مع نسمات الصباح الاولى انشق الظلام مخلفاً بقايا خطوط سوداء ياهتة تعتزم حزم امتعة السفر والترحال .
تسلق العازف الروابي الخضراء المخملية , وأخذ يعزف سنفونيتهِ ذات اللحن الجديد .
ساعات الليل الطويلة المنصرمة التي قضاها بالتفكير والتحضير لم تذهب أدراج الرياح , بدأت نغمات الأوتار تتماوج وتتمازج مع أنفاس الصباح وتراقُص أطباق ضوء النهار التي تسللت من الظلمة وخلعت دثار ثوبها المزركش استعداداً لارتداء ثوب الشمس الوهاج .
الأمل الباقي والشباب الدائم الناضر .. وعلى كتف الأماني غفا اللحن ونام .
استبقظ صانع اللحن من رقدته بعد أكتمال انتشار أشعة الشمس الوهاجة على كل البقاع .. صحا وأعتدل في جلسته المميزة ..
مسح أثار النوم الباقية عن عينيه الذابلتين الناعستين بأنامل ناعمة رقيقة اللمسات ورشيقة الحركات , ثم ما لبث أن عاد لاكمال لحنهِ . أه .. سأجعلك لحن الخلود تدخل كل بيت دون استئذان , وكل شارع وحي دون طبول زفة ودفوف ..
سأجعلك لحن انشودة عالية يرددها كل الصغار والكبار .. الرجال والنساء .. كل العالم أجمع .
حتماً سأنجح في ذلك .. فأنت أملي ورفيق مستقبلي وامتداد حياتي السابقة واللاحفة .. ستكون أنشودة فرح هضبة الأماني والأمال الكبيره والأحلام الميلة ومستقبلا مُزهراً فواحاً معططراً بالربيع الدائم .
عزفتُ عن الحياة زمناً , وأنتَ ستعيدها الي .. حتى البسمات التي سُرقت من أرصفة الطرقات ومن البيوت .. ستبحثو ثانية على شفاه حُرمت من البسمات .. سأرتشف رحيقها حتى الثمالة .
أخذ مكانه في الأعالي .. أحتضن ألته السمراء .. بدأت يده تنشر النغمات بصوت خافت خائف , وشيئاً فشيئاً علا الصوت واللحن وانتشر خارج جدران غرفته الصغيرة .. وصلت صرخات الجيران تطالب بالسكوت كالعهد القديم . اني له أن يلوذ لتاصمت بعد أن غَرست يداه أول وتر لها ؟ لقد اعتادت بذر النغمات وصقل الألحان دون تحدبد لمطلب أو هوية أو عمل جمهور وقبيلة .. رفضت بأصرار فاللحن دولي وعام .
حاصروه .. عملوا طوقاً حول تلك الجدران القديمة .. تسرب اللحن العذب لمسامع معذَبية .. سامرَ المدافع الجافة , ولَيَنَ القلوب الجامدة . صموا أذانهم فترات قصار .. أنتقل اللحن الجميل الى العالم أجمع حاملا مشاعل الحب والكرم الأنساني على اجنحة ألته الأثرية الوترية .
ألتفت اقوام تطالب فك الحصار عن اللحن المزروع وسط صحراء جرداء رغم انه لحن أخضر يانع لم تجف زهوره .. أخذ يعزف ويعزف ويكتب سنفونيات حب وحياة واحدة تلو الأخرى رغم أجهاض وتلف الكثير من ألحانه الشابه .
بقيَ ينثر نغماتهِ للجميع على كل قارعة طريق وبكل بستان مُزهر , وكل بيت انتشر لحنه الحزين .
هامت كثيراَ أرواحُ الطيور الشادية التي تغنت به الى السموات تطالب بالأنصاف والأقراج عن الألحان السجينة .. فمتى تذهب الحواجز لحال سبيلها وتغرد الطيور شادية الألحان الشجية دون قيد أو شرط ؟
قلم عازف لاجمل الالحان ناطق بارقى المعاني بين خضرة الروابي وانتعاشة الاغصان
فهذه هي ضياء الحالمة المتمنكنة من النقش على القلوب بسنفونيتها الرومنسة الممزوجة بالاحزان.
تسعى لفك حصار الكلمات لنتطلق في السماء بلا قيود ولا سلاسل ولا اشجان
فهذه هي ضياء المنطلقة الى ما وراءالاسوارتنقش باحرفها اروع القصص وارقى الكلمات في الاوراق وما تبقى تنقشه على الحيطان
وهذه الحمامة البيضاء التي ترفرف بجناحيها على الروابي لتظلل الاغصان .
فاطلقي انفاسك تستنشق رائحة عزف الانامل الرقيقة لكل الالحان
مزيدا عزيزتي ضياء من توهج قلمك وفي انتظار جديدك
اطروحاتك غاليتي بنت المروج ضياء دائما رائعة كانها
موسيقى تعزف اعذب السمفونيات اجبرت قلمي على التواصل
كي اجاري وهج هذه الكلمات فسطورك الرائعة تجبرنا على الوقوف
والتأمل فيها ساعات لعذوبتها وجمالها واناقتها فهي بحق من اروع الهمسات
وتبقى الحروف احجية لكنها باناملك تتحول لاجمل العبارات
دمت غاليتي راقية وسيدة للحرف و وهجا من الابداع
ونورا جميلا يضيئ الصفحات
لاعدمنا سحر عباراتك
ولك مني ارق الزهرات
ننتظر مزيدا من قلمك الراقي و المتالق
شكرا ابنتي ضياء على هذا العزف وهذه الكلمات العذبة والرقيقة التي وضعتها من اناملك المميزة واعطيتنا فرصة التخيل وسط هذه الطبيعة والخضرة والانتعاش بإكسير الحياة السعيدة بأمل وعزف جميل
فبعد قراءة كلماتك قررت أن اعتزل
ليس من الكتابه .............. لا
بل من العزف
نعم فأنا منذ أن كنت طالبا فى الثانويه والى الآن
أعمل فى مجال الموسيقى والحفلات
وكنت أظن أننى عازف أورج وأغنى بشكل جيد
ولكن بعد قراءة كلماتك
من اليوم سأبيع كل أدواتى الموسيقية
وسآتى بأقوى منتج من مشتقات البترول
لأشربة كى يخرص صوتى للأبد
بعد هذا الفيديو كليب الناجح المتكامل
عزفا وتصويرا وإخراجا
سامحك الله اختاه
فقد ضيعتى مستقبلى
تقبلى عظيم إحترامى وتقديرى لقلمك الراقى
ونسج حروفك المتراقصة برشاقة متناهيه
كالبريمادونا باليرينا فى أوبرا بحيرة البجع