يجب أن لا ننسى و نتذكر جيدا أن تصوراتنا لا تأتى لنا من المجرد، وإنما تأتي من دراسة التاريخ.
بعد الحرب العالمية الثانية و مع زخم حركة التحرير العربية، الذي تزامن مع تزوير الكيان الصهيوني و زرعه في وسط الأمة العربية ، ليفرق بين شطريها، وتتمكن شظاياه من الانتشار السرطاني ، لتصيب أي بقعة من ارض العرب و تثخنها بالجراح ، قامت ثورة علمانية تبغي التقدم والنهضة متحدية ذلك الزيف المدعو اسرائيل.
ثم قامت تلك الثورة بمد بقية الأقطار بالسلاح والتوعية و بالحث المستمر على طرد الاستعمار ، والتخلف والتخمر في فكر عقيق مدسوس بالكثير من الزيف النقي.
توالى حصول الأقطار العربية على استقلالها وطرد مستعمريها، مما شجع وحفز و مد الكثير من الدول المستعمرة - المجاورة و في كافة أقطار العالم - على التمثل بالدول العربية و ثابرت على مكافحة مستعمريها و تخلصَ اغلبها من الاستعمار.
.....
لقد تركت السماء لنا شئون دنيانا؛ و حريتنا في وضع دستورنا؛ و قوانيننا التي تناسبنا لنحكم مجتمعنا ؛ لأنها تعلم أن المجتمع دائم التطور دائب التغير، كما النص ثابت و المصلحة متغيرة
....
بدأت بشائر نهضة لتغيير الإنسان،، في منطقتنا العربية بكافة أعراقها و معتقداتها، حركة مشرئبة لطرد التخلف و تنقية الموروث من المدسوس ، زاد تحرر الأنثى، نزعت الملاية، و اليشمك ، وأي رداء إضافي يعيق من حرية حركتها وتقدمها لأعلى المناصب في شموخ سجل الكثير من النقاط لصالح تميزها. اقتحم الذكور كافة المجالات التي كانت محذوره عليهم، و كان الغرب يعتقد أنه ضمنها لصالح ذكوره و إناثه فقط. كانت الأمة في أغلبها تعاني من ذات اليد ، لكنها غنية بإرادتها و بإيمانها وسعيدة بما تراه من تحرر و تقدم فكري و مادي يـُنتج من عرق أبنائها و بناتها، و كانت الأمة ترى بوضوح كاف ، مصاعب و طول الطريق المغمور بالمعوقات، لكن إيمانها الصحيح ، وثقتها في صواب توجهاتها ، و تحررها من الخوف والهوس، كل ذلك كان يضع الابتسامة على وجوه أبنائها ، و يـُبث من عيونهم سعادتهم بالتفاؤل المطمـَئـِن و المطـَمـْـئن الواثق.
........
دبر لهذه الثورة العربية المشرئبة للنهضة والتقدم والسعي الحثيث للتمدن، دبر لها بتأني و تعقل هادئ معوق كبير أطلق عليه النكسة. علاَّ هذه الأمة التي تحدت اسرائيل و من وراء اسرائيل، تخنع و تستكين، لكن أمة عريقة بتاريخها و تراثها و إيمانها و آمالها ، لم تستكن و لم توقف الكفاح بجميع السبل الممكنة، السياسية الباردة و النيرانيه الملتهبة أيضا.
اعرف أن مصطلحاتي في هنا تفوح بالقـِدم الذي اصبح يدعو للاشمئزاز، لكنني هنا أتكلم بمصطلحات ذلك العصر الذي مازالت ساكنة في منشوراته وكتبه و تراثه .
....
وماذا أيضا ؟؟
بالعلم الذي اوصانا الله تعالى به في كلامه العزيز : (اقرأ باسم ربك الذي خلق ) تطورت الدنيا واختُرعت عدة اشياء وتبدلت اخرى
ومن اجل هذا التطور والعلم اتت حضارة عربية لم يشهد مثلها اناذاك
وسرعان ما تدمرت لان العرب لم يعرفو ان يحافظوا عليها بخروجهم عن القيم والمثل والاعراف والاخلاق ومن تم جاءت حضارة اروبا وغيرها فعرفنا التبعية والتقليد واخذنا الحضارة معكوسة وتجردنا من ديننا وبذلك دُمرنا
وليس ازالة اليشمك هو رمز الحضارة ولا ابقائه بل المشكل كان في عقولنا المتحجرة وفي انسياقنا مع تيرات منجرفة