بالنظر إلى الكثير من الفتاوى الصادرة من (علماء) المسلمين في الاربعة عقود الماضية يمكننا أن نتوقف عند مجموعة محطات نستفسر منها عن مشكلات تقنية الإفتاء . وقد يكون تعبير "تقنية أو تكنيك الإفتاء" تعبيرًا غريبًا - كون الفتاوى تصدر إعتباطا - و يحتاج لتحرير دلالته قبل التصدي عبره للإفتاء في قضايا الأمة ، لكنه تعبير بسيط جدًّا يتعلق بكيفية الإفتاء ، فهل تستوي عملية الإفتاء في قضايا الوضوء و الحيض و النفاس بعملية الإفتاء في قضية تتعلق بحياة مسلم واحد أو موته؟ كلا ، فهناك فارق نوعي بين القضيتين وهل تستوي عملية الإفتاء في قضايا الوضوء و الحيض و النفاس بعملية الإفتاء في قضية تتعلق بحياة مسلمي بلد واحد أو موتهم وإبادتهم؟ كلا ، هناك فرق شاسع بين المجالين يستدعي دراسة قوية . فهل إذن تستوي عملية الإفتاء في قضايا الوضوء و الحيض و النفاس بعملية الإفتاء في قضية تتعلق بحياة ومستقبل أمة الإسلام و الإسلام نفسه كمنهج ودين؟
وهنا يجب ان نتوقف - متأملين - عند ثلاثة نماذج لهذه الفتاوى.
النموذج الاول هو فتوى (بن باز) ابان الاحتلال العراقي للكويت ، تلك الفتوى التي أجازت للدول الإسلآمية الاستعانة بالقوات الامريكية لتحرير الكويت.
النموذج الثاني هو فتوى (بن جبرين) والتي تحرم الدعاء لحزب الله ومناصرته - خلال حرب حزب الله الاخيرة مع إسرائيل
- النموذج الثالث هو فتوى (حسن الترابي) بجواز إمامة المرأة للرجال في الصلاة و تولى منصب رئاسة الدولة أو الجمهورية (منصب الخليفة)
ولست هنا بصدد تفنيد هذه الفتاوى او مناقشتها ، ولكن تم إيرادها كنماذج للفتاوى المتعلقة بحياة ومستقبل أمة الأسلآم و يمكننا القول و بمستقبل الإسلآم كدين
وهنا يلح علينا السؤال: من هو المخول بالفتوى؟
سيقولون لك العلماء.
فيأتي سؤال آخر: ومن هم العلماء؟ وما هي المعايير التي تحدد لك بأن هذا عالم وذاك جاهل؟
سيقولون لك الفقهاء ، فالعلماء هم : العارفون بشرع الله , المتفقهون في دينه , العاملون بعلمهم على هدى وبصيرة , الذين وهبهم الله الحكمة
فيطرح سؤال آخر نفسه وبقوة: ما هي مواصفات الفقيه؟ ومن هي الجهة التي تحدد بأن هذا فقيها وبأن ذاك «متفيقه» لا يفقه من الفقه شيئا؟
ويستمر هذا المسلسل لنخلص في النهاية الى (غير ) تعريف دقيق يمكن الإحتكام له ،،،، ونعود الان للنموذج الاول الذي أوردناه ففي الحرب الأولى على العراق أفتى العلماء "تنطبق عليهم الشروط أعلاه" بعضهم شرّع و أجاز !!!!!!!
وبعضهم حرم و أفتى بعدم الجواز
فمن منهم المصيب ؟؟؟ ،،، ومن المخطئ ؟؟؟ ، وفي فتاوى بهذا الحجم (مات بسببها آلاف البشر) ما هو الإجراء الواجب بحق المخطئ الذي ترتب على (خطأه) موت ومعاناة و عذاب وشقاء مئات الوف البشر ؟ ،،،، فيأتيك الجواب بمنتهى البرود والسماجة ، اذا افتى العالم فأصاب فله أجران (جميل جدا فهذا حقه) و إذا افتى العالم واخطأ فله أجر واحد ….. وهنا نعود للتساؤل الذي طرحناه اولا وهو هل تستوي عملية الإفتاء في قضايا الوضوء و الحيض و النفاس بعملية الإفتاء في قضية تتعلق بحياة مئات الوف (ان لم يكن ملايين) البشر وهل يجب ان يستمر هذا (الهراء) ففي اي دولة محكومة بالقانون يتم محاسبة (المخطئ) إذا ترتب على خطأه ضرر على فرد واحد من المجتمع - بغض النظر عما إذا كان هذا المخطئ وزيرا او موظفا حكوميا او فردا عاديا - ولنا أمثلة معاصرة على العديد من الحكومات التي إستقالت أو أقيلت بسبب أخطاء تضرر منها عشرات المواطنين ، ونحن في مثال الفتوى التي نتحدث عنها كان الضرر على مئات الالوف ان لم نقل الملايين من البشر.
في إستطلاع الرأي الذي قامت به قناة العربية قبل عامين تقريبا والذي جاء في نتيجته أن نحو 42% من المشاركين في ذلك الاستطلاع قد عبروا عن عدم اعتدادهم بالفتاوى التي تصدر عن إدارات الإفتاء والمجامع الفقهية !!!!
وهذه النسبة يجب التوقف عندها طويلا و النظر في مدلولاتها و خلفياتها ، فهي تمثل إنقلابا "نسبيا" على المسار الذي قامت "المؤسسة الدينية" عليه منذ نشأتها فيما بعد الخلافة الراشدة ، وإذا لم تأخذ "المؤسسة الدينية" مثل هذه النتائج على محمل الجد فستجد نفسها - قريبا - في مزبلة التاريخ بعد ما يزيد عن الثلاثة عشر قرنا عاشتها في شرنقة من القداسة - التي أوهمت الناس بها - و إدعتها لنفسها (زورا وبهتان)
الشكر لكما اخواني اخواتي على التواجد الفعلي والحضور المثمر
اختي جوهرة
اخي سعد
وما نحن هنا الا لنبحث عن الجديد والمتميز والذي يمكنه ان يضيف
الى رصيدنا معلومات جديدة . فالحمد لله على هذا التلاحم وهذا التواصل
فلا انحرمت طلتكم ولا مروركم
وهذه النسبة يجب التوقف عندها طويلا و النظر في مدلولاتها و خلفياتها ، فهي تمثل إنقلابا "نسبيا" على المسار الذي قامت "المؤسسة الدينية" عليه منذ نشأتها فيما بعد الخلافة الراشدة ، وإذا لم تأخذ "المؤسسة الدينية" مثل هذه النتائج على محمل الجد فستجد نفسها - قريبا - في مزبلة التاريخ بعد ما يزيد عن الثلاثة عشر قرنا عاشتها في شرنقة من القداسة - التي أوهمت الناس بها - و إدعتها لنفسها (زورا وبهتان)
لله الأمر من قبل وبعد ...
وزاد الطين بلة فتوي إرضاع الكبير التي تعد الفتوي الأغرب في التاريخ الإسلامي
نعم اخي بحر الاسرار ان التسلط من بني البشر اخد طبقة
رجال الدين التي اعطت لنفسها من الامتيازات ما يجعلها تمارس عملية التحليل والتحريم
والغفران والحرمان باسم الدين
فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم في هذه الظاهرة التي اتسعت رقعتها وافسدت نقاء
وطهر اصحاب الفتاوي الاصليين المتمكنين
شكرا اخي بحر الاسرار على هذا التواجد المعبر وهذا التواصل المشجع . فلا انحرمت رقيك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي الفاضلة
خذي الفتوى من عالم بعيد كل البعد عن السلطان
عالما مشهود له بالتقوى والورع
لا تاخذه بالله لومة لائم
وحتى هذا ان وجد ربما لا يستطيع ان يفتي ببعض الامور
لحساسيتها ويفضل السكوت على الكلام
فعلا اخي اصبحنا نأسف على هذا الوضع الذي
وصل اليه العالم الاسلامي من فتاوي المتطفلين
والذي داع صيتهم بين كل الجنبات مع دعمهم من
طرف وسائل الاعلام والمنتظرين ادعاءاتهم التي
يأخدونها محمل الجد
فلا حول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل
في هؤلاء الدعاة
شكرا اخي ابو الجود على تواصلك الذي ينير صفحاتي
ويزيدني تشجيعا وحماسا في المضي الى الامام . فلا انحرمت
طلتك ولا مرورك المشجع