جاءت كورونا وهي حقيقة وباء يتخبط فيه العالم جراء انتشاره وتعطل اكتشاف دوائه وحصده اليومي لارواح البشر..ولم يعد كرونا مجرد وباء على غرار الطاعون والسارس، بل صار اوراق مراهنة على مجموعة من الاحتمالات بين من يرى ان هذا الوباء هو صناعة ميكروبيولوجية مقصودة وبين من يرى انه بداية نهاية الراسمالية والهيمنة الاوروامريكية وبداية سلطة الامبراطورية الصينية وطريق الحرير بل منا من زعم انه جند من جنود الله وهناك ايات قرآنية دلت على ذلك.. وهناك من يعتقد ان الوباء هذا هو بداية حرب بلا رصاص وهي حرب الجيل السادس .
كل تلك الامور مجرد خزعبلات لا اساس لها من الصحة ولا ترقى الي مستوى التنظير او مستوى الاستشراف.. لان من اسماء الله عز وجل ( الحي القيوم ) فهو قيوم على كل الاكوان فعال لما يريد كيفما يريد ومتى يريد وليس في حاجة لان يستشير احدا من خلقه ومخلوقاته.. اما الرد على من قالوا بان كورونا جاء لنصرة المسلمين وهلاك امريكا والصين .. فليبرروا وفاة مجموعة من الصحابة بوباء الطاعون و نحن امة تنبذ التشفي .. وكيف بررون استعمالهم لادوية صيدلانية قادمة من بلاد الغرب.. فهل من يغضب الله عليهم يجوز استعمال ادويتهم والاخذ من علومهم وتلقي العلوم من بلادهم ونحن ( امة اقرا )
نحن امة لم نعد نكتب ولا نقرا بقدر ما نحن نتكلم وننتقد ونحاول ان نجعل من القرآن شاهدا لنا وننسى انه شاهد علينا في جهلنا وفي تسلطنا وفي سوء فهمنا للنص القرآني الذي لا ولم ولن ياتيه الباطل لانه كتاب الله جل وعلى في ثناه.. حتى عن الخوف من كورونا فهو خوف سلبي لان الله امرنا بالتداوي والاخذ بالاسباب والتوكل عليه خاصة وان احتمال وفاة الواحد منا في اي لحظة فهي متوقعة 100 في 100 حتى بغير وجود اي وباء .