لا تزال رحلة الشيخ “سي أعمر لونيس” الملقب بـ”سي الحاج” باتجاه البقاع المقدسة مشيا على الأقدام انطلاقا من خراطة شرق بجاية، تتناقلها الأجيال على مرّ السنوات والقرون بأساطيرها في مغامرة دامت سبع سنوات أواخر القرن التاسع عشر. وعاش الشيخ “سي أعمر لونيس” وترعرع في قرية برادمة بخراطة شرق بجاية، خلال فترة معينة من القرن التاسع عشر، حيث حفظ “سي أعمر” القرآن الكريم منذ صغره كما تفقه في علوم الدين والدنيا، وفي كبره، أواخر القرن التاسع عشر، قرّر الشيخ زيارة البقاع المقدسة بمفرده مشيا على الأقدام.
وفي اليوم المعلوم- تشير صفحة “خراطة الذاكرة” المتابعة لتاريخ المنطقة- انطلق الشيخ باتجاه البقاع المقدسة حاملا معه برنوسه وحقيبة زاده وعصا، ومرّت الشهور والسنوات ولم ترد عن الشيخ أي أخبار، وروى أن أهله قد فقدوا الأمل في عودته يوما وتيقنوا أنه في عداد الموتى، لكن وبعد مرور سبع سنوات كاملة شاء القدر أن يعود الشيخ إلى أهله وقريته سالما معافى.
وكان الشيخ يروي رحلته المثيرة والمليئة بالأحداث لأصدقائه وأهله وأهل قريته، ومما تم نقله- يشير المصدر دائما- أن الشيخ قبل وصوله إلى البقاع المقدسة، زار عدة دول وتعرف على عادات وتقاليد وثقافات شعوبها، كما عبر خلال رحلته بالصدفة على قبائل بدائية لها عادات غريبة، كقبيلة إفريقية قال إنهم من آكلي لحوم البشر وقال إنهم أكرموه وأحسنوا ضيافته ولكن كانت نيتهم قتله في الصباح وأكل لحمه كونه رجلا أبيض جاء من بلاد الثلوج وأن لحمه مفيد وفيه علاج لعدة أمراض، حينها أنقذت حياته امرأة منهم كرد لمعروف بعدما قام الشيخ بعلاج ابنها المريض، كما زار الشيخ قبيلة أخرى لدى سكانها مواسم خاصة يمارسون فيها الجري والركض الجماعي، رجال ونساء، والرقص طوال النهار وكانوا لا يتركون في القرية سوى الأطفال الصغار والشيوخ، كما وجد قوم في بلاد أخرى طعامهم الأساسي والوحيد هو الفول، ويروى عنه أيضا أنه صادف في طريقه حيوانات وأفاع لم ير مثلها في قريته أو في الأماكن الأخرى التي زارها في الجزائر.
والمرجح أن الشيخ قد تاه أثناء رحلته وأضاع طريقه فدخل بعض البلدان الإفريقية بالخطأ وفيه من قال إنه خلال رحلة السبع سنوات، قد ذهب الشيخ أيضا للدراسة في العراق أو مصر أو في السعودية، ومنذ عودة الشيخ من رحلة الحج الطويلة أصبحت عائلة “لونيس” يلقبها سكان دوار جرمونة إلى يومنا هذا بـ”آيث سي الحاج” والذين لا تزال ذاكرتهم الجماعية تروي حكايات وروايات ثابتة وأساطير عن رحلة الشيخ إلى البقاع المقدسة. ويتواجد إلى يومنا هذا مقام بقرية برادمة يظهر فيها مقام الولي الصالح “سيدي محند أوموسى”، وهو مقام مقسم إلى غرفتين أولهما فيها ضريح الولي الصالح وفي الأخرى يتواجد قبر ثان بمكان سري داخل أركان وزوايا الغرفة قيل أنه يعود للشيخ “سي أعمر لونيس”.
قصة جميلة وممتعة ومشوقة نتعلم منها عدة دروس ،ذكرتني برحلة ابن بطوطة ومغمراته العجيبة
ونعود الى هذه القصة الواقعية التي كان بطلها رجل دين وعلم وأصر على رحلة حج مشيا على الاقادام الا انه مر بعدة دول ومدن كما انه تاه ايضا لتكون رحلته اكبر رحلة حج دامت على الاطلاق .
كنا نسمع انه وفي العهد القديم قبل ن تظهر وسائل التنقل كالطائرات والباخرات كان الناس يذهبون الى الحج ركوبا على البهائم ولهذا كانت تطول المدة لكن ليس الى هذه الدرجة كما في قصة هذا الشيخ .
شكرا اخي يوسف تميم على هذا العرض والاختيار المميز الذي نترقبه منك دوما بكل شوق
موضوع قيم وقصة ممتعة جدا فيها الكثير من الوقفات تعلم الصبر والثبات لانها اكبر مسافة قطعت من اجل رحلة حج
مهم جدا ان نتعرف على مثل هذه القصص والحكايات من مختلف بلداننا العربية ومدنها
قصة جميلة لاطول رحلة حج مرت بعدة اماكن منها الحسنة كالتعليم وسيئة كالاختطاف ومحاولة الموت التي تعرض لها هذا الشيخ والحمد لله انه عاد سالما لاهله بعد هذه المدة الطويلة