مقتل بنزير بوتو برصاصة في العنق تبعه هجوم انتحاري استهدف تجمعا جماهيريا مؤيدا لها
مقتل بنزير بوتو برصاصة في العنق تبعه هجوم انتحاري استهدف تجمعا جماهيريا مؤيدا لها
أعلن متحدث باسم تنظيم القاعدة امس مسؤولية التنظيم عن اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو.
وجاء الإعلان على لسان مصطفى أبو اليزيد قائد تنظيم القاعدة في أفغانستان خلال اتصال هاتفي مع وكالة آكي الإيطالية للأنباء.
وذكرت الوكالة أنه يعتقد بأن القرار باغتيال بوتو اتخذه الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في تشرين الأول(أكتوبر) الماضي.
ولقيت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو مصرعها بعد أن تعرضت لإصابة نقلت على أثرها إلى المستشفى حينما شن انتحاري هجوما بقنبلة خلال تجمع جماهيري أقيم تأييدا لها.
هذا واعلنت الشرطة الباكستانية ان بوتو اصيبت برصاصة في العنق اطلقها عليها الانتحاري قبل ان يفجر نفسه مساء اليوم الخميس.
وعلى الفور دعا الرئيس الباكستاني برويز مشرف مساء اليوم الى السلام في البلاد بعيد ساعات على اغتيال بوتو كما اعلن التلفزيون الرسمي، فيما وعد رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف الباكستانيين بـ"خوض معركتهم" بعد اغتيال بوتو المسؤولة مثله عن المعارضة.
وكان شريف يخاطب بتأثر الحشد الذي تجمع امام المستشفى، حيث توفيت بوتو (54 عاما) متأثرة بجروح اصيبت بها جراء هجوم انتحاري اسفر عن مقتل 16 شخصا على هامش تجمع انتخابي في روالبندي ضاحية العاصمة.
وقال لمناصري بوتو واشخاص كثيرين كانوا يبكون "اعدكم بانني ساخوض معركتكم اعتبارا من الان".
واضاف شريف "اشارككم المكم وحزنكم مع الشعب برمته".
ودان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اليوم اغتيال رئيسة وزراء باكستان السابقة بنازير بوتو، مؤكدا "وقوف الاردن وتضامنه مع الشعب الباكستاني الشقيق لتجاوز اثار هذا المصاب الجلل حيث فقدت باكستان اليوم "شخصية سياسية وقيادية فاعلة"".
كما دانت كل من روسيا والولايات المتحدة الهجوم الانتحاري الذي اودى بحياة رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة.
واعرب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن "تأثره الشديد" لمقتل بوتو مدينا بشدة "العمل الآثم" الذي اودى بحياتها كما اعلنت وزارته اليوم.
ورجح محللون بالشأن الباكستاني وقوف تنظيمات دينية متطرفة أو تنظيم القاعدة خلف عملية الاغتيال.
وقال المحللون إن بوتو تمثل حالة تاريخية معادية للتطرف الديني بما تمثله من ليبرالية علمانية، مضيفين أنه من المرجح أن تخلف فاطمة بوتو، شقيقة بنزير بوتو الصغرى، شقيقتها على رأس حزب الشعب الباكستاني.
من جهته، كشف الصحافي اللبناني زكي شهاب، المقرب من رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة والذي كان أجرى عدة لقاءات معها بالسابق، عن أن بوتو كانت ذهبت قبيل عودتها لباكستان إلى عرافة حذرتها من العودة إلى البلاد لوجود خطر يهدد حياتها، لذلك أبقت شقيقتها فاطمة في بريطانيا ولم تعد معها إلى باكستان.
وأضاف أن عودة بوتو إلى البلاد تمت بتخطيط أميركي بالتنسيق مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف من أجل مواجهة التطرف الديني في باكستان.
وقد أدى الانفجار إلى 16 شخصا على الأقل وإصابة عدد من الأشخاص بجراح، فيما أفادت وسائل الإعلام بأن بوتو أصيبت في الهجوم ونقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ووقع الهجوم في مدينة روالبندي، إحدى ضواحي إسلام أباد، حينما فجر انتحاري نفسه قرب موكب بوتو عقب إلقائها خطابا أمام تجمع مناصريها.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية قد نقلت عن المتحدث باسم وزارة الداخلية جواد شيما "أن ما حدث هو هجوم انتحاري."
وقال شيما "لقد فجر انتحاري القنبلة التي كان يحملها فيما كان الناس يغادرون التجمع."
وأضاف "لا نعلم حتى الآن عدد الضحايا."
وكان تجمع انتخابي أقامه مؤيدو رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف في إسلام أباد قد شهد في وقت سابق إطلاق نار وسط الحشد أدى إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل.
ويأتي الهجومان قبل أسبوعين من موعد الانتخابات التشريعية والمحلية المقرر إجراؤها في باكستان.
وكانت بوتو اول امرأة في العصر الحديث تقود بلدا مسلما في الخامسة والثلاثين من عمرها.
وقد تولت مرتين رئاسة الوزراء في باكستان، من 1988 الى 1990 ومن 1993 الى 1996. لكنها في كل مرة كانت تقال من منصبها بتهمة "الفساد" و"سوء الادارة".
وسجن زوجها بتهمة الفساد ايضا بين 1996 و2004. وفضلت العام 1999 الهرب الى لندن ومنها الى دبي لتفادي المصير نفسه.
ومنذ عودتها من منفاها في منتصف تشرين الاول/اكتوبر، اصبحت احد ابرز الوجوه المعارضة للرئيس برويز مشرف استعدادا للانتخابات التشريعية والاقليمية المقررة في الثامن من كانون الثاني/يناير.
وكان مشرف تولى السلطة بانقلاب ابيض العام 1999.
وفي الرابعة والخمسين، تمكنت من العودة الى بلادها قبل شهرين من دون قلق بعدما عفا عنها مشرف في اطار مفاوضات بين الجانبين حول تقاسم مقبل للسلطة.
ولكنها ادارت ظهرها للرئيس الباكستاني قبل شهر، وذلك بعدما فرض حال الطوارىء متذرعا بالتهديد الارهابي الاسلامي. واتهمته بالسعي الى الاحتفاظ بالسلطة بكل الوسائل.
وولدت بوتو في 21 حزيران/يونيو 1953. وهي الابنة الكبرى لرئيس الوزراء الباكستاني السابق ذو الفقار علي بوتو الذي شنق في نيسان/ابريل 1979. وتلقت دروسها في جامعة هارفرد في الولايات المتحدة ونالت دبلوما في الفلسفة من جامعة اوكسفورد.
وكانت عادت الى باكستان العام 1977 حين اطاح الجنرال ضياء الحق بوالدها قبل ان يعدمه النظام العسكري للاخير.
وسجنت ووضعت قيد الاقامة الجبرية مرارا، واعادت تنظيم حزب الشعب الباكستاني الذي اسسه والدها.
ونفيت في كانون الثاني/يناير 1984 الى لندن، لكنها سجلت عودة تاريخية العام 1986.
وبعدما سجنت مجددا لايام اثر تظاهرة حظرها ضياء الحق، نجت من اعتداء في كانون الثاني/يناير 1987.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 1988، فاز حزب الشعب الباكستاني في الانتخابات التشريعية وتولت بوتو رئاسة الوزراء.
ولكنها اقيلت في اب/اغسطس 1990 بتهمة الفساد واستغلال السلطة، ومثلت امام محاكم خاصة بين ايلول/سبتمبر 1990 وايار/مايو 1991 بتهمتي سوء استخدام السلطة واختلاس اموال عامة وممارسات اخرى برئت منها العام 1994.
وبعدما هزمت في انتخابات تشرين الاول/اكتوبر 1990، انضمت بوتو الى المعارضة. لكنها عادت الى السلطة في تشرين الاول/اكتوبر 1993 مع فوز حزبها قبل ان تزاح مجددا في نهاية 1996 للاسباب نفسها. وظلت الملاحقات القضائية بحقها عالقة طوال فترة منفاها حتى عفا عنها مشرف في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وتزوجت بوتو العام 1987 من آصف علي زرداري وهي ام لثلاثة اولاد.
مشرّف يعلن الحداد
وأعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرّف الحداد ثلاثة أيام على روح رئيسة الوزراء السابقة.
وجاء الإعلان خلال كلمة وجهها مشرف عبر التلفزيون في أوّل ظهور علني له بعد الهجوم.
وقال إنّ القاتلين هم أنفسهم الذين تواجههم باكستان وأنّه لن يرتاح قبل أن يتمّ اعتقالهم وجلبهم إلى العدالة.
وعقد مشرف اجتماعا طارئا مع كبار المسؤولين الحكوميين، فيما صرّح المندوب الباكستاني لدى الأمم المتحدة محمود علي دراني إنّ مشرّف "ندّد بالهجمات" وذلك في اتصال هاتفي معه.
وأمرت الشرطة السكّان بالبقاء في منازلهم وذلك تحسّبا لمظاهرات تندد بالاغتيال.
وعمّت الفوضى مستشفى روالبندي عندما حلّ به رئيس الوزراء السابق، وغريم بينظير بوتو السابق، نواز شريف للترحّم على روحها.
وقال شريف "إنه أكثر الأيام حزنا في تاريخ باكستان. لقد حدث أمر لا يمكن التفكير فيه."
ولاحقا أعلن نواز شريف مقاطعة حزبه للانتخابات المقرر عقدها في الثامن من يناير/كانون الثاني.
وفي الأثناء، أحرق متظاهرون إطارات مطاطية وأغلقوا طرقات في كراتشي ومدن أخرى، وفقا لمصادر الشرطة.
وقالت تقارير إنّ الشرطة فتحت النار على متظاهرين غاضبين في مدينة خيربر في إقليم السند، مما خلّف مصرع شخصين.
مقتل بنزير بوتو برصاصة في العنق تبعه هجوم انتحاري استهدف تجمعا جماهيريا مؤيدا لها
العرض الشجري