حسان بن ثابت من أهل المدينة ينحدر من بيت شريف من بيوت الخزرج، وينتمي إلى بني النجار أخوال
رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما أبوه فهو ثابت بن المنذر الخزرجي من سادة قومه، ومن أشرفهم، وأما أمه فهي الفزيعة
بنت خنيس بن لوزان بن عبدون وهي أيضا خزرجية.
وحسان بن ثابت أحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام، ولد
بالمدينة، ونشأ في الجاهلية، وعاش على الشعر، فكان يمدح المناذرة والغساسنة، وبالغ في مدح آل جفنة من ملوك غسان
فأغدقوا عليه العطايا، وملأوا يديه بالنعم، ولم ينكروه بعد إسلامه فجاءته رسلهم بالهدايا من القسطنطينية، ولما هاجر
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أسلم حسان مع الأنصار، وانقطع إلى مدحه والذود عنه، وأصبح الشاعر المنافح
عن دين الإسلام، فاشتهر بذلك ذكره، وارتفع قدره، وعاش ما عاش موفور الكرامة مكفي الحاجة من بيت المال حتى توفي
سنة 54 للهجرة بالغا من العمر مائة وعشرين سنة، وقد كف بصره في آخر أيامه
وفي شعر حسان الكثير والكثير جدا مما يسجل هذه الأحداث والمواقف ومما يؤرخ لحياة الرسول مما أشاع الاستشهاد بشعره
وإليكم بعض أشعار
نصرناه لما حل وسط رحالنا
بأسيافنا من كل باغ وظالم
جعلنا بنينا دونه وبناتنا
وطبنا له نفسا بفيء المغانم
و من قصائده
أغـــرُّ عليــــه للنبــوة خـــاتمٌ***من الله مشهودٌ يلوحُ ويُشْهَدُ
وضمّ الإله اسم النبيّ إلى اسمه**إذا قال في الخمسِ المؤذنُ أشهدُ
وشقّ له من اســــــمه ليُجـله***فذو العرشِ محمودٌ وهذا محمدُ
نبيٌ أتانا بعدَ يـــأسٍ وفتــرةٍ***من الرسْل والأوثانُ في الأرض تُعبَد
فأمسى سراجاً مستنيراً وهادياً*يلوح كما لاح الصقيل المهنّـــدُ
وأنذَرنا ناراً وبشّرَ جنـــة****وعلمنا الإســــلام فاللـه نَحمَــدُ
أما مدائح حسان في الرسول صلى الله عليه وسلم فتكشف عن عمق إيمانه به وعن مدى حبه وإجلاله له عليه الصلاةوالسلام من ذلك قوله
وأحسن منك لم تر قط عيني
وأجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرأ من كل عيب
كأنك قد خلقت كما تشاء
فإذا انتقلنا من المدح إلى الرثاء وجدنا حسان يرثي الرسول بمجموعة من القصائد التي تنم عن شعور صادق بالحزن
فابكي رسول الله يا عين عبرة
ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد
وجودي عليه بالدموع وأعولي
لفقد الذي لا مثله الدهر يوجد
فما فقد الماضون مثل محمد
ولا مثله حتى القيامة يفقد
وهذه القصيدة قالها لما مات النبى صلى الله عليه و سلم
ما بالُ عينِـــــك لاتنــــام كــأنما
كُحِــــــــلت مـــآقيها بكُحــــلِ الأرمـــدِ
جزَعــاً على المهديّ أصبح ثاوياً
يا خيرَ منْ وطىء الحصـــــى لا تبعُـدِ
وجهي يَقيك التربَ لهفي لــيتني
غيِّبْتُ قبــــــلك في بقيــــــــع الغرقـــدِ
بأبي وأمي مَنْ شهدتُ وفاتـــهُ
في يــوم الاثنيـــن النبــي المهــــتدي
فظللتُ بعـد وفــــاته متبَلــداً
متلدّداً يــــا ليتنــــــي لم أُولــــــــــــدِ
أأقيم بعــدك بالمدينة بينهــم
يــــا ليتني صُبّحت ســـــــم الأســود
يا بِكْرَ آمنة المبارك بِكرُها
ولدَتــــــه محصَنـــــة بسعد الأسـعـد
نوراً أضاء على البرية كلها
مَنْ يُهْدَ للنـــــــور المبارك يهتـــــدي
يا ربّ فاجمعنــا معاً ونبيَنا
في جنــــةٍ تثني عيــــــــون الحُسّــــد
في جنة الفردوس فاكتبها لنا
يا ذا الجــــلال وذا العلا والســـــؤدد
رحم الله الصحابي الجليل حسان بن ثابت
مع خالص تحياتي
فارس
الصحابي الجليل حسان بن ثابت بن المنذر الأنصاري الخزرجي النجاري المدني أبو الوليد شاعر رسول الله -صل الله عليه وسلم-اشتهر بمدحه للغساسنة والمناذرة قبل الإسلام، وثم بعد الإسلام منافحا عنه وعن النبي -صل الله عليه وسلم-، لم يشترك بأي غزاة أو معركة لعلة أصابته فكان يخاف
اخي فارس على هذه السيرة الطيبة و التذكرة الكريمة
جعلها الله في ميزان حسناتك
كان حسّان بن ثابت شجاعاً لَسِناً ، فأصابته علّةٌ أحدثتْ به الجبن ، فكان بعد ذلك لا يقدر أن ينظر إلى قتال ولا يشهده ، لذلك لم يشهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مشهداً ، ولم يعبه على ذلك لعلّته
قال أبو عبيدة فُضِّلَ حسّان بن ثابت على الشعراء بثلاث: كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النبي -صلى الله عليه وسلم- في أيام النبوة، وشاعر اليمن كلّها في الإسلام)... وكان يُقال له أبو الحُسَام لمناضلته عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولتقطيعه أعراض المشركين.
نفحة ايمانية جليلة اخي عن رجال عايشوا سيد الخلق (محمد رسول الله ) وسيرة ذاتية عن حسان ابن ثابت
غاليتنا الكبيرة كوثر
الأخت الغالية نسمة المروج
مروركم أضاء صفحاتي
ومشاركاتكم أثرت الموضوع وزادته قيمة
ودعمكم وتشجيعكم وسام علي صدري
فلا إنحرمنا مروركم ولا إضافاتكم القيمة ولا دعمكم وتشجيعكم
وتقبلو خالص تحياتي
أخيكم
فارس