16 أكتوبر من سنة 1975أعلن المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه عن تنظيم أكبر مسيرة سلمية في التاريخ مكنت من تحرير الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وقد وضعت هذه المسيرة السلمية حدا لحوالي ثلاثة أرباع قرن من الاستعمار والاحتلال المرير لهذه الأقاليم ومكنت بلادنا من تحقيق واستكمال وحدتها الترابية.
فبعد أن بثت محكمة العدل الدولية بلاهاي في ملف المغرب وجاء رأيها الاستشاري معترفا للمغرب بحقه في صحرائه مؤكدا أن روابط قانونية وروابط بيعة متجدرة كانت دائما قائمة بين العرش المغربي وأبناء الصحراء المغربية، أعلن جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه عن تنظيم مسيرة خضراء لاسترجاع الصحراء وتحريرها .
لقد جاءت المسيرة الخضراء لتضع حدا فاصلا مع منطق الحرب وأسلوب المغامرة. وحرصا من جلالة المغفور له الحسن الثاني على تجنيب المنطقة حربا مدمرة اتخذ قراره الحكيم القاضي بتنظيم مسيرة خضراء والداعي إلى نبذ العنف واللجوء إلى الحوار لتسوية النزاعات
فمن أهم الأحداث التي عرفتها المملكة المغربية في القرن العشرين هي هذه المسيرة الخضراء المظفرة حيث اعطيت إشارة انطلاقها للتعبير عن مدى تعلق الشعب المغربي باستكمال وحدته الترابية، و بناء على حقائق تاريخية وبشرية أقرتها محكمة العدل الدولية بلا هاي حينما صرحت بوجود روابط البيعة بين سكان تلك الأقاليم وملوك المغرب وبناء على تشبث إخواننا بالجنوب بمغربيتهم بمن فيهم أغلبية المحتجزين في مخيمات العار. بلغ عدد المغاربة الذين شاركوا في المسيرة الخضراء 350.000 مواطن ومواطنة وهذا العدد اختاره الملك الراحل الحسن الثاني بعناية لانه يساوي عدد الولادات بالمغرب في تلك الفترة.وكان سلاح المتطوعين القرآن الكريم تأكيدا على انها مسيرة سلمية .حيث انطلقت بقدر كبير من الانتظام والدقة فاعطت للعالم درسا مهما في السياسة والسلم .واليوم تحتفل المملكة المغربية بالذكرى32 لانطلاق المسيرة الخضراء وتحرير الصحراء و تحقيق الوحدة الوطنية هاته الملحمة التاريخية التي دونها التاريخ بمداد من الفخر والاعتزاز لحنكة سياسة وعبقرية مبدعها ومن هنا استرجع واياكم احداثها بالصور الخالدة