أخي العزيز قلم مغمور
كنت قد أعطيت نفسي راحة لعدة أيام ولكن جذبني عنوان طرحك فقررت الدخول للموضوع..
للوهلة الأولي ألجمتني كلماتك ..وهدد الصمت حروفي ...لم أجد في جعبتي كلمة واحدة تدفعني للأمام ...
أعدت قراءتها مرة بعين المعجب من تلقائيتك في التعبير ..قرأتهامرة بعين المندهش ....وقرأتها مرة بعين المتأمل في عمق الأفكار .
وقراتها مرات بعين الأمل في جيل جديد ينهض بالأمة ....اتيت لها من اكثر من جانب ..ولازلت اقرأها ..
اقتباس:
حينما يسيطر العقل لا تسمع إلا صوت وعلى الجانب الأخر حينما يسيطر القلب لا تشعر إلا بنبض ومهما حاولنا المزج لينتج لنا توازن دوما يفشل المحاول ...
|
اقتباس:
وفى ظل هذا الزمن وعصر الهموم التي عادت تجتاح الإنسان بل وأصبح يتنفسها ،أصبح الإفلاس ليس مقصور على العقل بل على القلب ولنعمم بل هو إفلاس بالجملة...
|
أخي العزيز
ليس إفلاسا بقدر ما هو عجز عن التصريح فالظروف التي نعمل أو نعيش فيها تتجاوز قدراتنا ، فنحن نلتزم جانب الحذر في تعبيراتنا، ونقول شيئا ونخفي أشياء، ونفكر دائما في الأصداء المحتملة لما نكتبه،ونعبر عن أنفسنا بطرق ملتوية وكلما ازداد هذا العقل اقترابا من مناقشة الجذور العميقة التي يعيش عليها المجتمع، اشتدت القيود التي تمنعه من الحركة، ومن المستحيل أن نصل إلي مرحلة التحضر -بمعناها الحقيقي لا بمعناها الدارج المرفوض- إلا إذا استطعنا أن نناقش الجذور ".
اقتباس:
قيل ... إذا لم تجد المحامى البارع الذي يعرف القانون فابحث عن المحامى الذي يعرف القاضي...
فأين المحكمة....!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟
|
الحق أنني مندهش من بلاغة تعبيرك ...
وهنا أقول
بين حرية التفكير وصحوة الضمير يحدث الفارق الجوهري لنموذج الالتزام في إطار المجتمع المسلم، مصدَرُه نقاوة وصفاء الذات البشرية في أقصى حدود استسلامها لـ"سلطة الضمير" وهي المحكمة الحاكمة ...
اقتباس:
اندهش..فالصراحة بفلوس....عندما يصبح الكذب هو العملة التي تيسر لك كل أمورك بل وتربحك الكثير ..وتمنحك شهادة كاذب مع وسام النفاق...أذا فلنقسم العالم إلى كاذب مع مرتبه النفاق ...وصريح خلف قضبان هذا الظلام....
|
أعتقد أخي العزيز أن إشكالية العلاقة بين الفكر والواقع من أهم وأعقد القضايا المطروحة على النخب العربية ـ الإسلامية في سبيل تجاوز الأزمة الحضارية الراهنة وهي ناتجة أساسا عن انعدام الصلة بين الخطاب بما هو على الدوام ذا مضمون إسلامي وبين الممارسة و هي ما يخالف ذلك أو حتى يناقضه، ومن هنا فإن المدخل الممكن في نظرنا لردم الهوة الحادثة بين شقي الوجود الإنساني الذي يفصم الذات المسلمة ويجعلها تتشظى دونما بوصلة هو "الالتزام" كمبدأ شمولي حتى يستحيل خطابه تعبيرا صادقا عن واقعه، وواقعه تنفيذا لخطابه، ...
لن أطيل أكثر من ذلك ....
فقط أقول لك لست قلما مغمورا بل أنت أحد الأقلام الرائعة التي يسعدنا كثيرا التواصل معها ...قلما ناصع البياض ..زاهي الإبداع ...
ولي عودة ما دام في العمر بقية
دمت متألقا أنيقا
وعلي دروب الخير نلتقي أحبة