الكون بين نموزجين
الكون بين نموذجين
جهد الرحمة - و حروب القسوة
نعم جاء الإسلام بجهاد كله رحمة وعدل وترجمه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم
واقعا معاشا وصار منهجا متبعا توارثه كل من سار على هديه واخذ بسنته الشريفة
ومن ثم حفلت صفحات التاريخ بالنماذج العديدة التى عرفت حقيقة الجهاد والتزمت
به فى وقت كان غيرهم لا يرى فى الحرب الا البطش والقسوة ومن هنا صار المشهد
الكونى امام نموذجين , نموذج الجهاد الرحيم واخر للجهاد بلا خلق او ضمير .
ولعل فى ذكر امثلة لكل نموذج ما يوضح لنا بعضا من معانى الجهاد التى نبحث
عنها ونبغى تسليط الضوء عليها
امثلة من مدرسة الجهاد الرحيم :
أولا مع صلاح الدين الايوبى وقد نصره الله على الصليبين ودان له بيت المقدس
وصار تحت سيطرته بكل من يعج بهم من الصليبين ... فماذا فعل ؟
ولا عجب من تلكم الرحمة ولا غرابة من منطق السلطان صلاح الدين
أو السلطان محمد الفاتح فكلاهما قد تشرب ضميره بصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم
التى قالها لأهل مكة بعد ما فتحها وصاروا فى قبضته وهم الذين آذوه وطردوه من بلده وحاربوه
وهاهم يسألونه : ما انت فاعل بنا ؟ فقال قولته الخالدة : ( اذهبوا فانتم الطلقاء ) .
نعم لقد تشرب هؤلاء من هدى النبى الكريم الذى كان ينهى عن قصد قتل النساء والأطفال والشيوخ
و الرهبان و الحراث و الزمنى و يأمر بالوفاء بالعهد والحفاظ على الذمة
وأهلها فكيف بعد ذلك لا يكون جهادهم جهاد رحمة
أمثلة من مدارس الحرب القاسية الغاشمة :
وإذا بدأنا باليهود لهالنا حجم القسوة والغلظة التى تملا قلوبهم تجاه غيرهم
فهم فى ظنهم شعب الله المختار وتعاليمهم تقول
لن نترك حيا اى شيئا يتنفس الآن اقتل كل الصغار ( سفر الأعداء ) .
وطالما الأمر كذلك فلا غرو أن تأتى إجابات الحاخامات على سائليهم على هذا النحو
الذى نجده فى إجابة الحاخام الاسرائيلى شمعون وايزر عندما سأله جندى اسرائيلى
هل من الجائز قتل العرب العزل من السلاح والنساء والأطفال ؟
وهل نعامل العرب مثل العماليق , اى نقتلهم حتى نستأصل ذكراهم فى الأرض استنادا
الى ما جاء فى سفر التثنية ( ولتمح ذكرى العماليق من تحت السماء ) .
الاعضاء الغاليين الكرام كلا منا يضع مثال
لحرب الجهاد ومثالا لحرب القسوة حتى نتذكر الاسلام ورحمته
|