"أم المدائن … زهرة المدائن … عروس المدائن … مدينة المدائن " : كلها مسميات أطلقت على القدس حيث نعم أهلها من المسلمين والعرب ، بالأمن والرخاء قرابة ثلاثة عشر قرناً تحت الحكم الإسلامي الرشيد .
والقدس هي إحدى حقائق الإسلام الكبرى ، فقد شهدت اكتمال حلقات التوحيد ، إذ اتجه المسلمون في صلاتهم إليها ستة عشر أو سبعة عشر شهراً في مرحلة بدء الوحي ، ثم أسري إليها بالرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال تعالى في سورة الاسراء: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا، إنه هو السميع البصير). فصلى بالأنبياء هناك ، ودعا المسلمين إلى شد الرحال إلى مسجدها المقدس الشريف .
لكن ....
بذل اليهود جهودهم للسيطرة على أكبر قدر من الأراضي العربية ، فاستولوا على أراضي الأملاك العامة ، و صادروا كثيراً من الأملاك الخاصة ، وفرضوا إرادة المحتل على المدينة ، بخلق أمر واقع غير قابل للتغيير من خلال إقامة الكثير من المستوطنات ، كما تحاصر في الوقت نفسه المواطنين العرب ، و تقضي على أي فرصة أمامهم للتوسع العمراني . ومن سهل عليهم هذه المهمة للاسف هم انفسهم الفلسطينين اولا لقلة حيلتهم وثانيا لعدم توحيد كلمتهم وصفهم وعدة اسباب اخرى جوهرية .
وهنا نتساءل ماذا فعلنا نحن العرب والمسلمين من اجلهم ومن اجل وقف هذا الاحتلال ورفضه؟
لا شيء سوى دور المتفرج من بعيد نولول ونكتب ونقول مجرد خطب وشعارات لا تقتل ولا تحيي من جوع
تنعقد الاجتماعات والقمم العربية للخروج في الاخير بلا شيء ضياع للوقت والمادة على الفاضي ، لاننا للاسف فقدنا الثقة في انفسنا وانسلخنا عن جلد الكرامة والشهامة العربية وتشبعنا بالانا التي سيطرت على عقولنا وفرت بنا من حاضرنا لما وراء الخيال
فلن تغير احوالنا حتى نبدأ بانفسنا ونغيرها اولا
وشكرا اخي ناصر على هذه الورقة المؤلمة من واقعنا الملموس
اختكم جوهرة