في زمن الفضائيات اللاتي تتجاوز المئات، و زمن تأثير الثقافات المهيمنة، لماذا لا نتمسك بلغتنا ونتشرف بها ؟؟ بل على العكس تماما ، ننجـر في سخف بالغ خلف التمظهر المهين بالتبجح بكلمات أجنبية لا ضرورة لاستعمالها إطلاقا .!!!
على المستوي الفردي وفي الحديث بين الأشخاص وجدت الكثير ممن يستعملون كلمات مثل no أو yes ، أو ok وما شابه. أقبل هذا فهو لا يهينني إذ يعبر على أن هذه الكلمات البسيطة هي اختصارات شائعة، لا يقصد بها غير قولها بمرح، وهو أمر يحدث في كل العالم.
أن يتحدث البعض مستعملا في حواره كلمات أو مصطلحات أجنبية لأحد هذه الأسباب:
1- لأنها الأكثر تعبيرا عن المعنى الذي يود توضيحه.
2- أنها مصطلحات علمية شائعة أكثر مما يقابلها في العربية، مما استنبطته مجمعات اللغة العربية في القاهرة أو دمشق، 3 ولم يغادر أدراج مكاتبها.
3 - لتعـُود المتحدث على استعمال تلك الكلمات الأجنبية في عمله اليومي، فتنزلق منه مرغما أثناء أحاديثه خارج العمل.
كل ذلك لا بأس به ، غير أن ما يغيضني ، ويصيبني برغبة جامحة للغثيان، هو أن أفتح جهاز التلفاز فأصدم بالآتي:
1- أكبر محطة رسمية لأكبر بلد عربي يحتضن قلب العروبة النابض يضع لوحة الخلفية لمذيعي نشرات الأخبار رقم مضخم الحجم يدل على الساعة ثم يتربع فوقه تماما في استرخاء مغيض اختصارات AM أو PM وكأن لغتنا تفتقر لكلمتي صباحا أو مساء ؟؟( ص أو م ) أو كأن كل متابعي الأخبار يعرفون المقصود بهذه الاختصارات !! أود أن أعرف لماذا بربكم يفعلون ذلك بمشاعرنا ؟؟ ألا يفكرونَ في انطباع الأجنبي عن اللغة و أهلها عندما يرى ذلك السخف ؟؟
2 - أن أشاهد في البرامج الحوارية عامة ، والتي تحاور الفنانين المصريين خاصة ، كثرة استعمالهم لكلمات إنجليزية بدون داع على الاطلاق، فهم لا يستعملون مصطلحات فنية أو لغوية للضرورة ، بل يستعملون كلمات بسيطة ، وغالبا ما ينطقونها بشكل مضحك مما يدل على عدم تأثرهم بقراءاتهم بهذه اللغة مثلا ، بل يدل على تبجحهم و عدم ثقتهم في ثقافتهم محاولين تزوير مظهرها بما يدل على ضحالتها وهم لا يعلمون ، ويسعدني أن بعض المذيعين يترجمون أحيانا تلك الكلمات بسرعة لتنبيه الضيف ، بقدر ما يغيضني ويرفع ضغطي تجاهل هذا الأمر من أغلبيتهم.
3 - أن أرى شرائط المعلومات ( التترات ) التي توضح أسماء الفنيين الذين قاموا بتنفيذ عمل ما ، أغنية أو برنامج أو غيره تكتب كاملة بالانجليزية !!!
4- رأيت البارحة برنامجا يدعى أخبارَ الفن أو ما شابه و كانت كلمة News تخرج لي لسانها طوال فترة البرنامج ؟؟!!
..........
من مجرد التبجح ببعض الكلمات إلى نشرات الأخبار إلى كتابة كافة العناوين بلغة أجنبية !!!! فماذا ننتظر صامتين ؟؟
...
لقد سبق لي كتابة موضوع في هذا الشأن بعنوان ( بصاق في غرفة النوم ) مشيرا إلى أن الذي يغيضنا بإهانة لغته و لغتنا كأنه يبصق على وجوهنا ناثرا قرفه المقزز من شاشات أجهزة التلفاز في غرف نومنا. و ما دفعني لإعادة الكتابة هو أني أراقب هذه الظاهرة باهتمام كبير ولاحظت أنها تزداد استفحالا، و لم يجدي إرسالي لمقالي السابق لبعض الكتاب والصحفيين الذين وجدت لهم عنوانا، لم يجدي رد فعل أو تجاوب... فماذا أفعل ؟؟؟...مستعد أن أفعل أي شيء إلا السكوت أو التغاضي.
....
{{ إني أهيب بكل من يقراء هذا الموضوع ويستطيع إعادة نشره أو إرساله لمن يطلع أو قد يهتم و يفعل شيئا بخصوص هذه الظاهرة السيئة و المخزية، أن يفعل، وأنا أضمن له ثوابا فائقا و مستطردا يفوق ما يـٌوهم به البعض من ثواب نتيجة اهتمامهم بإرسال مقولات عتيقة متهرئة بالسوس }}
.....
قيل: أعظم الأخطاء أن تكف عن العمل لأنك لا تستطيع سوى القليل، و الأجدى أن تفعل ما تستطيع.
.................
فعلا اخي ناصر لقد عرفت اللغة العربية وهي اللغة التي كانت على مر العصور وسيلة الادراك والنقل للآداب والعلوم المختلفة تهميشا في حياتنا حيث تراجعت قدراتنا الثقافية والعلمية وتضاءلت لدينا القدرة على الابتكار والابداع كما عرفت تدهورا ملحوظا مما ادى الى تركينها في زاوية كل المجالات . واذا رجعنا الى هذا التركين وهذا التهميش نجده ينقسم الى اقسام منها محاربة اللسان العربي والقومية العربية بكل الوسائل وجهل قواعدها ومفرداتها الجميلة حيث كان الهروب منها الى اللغات الاخرى الشيء الذي جعلها تواجه تحديات شرسة من قبل قوى العولمة المتمثلة في المصالح المادية الناجمة عن الاتصال الاجنبي .وكذلك مخلفات الاستعمارالتي خلفت ثمارها في هذا التهميش. وانتشار وسائل الاعلام المرئية والمسموعة زادت من حدة تفاقمها حيث اصبحت اللغة الاجنبية هي البارزة اما افتخارا او تحطيما او اعتقادا خاطئا او تلبية لمتطلبات العصر في الشغل والمواجهة المباشرة مع اصحاب الهمم والمتمركزين على اعلى قمم الدول العربية .
لكن علينا ان نقف وقفة تاملية دقيقة لمحاولة استرجاع مقوماتها
لانها مصدر الهوية ومظهرها في ظل هذا الزحف العولمي
فاللغة العربية لغة معظمة لأنها لغة القرآن ولغة العبادة الإسلامية ولغة الثقافة الإسلامية وهي اللسان المشترك بين المسلمين جميعا وحتى قال الإمام الشافعي في كتابه الرسالة على كل مسلم أن يتعلم من لسان العربية ما بلغه جهده حتى ينطق بالشهادتين ويتلو بها كتاب الله ويقرأ الفاتحة والتشهد والأشياء التي تتطلبها العبادة وقال الإمام بن تيمية إن فهم الكتاب والسنة واجب ولا يفهم الكتاب والسنة إلا بالعربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فتعلم العربية فرض واجب،
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيزبسم الله الرحمن الرحيم ( {وكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِياً وصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً} صدق الله العظيم،
تعد اللغة العربية من اغنى اللغات بالمفردات ، لانها تساعد المثقف العربي التعبير عن كل ما تراوده به نفسه بسهولة مطلقة
ولغتنا العربية، لغة كثيرة المترادفات متنوعة الأساليب والعبارات فيها الحقيقية والمجاز والتصريح والكناية وقد تم لها بحمد الله وبفضل الإسلام أن تتحول من لغة الأشعار إلى لغة الأفكار وأن تصبح لغة الشرع والعلم وأصبحت اللغة التي ترجم منها واليها المؤلفات العلمية والفلسفية والأدبية والتاريخية
يتراجع استخدام اللغة العربية في حياتنا اليومية، وبالمقابل تُفرض اللغات الاجنبية كالانجليزية في البدان البلدان العربية والفرنسية في البدان المغاربية ، كلغات للتعامل التجاري والاجتماعي في المؤسسات والادارات الحكومية ويزداد الاعتماد عليها يوما بعد يوم، فيجد المرء نفسه مجبرا على التعامل بها مع الشركات الكبرى اوالبنوك.
ولأن اللغة تشكل العامل الأهم في وحدة الشعوب وتوحيد الأرض، فإن الخطر الذي يتهدد العرب يتمثل في تهميش لغتهم بعد أن همشت قوميتهم وفُككت أواصرهم، فقد بدأت هذه المخلفات من عهد الاستعمار وتكاترت حاليا مع الفضائيات والقنوات . ونأخذ كأبسط مثال عندنا في المغرب حيث نجد ان اغلب تعاملاتنا في الشارع والمؤسسات والمحلات التجارية لا تستعمل الا الفرنسية ومن تكلم العربية يعتبر جاهلا .
للاسف هذا واقع ، فقلة قليلة هم من يتقنون لغة الضاد ولغة القرآن كما لا ننسى ما نجده في دول الخليج حينما تأتي الاسرة بخادمة تتقن الانجليزية لتتعامل مباشرة من الاطفال وتعلمهم اصولها وحين يختار الوالدين تعليه ابنائهم هذه اللغة الاجنبية وتهميش لعتنا الرسمية والاساسية
وبابتعادنا على لغتنا وانسلاخنا عن جلدنا نفقد هويتنا ونعطي للغرب فرصة الغلبة والسيطرة علينا والأسوأ أننا نساهم بشكل أو آخر في هذا الاتجاه حين نعتقد أن اللغة العربية غير قادرة على مواكبة التقدم الذي يشهده العالم في مجالات العلوم والبحث والتكنولوجيا.
{{ إني أهيب بكل من يقراء هذا الموضوع ويستطيع إعادة نشره أو إرساله لمن يطلع أو قد يهتم و يفعل شيئا بخصوص هذه الظاهرة السيئة و المخزية، أن يفعل، وأنا أضمن له ثوابا فائقا و مستطردا يفوق ما يـٌوهم به البعض من ثواب نتيجة اهتمامهم بإرسال مقولات عتيقة متهرئة بالسوس }}
يا جماعة ..يا قوم ...يا أخل المروج ..هل أرسل أحكدم هذا الموضوع لأحد الصحفيين أو الكتاب أو من اهل السلطة .؟؟؟ كما تمنيت علكيم ؟؟ هل لو وضعت لكم دعاء على الكفار وغيرهم وقلت لكم أرسلوه لعشرة أشخاص و ستنالون الكثير من الأجر ..هل ستتأخرون ؟؟ لا اعتقد. هذه ثقافتها المشوهة ..يسيطر عليها الهوس التراثي ولا نعيد التفكير والاستنباط لندرك أن الأمور نسبية و أن كل عمل خير سنثاب عليه .
أهلالعربية وثواب فائق
العرض العادي
