ومن أبرز المفكرين لهذا التوجه (رفاعة الطهطاوي، خير الدين التونسي، وعبد الرحمن الكواكبي ).الذين ساهموا مساهمة فعالة في تطوير الفكر العربي، حيث شكلوا النواة في النهضة في فكر العربي الحديث من خلال أفكارهم أرائهم المتنورة، والتي عالجت الكثير من المواضيع التي تخص الفكر العربي، فلقد دخلت مسألة حقوق الإنسان إلى الفكر العربي من خلال البعثات العلمية والتعليمية إلى أوربا، الذين بدورهم تأثروا بحضارة الغربية وحاولوا نقل التجربة إلى بلدانهم.ومن هنا كانت البذرة الأولى في بداية الوعي العربي المعاصر بمفهوم حقوق الإنسانكما قلنا نتيجة البعثات الدبلوماسية والعسكرية والجامعية والتجارية، الذين أعجبوا بنظم السياسية والتقدم التكنولوجي والعلمي للحضارة الأوربية مقاساً للواقع العربي التي كانت تحيى بها بلدانهم، وعلى رغم دور هؤلاء المفكرين الذين كانوا متواجدين في كل مرحلة من مراحل تطور الفكر العربي إلا إنه بقي الفكر العربي يمر في أزمات متلاحقة، الذي أنعكس سلباً في تقدم الفكر العربي ومعالجته لقضايا المعاصرة الشائكة ومنها التنمية والتحديث والتقدم والتكنولوجية، هذا ما جعل قضية حقوق إلانسان في تراجع في ظل تلك الأوضاع التي يعاني منها الفكر العربي.
وهناك عدة عوامل لها تأثير على الفكر العربي باهتمام بحقوق الإنسان، المرتبطة بدور المفكرين الإسلاميين في طرح التراث الإسلامي، ومرجعية حقوق الإنسان إلى الفكر الإسلامي، ومن العوامل الموثرة أيضا دور الاستعمار في السيطرة على الدول العربية، ومن العوامل أيضاَ الثقافة الغربية التي أطلع عليها المفكرين الذين أطلعوا على سياسات وثقافة الغرب ن وخاصة في نطاق ما يتعلق بمسألة حقوق الإنسان وهذا الشيء يدفعنا لقول بأن الجذور الثقافة الإسلامية ودور الغرب فيما يتعلق بحقوق الإنسان، شكلا القوة لتأسيس مفهوم حقوق الإنسان، فلا نستطيع معالجة الموضوع دون الرجوع إلى حقوق الإنسان في الإسلام، التي لها رؤية إسلامية خاصة لتطرق إلى مفاهيم حقوق الإنسان، حيث ضهرت أكثر من توجه في الفكر الإسلامي تبحث مسألة حقوق الإنسان، توجه يرجح مسألة حقوق الإنسان في الفكر الإسلامي، وتوجه يرفض بشكل قاطع وجود أية أساس لحقوق الإنسان في الإسلام، وتوجه يعتمد إلى حالة الانتقاء بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي فيما يتعلق في مسألة حقوق الإنسانفمن خلال قراءة الواقع الفكر العربي بما يخص رؤية الإسلامية في حقوق الإنسان فنجد هناك نظرة توحيدية لظاهرة حقوق الإنسان، وذلك من خلال ربط كافة حقوق الإنسان المتفق عليه ومصدر والقرار لكل تلك الحقوق يعود إلى الله عز وجل، فنتوصل إلى أن معيار الإسلام في تقرير حقوق الإنسان وفي صونها يقوم على مبدأ الأيمان بالله واعتبار العقل منطلق لهذه القوة. فنجد إن الفكر العربي قد جاهد بكل ما يستطيع لنشر مفهوم حقوق الإنسان بكل التوجهات التي تعرض لها من أنماط التفكير والتوجهات الدينية والمرجعية الإسلامية إلا أنه ظل يحيى في حالة أزمة في طبيعة وجوده وتعاطيه للمفاهيم المعاصرة رغم كل جهود المفكرين وفي كل مرحلة زمنية، ولعدم وجود التوحد في الدول العربية في التوجه لفهم مسألة حقوق الإنسان نتيجة لاختلاف في النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية
حسان أيو
تحياتي
كوثر 56
|