تنهيدة ناهد و صهد المنارة
تنهيدة ناهد و صهد المنارة
هي كاتبة عربية ترتدي الحجاب مرغمة و تسكب دموع الفتاة العربية في رواياتها و كتاباتها في المدونات والمنتديات . منذ بضع سنوات وبعد حديث قصير أمام الكاميرة على المسنجر، رأيتها تقف لأمر ما و تنظر إلى جوارها مباشرة في نادي الإنترنت إلى فتاة أنيقة باحتشام و شعرها الأسود الكثيف ينسدل بكبرياء على ظهرها في استرسال جميل. انفجرت من شفاهها تنيهدة قاهرة الاشتعال ، ليست زفرة حارة مما نطلقه ليل نهار تأففا من الأوضاع ، بل تنهيدة أرعشت جسدها منفجرة بقوة ومتذبذبة، كتلك التنهيدة التي تطلقها ثكلي بعد طول بكاء على فقيدها. شعرت باللهب المصاحب لتلك التنهيدة وحرق جوفي كما أشعل صدرها تماما، لعلمي برغبتها المكتومة في نزع الحجاب.
.........
لم أتمالك نفسي وبدون قصد انطلقت أصابعي تنقر الأزرار قائلا لها هوني عليك ، لا يوجد في الحياة ما يجبرنا على فعل ما لا نرغب مرغمين نحترق في داخلنا ، إذا بلغ اللهبُ الجوف هذه الشدة ، فإن الثورة على أسبابه أقل صهدا من قبوله.
........
تحججت بالأب والإخوة والمجتمع والناس الطيبين والمغرضين معا.
تحدثت عن قلة حيلتها وضعف امكاناتها و احكام قيدها.
تحدثت عن أملها السابق في الفرار إلى مجتمع بلا قيود غير الالتزام بقناعتها بالواجب و الخلق الحسن .
تحدثت عن الوعود الكاذبة للرجال من بني يعرب و يغرب أيضا، والمسفهة لعواطفها الصادقة و طهارة مقصدها
تحدثت عن المفارقات المضحكة في مجتمعاتنا كتجزئة الفضيلة التي تـُلزم بها المرأة دون الرجل.
.......
ذكرت محاولتها الفاشلة في أن تلائم ما بين الحلم والواقع والتكيـُف حيث لم تستطع أن تــُـكيــِف، بالزواج من رجل ظنت أنه أهون الشرور إذ كان من اختيارها ورضا الأسرة. لكنها اكتشفت بعد انجابها أول طفل ، أن قلة تجربتها لإحكام قيدها قادتها لاختيار سيء، وأن الذقن و حف الشارب ليست غاية الدين و لا ضمانا لحسن المعاشرة، مما أدى بها إلى نفض يدها عن مبدأ الزواج والأسرة .
..........
قررت أن تنفر الأنانية المقززة فترهبت واهبة نفسها لأمثالها من الفتيات بدفن نفسها في تجميع الحروف والمفردات لتشكل منها أنهارا تحكي مأساة المرأة في مجتمعاتنا حيث تجد كتاباتها قبولا حسنا ، و هي تأمل أن تجني من عباراتها وعبراتها بعض الحماية المادية و المعنوية التي تعتمد عليها في طريقها للحرية الملتزمة والاستقلال التام، لتواصل النضال داخل بيئتها ذاتها ، مهما أمطرها المعرقلون و المتخلفون بالمعوقات، و مهما وجدت من مغريات في غيرها من البيئات.
........
حرارة دموعها بين سطورها حمـَّلها معاناة تعرقلها، فهم يمطرونها بالدعاء عليها بكل الشرور وتارة يكفرونها و تارة يتهمونها بالإباحية و تارة يبحثون عن اسمها الحقيقي وعنوانها ليستبيحوا دمها ، لكنهم لا يعرفون غير اسمها المستعار الذي تحتمي به من شرور البيئة الملوثة مستظلة بحجاب.
........
افتخر بها، أتابعها قارئا ومشجعا وأبادلها النصح وتبادلني النقد ، فهي تمثل لي نموذجا للأخت العربية المثابرة والمصرة على الانطلاق من قمقم التخلف والكهنوت، آخذة معها أكبر عدد يتيسر من أخواتها. ولأن أمثالها هم وحدهم من يمدوننا بالأمل و يـَنـِرن المصباح الذي يشع في نهاية النفق.
........
لماذا أروي لكم هذه الرواية الواقعية ؟
لأقول لكم ولأبشر البعض بأن هذا الصهد الذي نستشعره دليل على أن في نهاية النفق منارة...تضيئه
.......
ليس بعيدا عن الموضوع :
بعض السذج يتصورون أن السماء لا تستجيب لدعوا تهم، والواقع أن السماء استجابت وقالت... لا.
وقيل : ن تكون حكيما واسع الاطلاع بحيث تلازم بيتك عندما ينهمر المطر، لهو خطأ فادح، فقد توفر لك حكمتك الدفء والسكينة لكنها تحرمك من فرصة التمتع بعالم من الجمال.
.......
أحي الجميع
ناصر العربي
|