فى يومٍ من الأيام وبعد عودتى من الأجازة السنوية بمصر ، أخذت أسرتى الصغيرة وكان معى أبن عمى مهندس أحمد واسرته أيضاً ، وذهبنا سوياً إلى شاطىء البحر الأحمر بمنطقة تسمى الشعيبة بجوار قرية القطان السياحية ، المياة هناك صافية جداً تدعوا الأنسان للجلوس بها لأطول فترة ممكنه ، والسمك الملون جميل جداً تحت الماء ، بس المشكلة بأن الساحل ليس بلاج كما فى مصييفنا ولكن صخور وشعب مرجانية ، يعنى لازم الواحد يلبس حذاء وهونازل المياة ، كنا نقف سوياً للأستمتاع بالمياه الجميله والجو الرائع ، وكانت إبنتى أسماء تجلس على عوامة ، وأن واقف وماسك عوامتان بيدى ، إحداها لأسماء والثانية لأحدى البنات أيضاً .
ولاأدرى مالذى حدث فقد سهوت لحظات ونظرت فوجدت أسماء تبعد عنا حوالى أربعة أمتار فقط ولكن الموج يتحرك بسرعة ، فصرخت وقلت لأحمد إلحق أسماء بسرعة ، لأنها كانت ناحيته ، وجدت أن العوامة تتحرك بسرعة وتتجه داخل البحر ولكن بزاويى 40 درجة تقريباً ، وبما أننا واقفون عند ىخر حدود المنطقة الآمنة فلو دخلنا خلف العوامة سندخل فى المنطقة الخطرة وهذا ماحدث بالفعل ، أحمد وجد نفسة سيغرق فتراجع ليأخذ عوامه أخرى ( كفر سيارة ) فعندما وجدت أحمد يتراجع إندفت وبدأت فى العوم ولكن أنا لاأجيد السباحة فتعبت وبدأت أنزل فى المياة ، وفعلاً كنت سأغرق ولكن من كرم ربنا كان معى نظارة مياه فلبستها وبدأت أنظر من تحت الماء لأجد ربوة عاليه أقف عليها ، وفعلاً وقفت على ربوة وبدأت أصرخ وأنادى لكى يغيثنا أحد ، ولكن لا حياة لمن تنادى فكل أسرة تبعد عن الخرى حوالى 200 متر وحتى لو رأونا من سيجازف ويدخل منطقة خطرة مثل هذا شىء صعب وفظيع ان يرى الإنسان االبحر وهو يحاول إبتلاع فلذة كبده وهو يشاهد ولايقدر على فعل شىء .
أغرب مافى الموضوع فى بدايه الأمر كانت اسماء تصرخ وتقول ( حشنى يابابا حشنى ياخالو ) وظنت أسماء بأنها عندما تنزل من العوامة سيكون أفضل حتى لاتبعد عننا . وكانت المفاجاة بأن نزلت أسماء من على العوامة ولكن مازالت تمسكها بيديها . طبعاً أنا فى بدايه المر أيقنت بأنى فقدت إحدى بناتى وهذا أمر لامفر منه ، مابالكم عندما أرى أسماء تنزل من على العوامة ، أظن الموضوع كده أنتهى ، ولكن سبحان الله ( قلت لها ياأسماء أطلعى تانى على العوامة بسرعة فقامت وصعدت أعلى العوامة إزاى معرفش وقلت لها إجلسى ودلدلى رجليكى وأيديكى فقلت كد فقلت لها أيوه ) .
وتمر اللحظات ولن أوصف لكم موقف أمها فى هذه الحاله فهو لايوصف . وتمر اللحظات ويصل خالها إليها ووجد صعوبة فى سحبها للخارج ، وكان قد إقترب منا أحد الرجال بعوامة أيضاً أظنه فلسطينياً جزاه الله خيراً وخرجت أسماء بحفظ وسلامة الله من مياه اخطر بحر .
ولكن بعد أن خرجت قال لى خالها ( أنا مش عارف أسماء بعد أن نزلت من العوامة كيف صعدت عليها بعد ذلك وفى مثل هذه الظروف ، فقلت له ربنا هو الذى أعادها إلى العوامة ) لأن ده شىء مستحيل بأن طفله مثل هذه السن 9 سنوات وفى هذه الظروف تعمل هذا العمل .
الحمد لله أسماء تقوم بحفظ القرآن الكريم واظن هذا من اسباب نجاتها من الغرق والحمد لله . والله وانا راكب السيارة وراجع من المكان كان يخيل لى بأن أسماء ليست معى وأننا عائدين بدونها .