رغم أنة ظل رابط الجياش وهو يخطب للمرة الأولي في جموع الشعب السوري التي احتشدت أمامه في مشهد مؤثر صباح السبت 5ديسمبر 1970 بعد نجاح الانقلاب الذي قادة ضد خصمه اللدود اللواء/ صلاح جديد
ونظام الرئيس نور الدين الأتاسي المتحالف معه من قبل ثلاث أسابيع إلا أن حافظ الأسد ووزير الدفاع ورئيس الوزراء السوري آنذاك لم يستطع إن يغالب الدمعة التي ضاقت بها حدقتيه وهو يخطب قائلا:
أيها الإخوة المواطنون لقد أردتم أن يكون هذا اللقاء الرائع دليل ثقة متبادلة وتعبيرا عن التلاحم بين قيادة الثورة وجماهيرها ، فلتقيت بذلك إرادتكم مع إرادة القيادة القطرية المؤقتة .
ولم يكن وقتها قد تولي المنصب رسميا لحزب البعث العربي الاشتراكي، التي اتجهت إليكم منذ بيانها الذي اذيع في 16 من تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1970 والتي وضعت مصلحتكم وإرادتكم في المقام الأول ، لأنكم انتم موضع الاهتمام الأول في هذه الثورة .
لم يكن في وسع احد وقتها أن يعرف علي وجه الدقة ما الذي تخفيه تلك الدمعة في شخصية قائد الانقلاب ، الذي عرف بالصرامة والجدية....أو ماذا تخفي بالطبع....
لقد ظلت هذه الدمعة موضوعا لكثير من التكهنات والاجتهادات التي بالغت أو تهاونت في تقدير مغزي او دلالة هذا النوع من ردود الأفعال حتى طوي النسيان تلك الواقعة ولم يذكرها او يتذكرها ما صاحبها من أحداث حتى ألان .
ولكن استعادة هذه الواقعة يمكن ان تمثل احد مفاتيح شخصية الرئيس السوري السابق حافظ الأسد اذا ما جرى وضعها في سياقها .
من خلال هذا المقال المنقول بتدخل مني من كتاب دموع الحكام لمؤلفه محمد بركة ( مركز الراية للنشر والإعلام )
نود أن نشير إلا أن الحكام لكي يبلغوا المراد أو المنصب للحكم ممكن أن يستعملوا مختلف الطرق لكسب أصوات الشعب واستعطافه له
حتى لو كانت دمووووووع .
كما فعلها رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة في الآونة الأخيرة .
تبقى الدموع دائما معبرة عن شيء بداخل الفرد
وتيبقى الحيرة تتدارب عن سببها او مغزاها ولا يعلمها الا صاحبها
وكما قلت اخي عبد الحميد يمكن ان تكون وسيلة استعطاف او تحريك
مشاعر او وسيلة لبلوغ الهدف
شكرا اخي عبد الحميد على هذا الطرح المعبر فمزيدا من تواصلك
دائما من اجل كسب حب الناس وثقتهم والجلوس على كرسي العرش او الرئاسة يلتجأ اغلب الكبار ... لاساليب عدة سواء مشروعة او غير مشروعة او غير انسانية تستخف بعقول الناس او لكسب عطفهم وحبهم ونلاحظ هذا جليا في الانتخبات في بلداننا التي لا تتسم بكامل النزاهة والمسؤولية .
شكرا اخي عبد الحميد على هذا العرض الذي يظهر جانبا من هذه الجوانب الخفية