لا تغضب ......
بسم الله الرحمن الرحيم
السلاام عليكم و رحمة الله و بركااته
الإخوة والأخوات
نقلت لكم هذا حتى نتعلم أن نترك عادة ذميمة تظهر بين الحين والاخر حتىنستطيع أن نتغلب عليها وهي بعنوان
لا تغضب
********
جعل الله الشيطان يجري في الإنسان مجرى الدم
ومنحنا العقل لنميز العمل الصالح عن سواه
ولنختار ما هو مليح ( الحلم وكظم الغيظ ورضى النفس )
ولنرفض ما هو قبيح ( الغضب لقبحه ) والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
[ لا تغضب ]
تعريف الغضب لغة واصطلاحاً
الغضب لغةً:
يعني الغيظ، والسخط أو عدم الرضى، والانفعال، وهو ضد الرضا
ونقول أن زيداً غضابي أو غضوب إذا كان سيء الخلق والمعاشرة. وهو انفعال يظهر بسرعة على الملامح الظاهرة الغضبان.
اصطلاحاً:
الغضب انفعال يؤدي وظيفة هامة للإنسان إذ حيث أنه يساعد على حفظ ذاته
فحيثما يغضب الإنسان تزداد طاقته على القيام بالمجهود العضلي الخفيف.
وقد ورد الغضب في القرآن الكريم في مواطن عدّة أذكر منها:
{ والذين يُحاجُّون في الله من بعد ما استُجيبَ له حُجّتُهم داحضة عند ربّهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد}[الشورى: 16].
{ ومن يُولِّهم يومئذٍ دُبُره إلا مُتحرِّفاً لقتال أو متحيّزاً إلى فئةٍ فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنّم وبئس المصير}[الأنفال: 116].
{ ويُذهِبْ غيظَ قُلوبهم ويتوب اللهُ على من يشاء والله عليم حكيم}[التوبة: 15].
{ ولو اتّبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن}[المؤمنون: 71].
{إنما يتّبعون أهواءَهم ومن أضلُّ ممن اتّبع هواهُ بغير هدىً من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين}[القصص: 50].
وحينما يتملك انفعال الغضب الإنسان تتعطل قدرته على التفكير السليم
وقد تصدر عنه بعض الأفعال أو الأقوال العدوانية التي قد يندم عليها فيما بعد حينما يهدأ غضبه.
قالوا عن الغضب
قال قتادة:
ليس يُسكن الغضب إلا ذكر غضب الرحمن عزَّ وجل..
وقال عمرو بن عُبيد:
ذكر غضب الرب يمنع من الغضب.. إلا أن يريد ذكر اللسان..
إذا غضب الرجل فليستلق على قفاه، وإذا عيي فليرفع رجليه.
وعن الغضب يقول الجاحظ:
إن الاعتزام على قليل من العقاب يدعو إلى كثيرة
ومبتدئ العقاب بعرض لَجَاج. وليس يُعاقب غلا غضبان…
الغضب يغلب العزم على قدر ما مُكّن، ويحير اللُّبَّ بقدر ما سُلِط. والغضب يصور لصاحبه مثل ما يصور السُكر لأهله..
وقال ابن قيم الجوزية:
"وإذا بلغ الغضب نهايته بحيث ينغلق عليه باب العلم، والإرادة فلا يعلم ما يقول، ولا يريده، فهذا لا يتوجه خلاف في عدم وقوع طلاقه.
وقال الزرقا:
"والمدهوش باتفاق الفقهاء ملحق بالمجنون ما دام مدهوشاً وإذا خفت الدهشة ولكنها تركت أثراً أورثه خللاً ظاهراً في توازن أقواله، وأفعاله، فهو ملحق في هذه الحالة بالمعتوه".
ويعرف الغزالي الغضب في كتابه إحياء علوم الدين بأنه:
غليان دم القلب، بطلب الانتقام. وسماه في موضع آخر "القوة السبعية"، وفي موضع ثالث: عرفه فقال: "إن الغضب شعلة نار، اقتبست من نار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة، وإنها لسمتكنّة في طي الفؤاد استكانة الجمر تحت الرماد ويستخرجها الكبر الدفين في قلب كل جبار عنيد"، كاستخراج الحجر النار من الحديد، وحذر أيضاً فقال: عندما تشتد نار الغضب فإنها تصم صاحبها عن كل موعظة ونصيحة..
ويتفق ابن مسكويه مع الغزالي في هذا الرأي فيقول :
إن الغضب: "حركة للنفس يحدث لها غليان دم القلب شهوة للانتقام".
وتعرفه الموسوعة الفقهية بأنه:
حالة من الاضطراب العصبي، وعدم التوازن الفكري، تحل بالإنسان إذا اعتدى عليه أحد بالكلام أو غيره. هذا التعريف يتطرق حالة الغضبان، مشير إلى أنه توتر عصبي، وهذا التوتر يُفقد الإنسان توازنه، والغضب يؤثر على القلب، ويضره، بل قد يؤدي ببعض المرضى للموت.
أما الدكتور محمد الزعبي فيعرفه بأنه:
عاطفة أساسية تمثل عدم قبول الكائن الحي لما يعرض له من حوادث، ومواقف.
ما هي حالات الغضب
هذا سؤال تقودنا الإجابة عليه إلى مبدأ [ لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه ]؛ فالفعل هو تصرف الطرف الآخر ورد الفعل هو تصرفك عندما يزعجك شخص آخر، لنر الفارق بين الحالتين:-
الحالة الأولى:
ماذا تفعل لو لطخ أحد المارة في الشارع قميصك؟
بالطبع سوف يعبس وجهك نكداً وغيظاً بصورة لا إرادية وهذا ما نسميه انفعال الغيظ!
وهو انفعال قد يطول وقد يقصر.
إذا فوجئت بمثل هذا التصرف غير الحميد؟ فهناك احتمالان:
فالاحتمال الأول:
أن نفتح للشيطان أبواباً عديدة لبدء الشتم والتلاعب بالألفاظ مما يوقد النار في عروقنا..
والنار تأكلنا مثلما تأكل الأخضر واليابس..
ثم يتدخل ويتفرج كل حاضر كي يبلغ الغايب ونقول يا ناس الحقونا..
وفي هذه الحالة نكون قد أشعلنا النار من مستصغر الشرر؛ فالطرف الأول لطخ القميص وهو متابع سيره، وربما لطخ بدون قصد فلم تتح له فرصة الاعتذار
بينما الطرف الثاني فتح للشيطان أبواب الوساوس! فتنكد ثم زادت الوسوسة مما طور النكد إلى غيظ ثم تابع الشيطان سيره جنباً إلى جنب وكال البنزين على جمر الغيظ فاشتعلت نار الغضب.. والساتر رب العالمين..
أما الاحتمال الثاني:
أن تسكت وتغض النظر وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
ثم تنظف قميصك وتتوكل على الله فتواصل مسيرك! هذا هو المختصر المفيد،
وهذا هو تصرف الناس ذوي العقول، وبهذا نكون قد قتلنا وساوس الشيطان الرجيم..
بهذا نكون قد نجحنا وأطفأنا نار الشيطان، أعوذ بالله منه!.
الحالة الثانية:
ماذا تفعل لو حياك شخص آخر؟ ..
المفارقة كبيرة في تصرفك وسلوكك في كلا الحالتين؛
ففي المرة الأولى تنفعل نكداً وتتقطب تجاعيد وجهك غيظاً وتفتح أبواب الشيطان فتكيل الشتيمة تلو الشتيمة وهذا ما نسميه انفعال الغيظ وهو انفعال قد يتطور إلى انفعال غضب
بينما في المرة الثانية تنفرج أسارير وجهك فتضحك وبسرعة لا إرادية ترد تحية بأفضل منها عملاً بقول الله تعالى:
{وإذا حُيِّيتم بتحية فحَيُّوا بأحسن منها أو رُدُّوها إن الله كان على كل شيء حسيباً}[النساء: 86]
وهذا ما نسميه انفعال السعادة..
والانفعالات هي ردود أفعال داخلية تظهر لا شعورياً بسبب احساسات معينة
ومن الصعب التحكم بها، وردود الفعل تتسبب في استجابات فيزيولوجية تحمي الإنسان من أجل البقاء.
ويقول الدكتور نجاتي في كتاب "القرآن وعلم النفس" :
يميل الإنسان إلى أن يستجيب لانفعال الغضب بتوجيه العدوان إلى العقبات التي تعوق إشباع دوافعه أو تحقيق أهدافه، سواء كانت هذه العقبات أشخاصاً، أو عوائق مادية، أو قيوداً اجتماعية.
غير أن كثيراً ما يحدث أن يُنقل الغضب أو يُحوّل إلى أشخاص آخرين لم يكونوا هم في الحقيقة العقبة التي حالت دون تحقيق أهداف الإنسان، أو لم يكونوا هم السبب الحقيقي في إثارة انفعال الغضب.
فقد يغضب الإنسان، مثلاً من أبيه أو أخيه {وألقى الألواح وأخَذَ برأس أخيه يَجُرُّه إليه}[الأعراف: 150].
فينقل غضبه إلى أخيه الأصغر فيضربه لأتفه الأسباب. وتعرف هذه العملية بالنقل.
وقد ورد في القرآن مثال لنقل الغضب فيما قام به موسى عليه السلام حينما غضب من قومه لعبادتهم العجل، ولكنه وجه غضبه لأول وهلة إلى أخيه هارون عليه السلام، فأمسك برأسه ولحيته يجره إليه غاضباً ولما هدأ غضبه { قال ربِّ اغْفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين} [الأعراف: 151].
وتذكروا دائما أن لا مناص لأحد من الغضب فهو غريزة جُبلنا عليها وعلى كل فرد منا أن يُسكن الغضب قدر الإمكان ويهدئ نفسه وإلا سنصبح نادمين
مهيجات الغضب هي :
الزهو
العجب
المزاح
الهزل
الهزء
التعيير
المماراة
المضادة
الغدر
شدة الحرص على حصول المال والجاه
الإحباط
الألم الجسدي
الإهانة
التهديد
وهي بأجمعها أخلاق رديئة مذمومة شرعاً
ولا خلاص من الغضب إلا بتنفيس الغيظ والتوقف عن الكيد وفقاً لكل حالة من الحالات المذكورة
فلابد من إزالتها بأضدادها.
مطفيات الغضب
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
إن كنت قائماً فاجلس.
إن كنت جالساً فاضطجع.
يستحب أن تتوضأ بالماء البارد فإن الغضب من النار والنار لا يطفئها إلا الماء.
الدعاء إلى الله بشفاء قلوبنا.
أن نعمل بما ورد في كتاب الله.
أن نعمل بأقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أن نتذكر خواتيم أعمالنا.
أن نسعى لرضا الله.
معالجة حب الانتقام
مظاهر الغضب
انتفاخ العروق والأوداج
وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[إن الغضب جمرة توقد في القلب ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه فإذا وجد أحدكم من ذلك شيئاً فليجلس وإن كان جالساً فلينم فإن لم يزل ذلك فليتوضأ بالماء البارد أو ليغتسل فإن النار لا يطفئها إلا الماء].
ع*** وتقطيب الوجه والجبين.
ظهور ملامح العدوانية تجاه الغير.
عدم سماع نصائح الآخرين.
التلفظ بكلمات رديئة.
أقسام الغضب
ومن العلائق بين البشر:
الدفاع عن النفس، العرض، المال وعلاقة العبد بربه وكثيراً ما يعزي البعض التعاسة في التعاملات على غيره
لذا أرى أن الغضب ينقسم إلى:
1/ غضب الله.
2 / غضب الإنسان على الإنسان: ويقسم الأطباء هذا الغضب إلى قسمين هما:
أ- الغضب الانفعالي:
ويحدث لدى الأشخاص الذين يتميزون بسرعة التأثر، والانفعال، لأتفه الأمور، ويتمثل بزيادة الحركة، والعنف الكلامي، أو الفعلي.
ب- الغضب الانفجاري:
والشخص الذي يمتلك مثل هذه الشخصية الانفجارية، لا يستطيع كبح جماح انفعاله المتفجر، وصاحب هذه الشخصية يفقد السيطرة على نفسه، ويكون عدوانياً على الأشخاص، والممتلكات.
دور العلم في تحديد أضرار الغضب
لنر ما يقول العلم حسب التسلسل:
وأن قوة الغضب منبعها القلب.
في حالة الغضب يندفع الدم من ظاهر جلده إلى جوف قلبه.
تصبح حالة خوف فيصفر لون الجلد.
ثم يحدث العكس فيتردد الدم ما بين الانقباض والانبساط فيحمر ويصفر جلدك..
ويتغير لونه طبقاً لمقدرتك على التشفي والانتقام بعده.
فالانتقام هو لذتها وممسكها.
بعض النصائح التي تفيد في إطفاء الغضب
نصائح عامة
يا بني إني موصيك بما يقوله هؤلاء:
يقول الغزالي:
[إن الغضب شعلة نار، اقتبست من نار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة، وإنها لمستكنة في طي الفؤاد ويستخرجها الكبر الدفين في قلب كل جبار عنيد].
فإذا صح هذا القول فلماذا لا نطفئ هذه النار؟ فالنار تأكلنا فرداً فرداً إن لم تجد ما تأكله!.
لذا أرى أن هناك طرائق عدة للتغلب على الغضب:
أن تكتم غيظك وتفتعل الابتسامة!.
أن تذكر الله ثم الرسول صلى الله علي وسلم
وتتذكر قوله: [ إني لأعلم كلمة لو قالها هذا الغضبان لأذهبت الذي به من الغضب: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم ].
أن تلجأ إلى الله:
[ اللهم مطفئ الكبير ومكبر الصغير أطفئها عني ] وتقول: [ اللهم رب النبي محمد اغفر لي ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأجرني من مضلات الفتن ].
أن لا تحدث خصمك وأنت غضبان بل تلتزم بالصمت،
ولا تتصرف بأي شيء وتذكر عمر بن عبد العزيز عندما أوصى عامله: [ لا تعاقب عند غضبك بل احبسه فإذا سكن غضبك عاقبه بقدر ذنبه ولا تجاوز به خمسة عشر سوطاً ].
الغضب بوابة كل شر فأغلق بوابته؛
وقد أكد ذلك جعفر بن محمد رضي الله عنه: "الغضب مفتاح كل شر".
إياك والحماقة،
فقد قال بعضهم: رأس الحمق الحدة وقائده الغضب، ومن رضي بالجهل استغنى عن الحلم، والحلم زين ومنفعة والجهل شين ومضرة، والسكوت عن جواب الأحمق سعادة.
أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم دوماً،
ولنتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كادته الشياطين.
"إن الشياطين تحدرت تلك الليلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية والشعاب وفيهم شيطان بيده شعلة من نار يريد أن يحرق بها وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهبط جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد قل، قال: "ما أقول" قال: قل: قل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر فتن الله الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن، قال: فطفئت نارهم وهزمهم تعالى".
م
ن
ق
و
ل
|