** تخريبه :
إستمرت سكة حديد الحجاز تعمل بين دمشق والمدينة المنورة مايقرب من تسع سنوات نقلت خلالها التجار والحجاج .
وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى ظهرت أهمية الخط وخطورته العسكرية على بريطانيا ، فعندما تراجعت القوات العثمانية أمام الحملات البريطانية كان الخط الحجازى عاملاً هاماً فى ثبات العثمانيين فى جنوبى فلسطين نحو عامين فى وجه القوات البريطانية المتفوقة .
بالطبع استفاد السكان من قضبان السكة في البناء,هذه هي القضبان الأصلية
وعندما نشبت الثورة العربية بقيادة ( الشريف حسين ) واستولت على معظم مدن الحجاز ، لم تستطع هذه القوات الثائرة السيطرة على المدينة المنورة بسبب إتصالها بخط السكة الحديدية ووصول الإمدادات إليها ، وإستطاعت حامية المدينة العثمانية أن تستمر فى المقاومة بعد إنتهاء الحرب العالمية بشهرين ، لذلك لجأ ( الشريف حسين ) تنفيذاً لمشورة ضابط الإستخبارات البريطانى ( لورانس ) إلى تخريب الخط ونسف جسوره وإنتزاع قضبانه فى عدة أجزاء منه ، وكانت الذريعة التى سوّلت ( للحسين ) القيام بهذا العمل اللآ أخلاقى التخريبى تتمثل فى إحتمال قيام ( أحمد جمال باشا ) قائد الجيش العثمانى الرابع بإستغلال سكة حديد الحجاز فى نقل قواته لضرب الثورة العربية فى عقر دارها .
_ نوفمبر 1914 م أعلنت تركيا ( الدولة العثمانية ) الدخول فى الحرب مع المانيا ضد الحلفاء .
_ 1916 م قام جمال باشا بقتل ونفى النشطاء العرب فى الشام .
_ 1916 م أرسلت تركيا 3500 جندى دعماً لمحطات قطار الحجاز إلى المدينة المنورة .
_ 5 يونيو 1916 م أعلن أمير مكة المكرمة الحسين بن على ثورته على الترك وسيطر بسهولة على جدة ومكة المكرمة والطائف لكن حاكم المدينة المنورة فخرى باشا دافع عنها بكل قوته حتى نهاية الحرب .
_ قام فيصل بن الحسين بمحاصرة المدينة المنورة دون جدوى فقرروا قطع التموينات عن طريق مهاجمة سكة حديد الحجاز .
_ حاول فيصل والقبائل المحيطة مهاجمة قلعة محيط والحفيرة بلا طائل .
_ فبراير 1917 م قام البمباشى الإنجليزى جيرالد مع سرية من جهينة والعقيلات بتفجير أول قطار بالدايناميت فى الطويرة .
_ مارس 1917 م قام الضابط نيوكومر والشريف على بتفكيك أجزاء من السكة الحديد .
_ قام الأتراك بعمل مذهل فى سرعة إصلاح كل تخريب حدث بالسكة الحديد مما أعاق خطط الشريف والحلفاء .
_ قام لورانس وأفراد من جهينة بعملية ضد محطة أبو نعام وتدمير قطار ، تم قتل وجرح 70 وأسر 30 تركى .
_ أبريل 1917 م نجا قطار كامل محمل بالنساء والأطفال الذين أخرجهم فخرى باشا من المدينة المنورة من محاولة تفجير بالدايناميت قام بها لورانس كما ذكر فى كتابه .
_ دمر لورانس مجموعة من الجسور بين مدرج وهدية لكن فرق الصيانة أصلحتها بسرعة .
_ مايو 1917 م قامت طائرات بريطانية بإسقاط قنابل على محطة العلا .
_ يوليو 1917 م عسكر نيوكومر مع سرية من المصريين والهنود فى قلعة زمرد العتيقة لمهاجمة وتخريب سكة القطار .
_ قامت سرية من بنى عطية بمهاجمة محطة الأخضر وأسر 20 جندى .
_ نوفمبر 1917 م قام الشريف عبد الله وقبيلة حرب بمهاجمة محطة البوير وتدمير قطارين .
_ ديسمبر 1917 م قام بن غصيب وجماعته بإسقاط قطار قادم من الشام فى جنوبى تبوك ، قتل 30 من ضمنهم شهاب الفقير وسليمان بن رفادة وتم نهب كمية كبيرة من الأسلحة كانت قد أرسلت كدعم من الأتراك لإبن رشيد .
_ أكتوبر 1918 م سقوط تبوك وترحيل الحامية العثمانية منها .
_ إستولى سلطان الفقير على محطة الحجر وفرحان الأيدا على محطة أبو نعام .
_ نوفمبر 1918 م دخل العرب والحلفاء دمشق .
_ يناير 1919 م تم تسليم المدينة المنورة وخروج فخرى باشا ونهاية السيطرة العثمانية على سكة حديد الحجاز .
_ بعد نهاية الحرب تمت بعض الإصلاحات لإرجاع الخط كما كان بل إن الأمير عبد الله بن الحسين سافر بالقطار من المدينة المنورة إلى معان فى نوفمبر 1920 م .
_ تقاسم الإنجليز والفرنسيين السيطرة على أجزاء السكة الشامية مما عقد عملية إدارته وبالطبع كلتا الدولتين لا تتوقان حماساً لتشغيل القطار للحجيج .
_ 1921 م قطارات قليلة فقط قامت بالرحلة للمدينة المنورة وإستغرقت 12 يوماً نتيجة عدم الصيانة وبدأت حالة الخط الحديدى بالتدهور السريع حتى لم تعد صالحة للإستعمال وتوقفت القطارات بالكلية .
_ 1924 م إستولى الملك عبد العزيز رحمه الله على الحجاز منهياً حكم الحسين .
** محاولات تشغيل :
كان الخط الحجازى يمر فى أراضى الدولة العثمانية ، وعقب إنتهاء الحرب العالمية الأولى أصبح الخط يمر فى أراضى أربع دول نتيجة لتغير الخريطة السياسية للشرق العربى الأسيوى وتفتيته إلى عدة دول وكيانات سياسية ، وهى سوريا والأردن والسعودية وفلسطين ، فسيطرت كل دولة على الجزء الذى يمر فى أراضيها وأيدة عصبة الأمم ذلك التقسيم على يد القانونى السويسرى ( أوجين بورل ) سنة ( 1344 هـ * 1925 م ) .
مختار بيه هو مهندس المسح الذي حدد مسار السكة رحمه الله وتعددت محاولات إعادة الحياة لهذا الخط الحجازى ومنها عقد مؤتمر فى الرياض سنة ( 1375 هـ * 1955 م ) جمع سوريا والأردن والسعودية ، ولم توضع قراراته موضع التنفيذ ، وتوقف العمل بالمشروع ، وبعد 11 عاماً من نسيان المشروع تشكلت لجان وعقدت إجتماعات وصدر مرسوم بتشكيل هيئة عليا للخط الحجازى من وزراء المواصلات فى البلدان الثلاث لكن لم تظهر أية بوادر واقعية لتشغيله .
Credit J.Nicholson, The Hejaz Railway
وفى عام ( 1399 هـ 1978 م ) تم الإتفاق بين البلدان الثلاث على إنشاء خط عريض جديد يربط بين هذه الأقطار ، ووضعت دراسات المشروع ، ووقع الإختيار على شركة ( دوش كنسول ) لتحضير دراسته وخرائطه ، وكانت نتيجة الدراسات إيجابية ، فتوالت إجتماعات اللجان وأعتمدت قرارات بأن تنفذ كل دولة من الدول الثلاث على نفقتها الجزء الذى يمر فى أراضيها .
لكن يبدو أن مشروع الخط الحجازى قد وضع فى قبر النسيان ، منتظراً بعثاً أو نشوراً نآمل أن يكون .
شكراً للجميع