للصوت النشاز!:
لماذا يخترقنا صوتات نشزان غاويان، صوت يسب الدين وأهله، ويحتقر المصحف والرسالة والصالحين: (وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (البقرة:14،15)). ويقول سبحانه عن هؤلاء الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات: (ِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (التوبة: الآية79).
وصوت في الطرف الآخر، يغلو في الدين، ويلوي أعناق النصوص، ويفسر الشريعة على هواه دون علم، ولا فقه، ولا ورع، قال سبحانه : ( لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ )(النساء: 171). وقال صلى الله عليه وسلم : (( إياكم والغلو)). فنحن جميعاً ننادي بملء أفواهنا حكاماً ومحكومين : (( رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً)).
فإما حياة نظم الوحي سيرها *** وإلا فموت لا يسر الأعاديا
رضينا بك اللهم رباً وخالقاً *** وبالمصطفى شهماً وهاديا
الجماعة رحمة، والفرقة عذاب، الجماعة أمن وإيمان ، والفرقة عذاب وحرمان
لسنا معصومين:
لسنا مجتمعنا ملائكياً ، لا حكاماً ولا محكومين، ولسنا معصومين، لا الراعي ولا الرعية، ولكننا مسلمون، عندنا أخطاء نعم، ولدينا تقصير أجل، ومعنا ذنوب بالطبع، ولكننا عند النعم نشكر، وعند المصائب نصبر، وعند الذنوب نستغفر، فنحن مسلمون، لا نريد غير الإسلام ديناً ، نقدم دماءنا، وأموالنا، وأرواحنا، فداء لديننا، وهو أعز مطالبنا، وغايتنا ، نصره، ونشره في الأرض، والتمكين له.
أبي الإسلام لا أب لـي سواه *** إذا افتخروا بقيس أو تميم
يا أيها المربون:
إن علينا واجب التربية لأبنائنا بحيث نرعاهم الرعاية الحقة؛ لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً)(التحريم: الآية6)وقوله صلى الله عليه وسلم: (( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته))، فالتربية والتعليم أصلان عظيمان في تنشئة الجيل، قال تعالى: ( وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ)(آل عمران: الآية79)
وإنما يخشى على أبنائنا من مسلكين خطرين: مسلك الانحراف والفجور والإعراض عن طاعة الله وتعطيل أوامره وارتكاب نواهيه، ومسلك الغلو والخروج علي جماعة المسلمين، ونبذ إجماعهم ، وشق صفهم، وتفريق كلمتهم، وإنما أرادنا سبحانه أن نكون إخوة متحابين صالحين، قال سبحانه: ( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (آل عمران:105)
ابتهال:
يا رب فرج همنا، أمن خائفنا، أصلح حالنا، اشرح بالنا ، قو حبالنا، اهد ضالنا، اجمع كلمتنا، وحد فرقتنا، وفق أمتنا، أصلح ولاتنا، أيد علماءنا، احفظ أبناءنا، ارفع أعلامنا، ثبت أقدامنا، سدد سهامنا، أرشد جاهلنا، اشف مبتلانا، ارحم أمواتنا، قو عزائمنا، لم شعثنا، اجمع شملنا، احمنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، جنبنا المحن، أمنا في الوطن، شافنا في البدن.
اللهم اغفر الخطيئة ، واجبر الكسر، وأقل العثرة، واعف عن الزلة، وتجاوز عن الخطأ ، واحلم علي المذنب، وارحم الميت، وأصلح الحي.
اللهم آمن روعتنا، واستر عوراتنا ، ونسألك عيش السعداء، ومرافقة الأنبياء، ومصاحبة الأولياء.
آمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين
هذه مقتطفات اخترتها لكم من كتاب : حتى لا تغرق السفينة للدكتور عائض القرني
وهذا رابط الكتاب كاملاً للتحميل لمن أراد الاستزادة والإفادة
مشكورة اختي سر السحاب على هذا العرض والكتاب المهم للذكتور عائض الذي يحث فيها على حسن التفكير والتعامل لتسير بنا الحياة في احسن الطرق مثل السفينة
تسلم الايادي
يا الله لو وقفنا مع انفسنا ملياً وفكرنا في
تصرفاتنا لوجدنا انفسنا مقصرين في
اعمالنا . ولو اعدنا حساباتنا وحاولنا
تغيير مفاهيمنا للاشياء لوصلنا الى الدرب
الصحيح .
هي فعلا وقفات ومقتطفات شملها هذا الكتاب من الواجب اتباعها
والعمل على استحسانها بغية مرضاة الخالق
في الدنيا والآخرة
نسأل الله تعالى ان يتبث اقدامنا لما فيه خير ويهدينا
الى الطريق المستقيم وان يجعلنا من المقربين اليه
جوزيت كل خير عزيزتي سر السحاب على هذه الاختيارات
القيمة والتي تحمل الكثير من المواعض
جعلها الله لك في ميزان حسناتك