استهزاء العلماء أشد من استهزاء الغرباء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
إخوتي الكرام أخواتي الفاضلات إننا نغضب ونثور ونصول ونجول لأن غريبا عن الدين استهزأ بسيد المرسلين
محمد صلى الله عليه وسلم
وهذا الغريب لا يلام فهو جاهل بدين الإسلام.
نعقد الندوات والمؤتمرات لنشرح للغريب سيرة نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
فهل استهزاء الغريب أشد علينا من استهزاء القريب.
هل نلوم ما يفعله الغريب وننسى ونتجاهل ما يفعله القريب.
هل نلوم من هو من غير ملتنا وننسى بعض علماء أمتنا.
إن سمعنا من الغرباء عن هذا الدين استهزاء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أو بأحد من المسلمين
فهذا أمر عادي نعلمه منذ مئات السنين
وهذا الأمر هو سنة الله في أنبياءه فقد قال تعالى
( وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَِ ) الأنعام ( 10 )
وقال أيضا (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَِ ) الحجر (95)
فكم استهزأت قريش برسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما أن نجد عالما من علماء المسلمين يستهزئ بأحد من المسلمين فهذا والله هو الأمر المشين.
هل نسي هذا العالم قول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ) الحجرات (11)
أم هل نسي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
(ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضاعف لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر).
رواه البخاري
أم هل نسي أيضا قوله صلى الله عليه وسلم (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفع الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوى بها في جهنم).
رواه البخاري
هذا بالكلمة فقط فكيف بالعمل. ربما تستغربون من قولي هذا
لكن حين تسمعون الحكاية وتعلمون السبب يبطل العجب.
وإليكم الحكاية
دخلت مرة إلى أحد المساجد لأصلي به فريضة من الفرائض وبعد الانتهاء من الصلاة قمت مع بعض المصلين بصحبة الإمام ( العالم ) للخروج من المسجد وإذ بأحد المصلين قد أنهى صلاته وجلس مستقبلا القبلة رافعا يديه إلى السماء مغمضا عينيه يبتهل إلى الله تعالى فاقترب منه الإمام
( العالم ) ووقف بينه وبين القبلة وأخرج من جيبه ورقة نقدية ليس لها قيمة تذكر فوضعها في يمين الرجل الجالس يبتهل إلى الله وضحك ضحكة كبيرة تردد صداها في حرم المسجد وبعد انتهائه من الضحك أخذ الورقة النقدية من يمين الرجل وأعادها إلى جيبه وخرج من المسجد.
حدث كل هذا والرجل لا زال يبتهل إلى الله كأنه لم يشعر بما جرى حوله أو ربما شعر بذلك وتجاهل ما جرى فماذا يفعل وماذا يقول لوريث من ورثة الرسول صلى الله عليه وسلم.
لكن بعد ذلك آثر الفعل على القول فلم يره أحد بعد ذلك في المسجد ربما أصبح يصلي في غير هذا المسجد. ولا أظن ذلك فالمساجد عنه بعيدة وأظنه فضل الصلاة في بيته والابتهال إلى الله والدعاء ليتحاشى بذلك سخرية الساخرين.
ومرة أخرى
سأله احد المصلين يا شيخي أريد الذهاب للحج وأرجو منك أن تشرح لي ذلك؟
فأجابه هذا العالم الفاضل بكل برود الأمر سهل وأخذ يترنح للأمام والخلف ثم قال هكذا تحج وأخذ بالضحك فما كان من الرجل السائل إلا طأطأ رأسه خجلا وانصرف.
هذه هي الحكاية
بالله عليكم أيحق لنا لوم الغريب.
أيحق لنا عقد الندوات والمؤتمرات لشرح الإسلام للغرباء وننسى ونتجاهل ما نفعله نحن ويفعله بعض العلماء.
إن كان هذا هو حال عالم من علماء الأمة فهل نلوم الغريب عن هذه الأمة.
لنبدأ بأنفسنا أولا فهذا هو الأهم ولنترك الغريب فليس هو بالمهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم أبو الجود