وغدًا نموتُ فكُلنا أَشباهُ الكُل فانٍ لن يدومَ سواهُ
... وغدًا نُسافرُ للقبورِ مَسيرُنا ومصيرُنا ما نحنُ قدَّمناهُ
وغدًا سيَكتُبُ مَن سيأتي بَعدَنا مَن خان وعدَ الحق.. من أعلاهُ
هو ذا العقيدُ مضرَّجٌ بدمائه مَن مِنكمُ بِسلاحهِ أدماهُ
إرفع سلاحك عاليًا وافخَر فقد حرَّرتَ أَقصانا... وما أقصاه
واذكر صلاحَ الدين في أمجاده هل كان يومًا قاتلا أسراهً
شَتّان بينكما فأنتَ حُثالة مُتعَطِّشٌ والحقدُ قد أعماه
الله أكبر قد تكشّف عارُكم هو ذا العقيدُ بِموته عَرَّاهُ
هاقد طبعتم في الجباه بِخِزيِكم خَتمَ العَمالةِ حِلفُكم يرعاه
الرأسُ ذيلُ خيانةٍ لو كُلِّمَت لتَبَرَّأت مِن ذي الرؤوسِ جِباهُ
خُلقَت لتسجد للإله تضرّعًا وخُنوعكم للغرب لا ترضاه
مِن قبلِ عامٍ كان فيكم آمرا مَن كان يعصي الأمر أو يأباه
واليوم أصبحت الرجالُ كثيرةٌ بِمعونة الكُّفار وا أسفاه
الثور وحدَه واقفٌ في عِزةٍ لا مَن يَموء فكلّهم يخشاه
حتّى إذا خَرَّت قوائمُه بَدوا والكل يعوي: نحن من أرداه
بالأمس كنتم تفخرون بأنّكم شركاؤه بل خيرُ من والاه
واليوم أصبحتم بِقُدرة قادرٍ أعداءه من شرّ من عاداه
تاريخكم معه سيبقى شاهدًا أَنَسيتموه..؟ فنحن لن ننساه
صدّامُ أبْشِر لستَ وحدَك في الذُّرى وافسح مجالاً للذي ننعاه
رحّب بضيفك في الجوار مرافقًا طُوبى لشملِكما ومن وافاه
في العيد أعلنَ بعد موتك شامخا يومَ الحداد وأدمعت عيناه
واليوم شعبه أرسلوه مُجنْدلا أمّا الحِدادُ فنحن أعلنّاه
أنا لستُ أرثي في مُعمّرَ شخصَه أنا لستُ أرثي فيه من يهواه
بل جئتُ أرثي أُمّةً مخدوعةً ورجالُها في مَهمَهٍ قد تاهوا
باعوا الأمان بفتنة مصنوعة فاستوردوا الشيطانَ من منفاه
واستنصروا الكفارَ ضدّ بلادهم واستحضروا الدّجالَ من مأواه
وتناحروا حتّى ارتوى بدمائهم رملٌ يغطي حَبّه قتلاه
عاثوا فسادًا في البلاد وأهلِها شاهت وجوه الخائنين وشاهوا
قالوا نريد كرامةً وعدالةً حريةً هذا الذي رُمناه
وإذا بهم لمّا تمكّن أمرُهم غدروا وقالوا غير ما قلناه
أين العدالة للأسير مُكبَّلا بصقتْ عليه بِغِلّها الأفواه
أين الكرامة للقتيل مجندلاَ يُكوى وتُقطع في الدُّجى رجلاه
أين التّحرر والإسار يلفّكم مِن حلفِ شرٍّ لم تَنمْ عيناه
أُكذوبةُ صدقتموها فارتموا هو ذا الجحيمُ لكُم سيفْغر فاهُ
كم كان أوصاني بذلك والدي إنّي فهمت الآن يا أبتاه
فخُلاصة الأمر الذي يُغلي دمي مِن كلّ ما يجري هنا وأراهُ
أنّي رأيتُ الغَربَ يضحكُ ساخرًا ويقول: هذا الشعبُ ما أغباهُ
فالطف بنا يا ربَّنا مِن كلّ مَن ينوي بنا شرّا فأنت اللهُ