الحب في لغة الـهوى حرفان لكنه يوم النوى لغــتان
لغة القلوب ولا يفك رموزها إلا فؤاد دائم الخفقان
متوهد بلهيب ذكرى لو هوت في البحر ظل البحر في هيجان
ومضرج بدم الشهادة معلناً أسماء من ذبحوا علي القربان
ذابت حشاشة ورق خطابه فتجاوبت لحنينه العينان
بعثت له بالدمع ألف رسالة مظروفة بكمائم الأجفان
فإذا قرأت حروفها في ليلة أيقنت أن الحب شئ ثان
الحب ليس قصيدة عربية محبوكة الأطراف والأوزان
الحب ليس رواية منسوجة للعرض والأعلام والإعلان
الحب ليس تهتكا وتهافتاً وتظاهراً بمرارة الحرمان
الحب ليس من الدعي مقالة منحوتة بعجائب البلدان
كلا وليست خيمة بدوية مضروبة الأطنان في الصوان
ما كان حباً مسرحية عابث أدوارها تصميك بالدوران
الحب أن يقف الفؤاد مولهاً أنفاسه من لاهب النيران
لو سال من جسم المحب دماؤه كتبت حروف الحب في الجدران!
ترمي العيون إليه وهي نواعس سهمين من وصل ومن هجران
فإذا التقي سهم الوصال بقلبه هزته ذكر ملاعب الولدان
وإذا أتي بالهجر سهم صائب فهو الشهيد بساحــة الميدان
وتثير أنفاس الصباح بروحه أشواق من رحلوا من الأوطان
فيظل في بحر التذكر باكياً ما عاد من صبر ومن سلوان
وإذا الصبا هبت وحل أريجها هجر الكرى ومجالس الإخوان
لو مر طيف حبيبه بمنامة لارتاع وهو يعد في الشجعان !
أما الضلوع فلو لمست لهيبها لظننتهـا مـن لاهب النيران !
هجر الرقاد وقد تصدق بالكرى فكأنه يشكو إلي الدبــران
خلعت له الجوزاء من أسمالها ثوب السهاد بليلة الأحـزان
وكساه حتى الليل بردة عاشق تغنيه عن خلع وعن قمصان
تلقاه مفجوعاً يقلب كفه متلهفاً كـالواله الحــيران
فإذا غفا فحبيبه في جفنه متمثلاً في صـورة الخجلان
وإذا صحا من يهوي غدا في كل ناحية وكل زمــان
إن لاح برق قال بسمة عاشق أو ناح رعد قال صوت فلان!
والصبح طلعة وجهه وجماله والغيث يشبه دمع من يهواني!
ونشيد طير الروض يحيي ميتاً من شوقه في سالف الأزمان
فهو المعذب ما قد راعه يحنو له حساده فهو البعيد الــداني
يا لائمي في الحب ليتك ذقنه وسقاك من جفنيه من أسقاني!
إن كنت تعذلني فجرب ساعة هجر المحب وفرقة الخلان
فلسوف تعذرني وتفقه قصتي وتبيت أنت مجرح الأركان
أنا ما هويت مربرباً ألحاظه سحر وفوق لماته خالان
ورموشه كسيوف هند اشرعت ضرباتها تهدي الردى لجنان
وعلي الجبين من الجمال مهابة وحلاوة من منطق فتان
فالنور من تلك الثنايا ذائب والشهد ترشف شمعة شفتان
وكلامه سحر حلال مترف ينسيك عذب معازف العيدان
وكلامه سحر حلال مترف لا يصح سامعه من الإدمان
سكر من النغم البريء وآخر من دفء حب إنه سكران
قالوا الثريا علقت بجبينه وتوضأت بضيائها كفان
ما روضة فيحاء باكر الندي والغيث مساها علي إبان
والمسك في أعطاف كل خميلة ما شئت من شيح ومن ريحان
والطل في أردانها متمارج لله من طل ومــن أردان
يوماً بأذكى من تضوع عطره كلاً ولا في الحسن يستويان
لم يسبني هذا ولم أهدي له حبى ولم أراهن عليه جناني
كلا وما أحللته من مهجتي روضاً وما اسكنته بستاني
عهد الزيانب كله أنسيته وذكرت كل العمر ما أنساني!
**************************
حبي لمن منح الجميل وزادني شرفاً وبصرني الهدى وحباني
حبي لمالك مهجتي ولخالقي ولرازقي هو صاحب السبحان
شرفي بأني عبده يا فرحتي والفخر لي بعبادة الرحمن
وعليه سار الفائزون جميعهم متوهجين إلي عظيم الشان
ولأجله بذلوا النفوس وعلقت تلك الجماجم والتقي الجمعان
سالت علي حد السيوف دماؤهم وسعوا دامي الملابس قاني
ومقطع الأوصال يسحب جسمه فوق اللظي، يشوي علي الصوان
ومبعثر الأشلاء لو جمعته ألفيته بحواصل الغربـــان !
قتلوا لأجل محبهم وحبيبهم وسواهمو لمحبـــة النسوان!
فاعرف( ضحايا الحب) وافعل فعلهم إن كان ذاك الفعل في إمكان
فإذا جبنت من القتال وخفت من وهج السيوف وزحمة الشجعان
وخشيت من وخز الرماح ولم تطق ضرب الردى من فارس طعان
وبخلت بالنفس النفيسة موقناً أن العلا حرمت علي الكسلان
فاهجر فراشك والمنام مهللاً يوم الاذان يضج في الآذان
واحضر إلي الصف المقدم ضارعاً متملقاً للواحـــد الديان
واسكب دموعاً لا تصان لموقف عند العظيم مصور الأكوان
واهتف بصوت خافت متخشع متصدع لعجائب القــرآن
ومعفراً منك الجبين ومعلناً ندمـاً بنطق مقصر خجلان
فإذا أبيت ولم تطق هذا ولم تقدر عليه لسطوة الشيطان
فتمن موتاً عاجلاً وارحل فما أقسى البقاء لمفلس خسران!
حرفية الكلمة اوقفت التفكير للتأمل
عبارات وقفت امامها الكلمات للتمعن
قلم عجز عن مجاراتها
لم تلقى كلمات توفيها
احتارت المفردات في حقها
فلم يبقى سوى فتات الحروف تجول هنا وهناك
لتعطي هذا الطرح جزءا من عناية لا تقوى عليها كل الابجديات
وهذا الاختيار الذي لا تجابهه كل اللغات ولا توازيه كل المفردات
ولا تستوعبه كل المجلدات ولا حتى كل القراءات
فاسمحي لي عزيزتي سر السحاب امام جبروت هاته الكلمات
واعترف بضعفي لقوة وعبقرية ناطقها وحاملها
فتبقى كل الجهود قليلة في عبق اريجها
والشكر على اختيارها لا يرقى لرقيها
فكلمة حب احتار في وصفها كل الفلاسفة
وتعتر في طريقها كل الشعراء
وعجز في ابلاغها كل العقلاء
لانها اكبر من وصف كل الحكماء
اختيار راقي لمعاني ارقى فمزيدا من تنقية اعذب
التعبيرات وفي انتظار القادم
لا أعلم كلمة في قاموس العربية تعبر عن الحب مثل كلمة (الحب)، فليس هناك أصدق من (الحاء والباء) في دلالتهما على هذا المقصود العظيم، فالحاء تفتح الفم فيبقى فارغا حتى تأتي الباء فيضم الفم وتطبق الشفتان، إذا هنا اجتماع بعد فرقة ووصل بعد هجر
وكلمة الحب عالم من المودة والصلة والأنس والرضى والراحة، وهي دنيا من الأمل، والأمس الجميل، واليوم الحافل، والغد الواعد، بل هي معجبة مطربة، لكنها ذائعة شائعة، غير أنها خفيفة لطيفة، لأنها باسمة مبهجة مشرقة، ولها حلاوة وفيها نضارة.
إنها رحلة في عالم التالف والتآخي، والتفاهم والتكاتف، والتضامن والتعاون، في كلمة (حب) بسمة وضمة ولهفة واشتياق ولوعة!
شكرا لك اختي سرالسحاب على هذا النقل المعبر الذي يحمل الكثير من المعاني الراقيو السامية لهذه الكلمة التي يحير القلم في وصفها
ننتظر منك المزيد من التجديد و التميز
طرح جميل منكي اختي سر السحاب عن معنى كلمة الحب
الذي اصبح وجوده في زمنا هذا نادرا حين قرات كلمات هذا احسست بالحنين والهيام والخيال ولكن فجاءه بعد ان انتهيت من القراءه احسست بالاحباط نتيجة انني ايقنت اني في الواقع لما يمر به الانسان في هذا الزمن الغريب
على اى حال اشكرك اختي الكريمه وانتظر المزيد من رقيك وعطائك.
شكرا لمرورك المميز أخي مصطفى
ولم الإحباط أخي ؟
ربما هذه الكلمات تظهر لنا حقيقة معنى الحب وتدفعنا لنقدم أفضل ما لدينا
بل ونظهر كل ما هو جميل ونستطيع فعله لمن حولنا
اتمنى لك السعادة وللجميع التوفيق