قال تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون}... (النحل :90).
فالعدل هو الذى يكفل لكل فرد ولكل جماعة ولكل قوم كقاعدة ثابتة للتعامل، لا تميل مع الهوى، ولا تتأثر بالود والبغض ولا تتبدل مجاراة للصهر والنسب، والغنى والفقير، والقوة والضعف، إنما تمضى فى طريقها تكيل بمكيال واحد للجميع، وتزن بميزان واحد للجميع وبجوار العدل الإحسان
عن أم سلمة أنها أتت بطعام فى صحفة أى إناء واسع لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة متزرة بكساء ومعها فهّر أى حجر ففلقت به الصحفة، فجمع النبى صلى الله عليه وسلم بين فلقتى الصفحة ويقول: (كلوا غارت أمكم) مرتين ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صفحة عائشة فبعث بها إلى أم سلمة وأعطى صفحة أم سلمة عائشة. (رواه النسائى).
وأما عن عدله صلى الله عليه وسلم مع المشركين:
ومن مواقف عدله صلى الله عليه وسلم إنه يقدم نفسه للقصاص فبينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدل صفوف جيشه، مر بسواد بن غزية، وهو خارج عن الصف فطعن فى بطنه بعود كان فى يده قائلاً: (استوا يا سواد)، وهنا قال سواد: أوجعتنى يا رسول الله، ولقد بعثك الله بالحق والعدل.
ثم طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعطى القصاص من نفسه قائلاً: أقدنى، فلم يتردد صلى الله عليه وسلم وكشف عن بطنه صلى الله عليه وسلم ليقتص منه سواد قائلاً له (استقد) ولكن سواد بدلاً من أن يطعن بطن الرسول قصاصاً، أخذ يقبلها فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما حملك على هذا يا سواد؟) قال: يا رسول الله حضر ما ترى - يعنى القتال - فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدى جلدك، فدعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بخير.
وهكذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعدل مع عامة الناس وخاصتهم حتى الوالد مع ولده فقد أوصى بتقوى الله والعدل بين الأولاد فى العطاء وأمر الزوج بالعدل بين الزوجات، فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر الناس رحمة وعدل بل خير خلق الله أجمعين
عزيزتي جوهرة على هذا الطرح القيم وهذه النفحة الايمانية الطاهرة التي تبين عدل سيد
الخلق النبي الامي صلوات الله عليه وسلامه . فليتنا نستطيع ان نقتدي بهذا العظيم الذي مجده الخالق وطهره لحسن نيته وطيبة قلبه ونقاء روحه
جعل الله ما قدمت في ميزان حسناتك ومزيدا من عطاءاتك
عن عبد الله رضي الله عنه قال : (لما كان يوم حنين آثر النبي صلى الله عليه وسلم أناسا في القسمة فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل وأعطى عيينة مثل ذلك وأعطى أناسا من أشراف العرب فآثرهم يومئذ في القسمة قال رجل والله إن هذه القسمة ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله فقلت والله لأخبرن النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته فأخبرته فقال فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر). رواه البخاري
وعن جابر بن عبد الله : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبض الناس في ثوب بلال يوم حنين يعطيهم ، فقال إنسان من الناس : اعدل يا محمد ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( ويلك إذا لم أعدل فمن يعدل ، لقد خبت وخسرت إن لم أعدل ) قال : فقال : عمر رضوان الله عليه : دعني يا رسول الله أضرب عنقه ، فقال صلى الله عليه وسلم ( معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي ، إن هذا وأصحابا له يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ) رواه ابن حبان
اختى الفاضلة
اين نحن من عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم
واين نحن من اخلاقه صلى الله عليه وسلم