متحف للعلوم الإسلامية يفتح أبوابه بإستانبول
محاولة ثانية لتصحيح الأخطاء الشائعة حول التاريخ العلمي للعرب والمسلمين، وجعله مركزًا للبحث العلمي الموضوعي وميدانًا للنشر والترجمة، فبعد أن نجح فؤاد سزكين أحد أهم المؤرخين للعلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي في إنشاء "معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية" بفرانكفورت عام 1982، تحاول تركيا خلال الأشهر القادمة إطلاق أول متحف للعلوم والتكنولوجيا في إستانبول.
ففي سياق التعاون بين وزارة الثقافة والسياحة وبلدية إستانبول الكبرى سيتم افتتاح المتحف الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا في إستانبول بحديقة جولخانا خلال أشهر.
سيضم المتحف محطات رصد فلكية، ومستشفيات، وغيرهما من الآليات التي استخدمها علماء المسلمين في أبحاثهم، إلى جانب نماذج من العلوم الإسلامية، والنظريات العلمية التي سيتم عرضها بوضوح، مع التركيز على أن العلوم التي طورها وأنشأها علماؤنا المسلمون ساهمت في خدمة الإنسانية لآلاف السنين، وأن الثقافة الإسلامية ساهمت بشكل ضخم في صياغة الوضع الحالي للعلوم، من خلال إنجازاتها التاريخية.
ويحاول المتحف التصدي لعدد من الادعاءات الغربية، والتي لا تضع في اعتبارها إنجازات الحضارة الإسلامية. فالدراسات الغربية تحيل الريادة العلمية إلى قدماء اليونان والرومان، حيث تنسب الفضل فيما وصلت إليه البشرية الآن إلى فترة ما بين القرن الخامس عشر والسادس عشر. ويعتبر عدد استثنائي من الدراسات أن الحضارة الإسلامية ما هي إلا "ناقل" للعلوم، كما لو كانت وعاء حمل العلم من العصور القديمة إلى الحديثة. ولذلك يهدف المتحف إلى الكشف عن إسهامات المسلمين في بناء الحضارة عبر العصور المختلفة.
140 عملا في المتحف
يدير المتحف وزارة الثقافة والسياحة، بالتعاون مع مجلس الأبحاث العلمية والتكنولوجية في تركيا، والأكاديمية العلمية التركية (TUBA)، وبلدية إستانبول الكبرى.
المرحلة الأولى للمتحف -بعد الافتتاح مباشرة- سيتم فيها عرض 140 عملا، ويرتفع الرقم في المراحل التالية ليصل إلى 800 عمل، إلى جانب المكتبة التاريخية العلمية التي ستضم إلى المتحف. هذا بالإضافة إلى قسم خاص يحوي عددًا من النماذج التفاعلية، والتي ستمكن الزائرين وخاصة الأطفال من التفاعل مع العلوم المختلفة.
يذكر أن محافظة إستانبول منحت مساحة خاصة بحديقة جولخانا لوزارة الثقافة لإنشاء المتحف عليها، وتقدر المساحة بـ 3550 مترا مكعبا في ثلاثة مبان، وتعهدت بفترة إدارة تقدر بـ 10 أعوام.
عن موقع
اختكم نسمة المروج