باسم الله الرحمن الرحيم
عبد الرحمن الداخل
عبد الرحمن الداخل هو عبد الرحمن بن معاوية استطاع أن يقيم دولة قوية في الأندلس ويعيد أمجاد أجداده. ويعيد الإسلام بعد أن كاد يستأصل من الأندلس.
- سقطت الدولة الأموية 132هـ وقامت الدولة العباسية.
- عبد الرحمن بن معاوية من البيت الأموي، ويعيش في العراق، وكان العباسيون يقتلون من هذا البيت كل من يبلغ، وقتلوا كل الأمراء المرشحين للخلافة إلا قليلاً.
- كان عمره حينئذ 19 سنة.
وبذلك نجد أنه كان مطلوب الرأس وصغير السن وليس معه من الإمكانات ما يستطيع أن يتصدى به للعباسيين.
التحدي الكبير
- كان يجلس في بيته في العراق ووجد الجيش العباسي يحاصر القرية كلها، فترك أهله وانصرف وأخذ أخاه معه وأخذ نقوده. لأن العباسيين لم يكونوا يقتلون النساء والأطفال.
عبر نهر الفرات وهرب من قوات العباسيين وقتل العباسيون أخاه أمام عينيه. وكان عمر أخيه 13 سنة.
- يمم مغرباً: لأن أخواله من البربر عبر الحجاز ثم مصر ثم ليبيا.
- وجد ثورة للخوارج يقودها عبد الرحمن بن حبيب وكان الخوارج يكرهون الأميون.
- اجتمع عليه الخوارج في القيروان وكادوا يقتلونه.
- فهرب إلى برقة في ليبيا ومكث 4 سنوات مختبئاًحتى 136هـ وكان عمره 23 سنة
الإرادة والهدف السامي
فكر هل يظل مختفياً طيلة عمره أم يظهر من جديد؟ فقرر أن يعيد مجد الأمويين. الذين يُقتلون في كل مكان.
التحديات الكبرى
كان مطلوب الرأس في أي قطر. فلو ذهب إلى الشام سيقتله العباسيون، ولو ذهب إلى شمال أفريقيا يقتله الخوارج.
اختيار المكان واقتناص الفرص
فكر أن أصلح البقعة هي الأندلس للأسباب التالية:
1- أبعد رقعة في بلاد المسلمين عن العباسيين.
2- يفصل بينها وبين العباسيين بحر مما يجعل عملية الوصول إليه صعبة وتستغرق وقتاً.
3- الوضع في الأندلس ملتهب جداً لكثرة الثورات بين القبائل. والناس تكره الحاكم يوسف ابن عبد الرحمن الفهري الذي استقل بالدولة عن الأمويين.
4- ظهرت في الشمال مملكة ليون وهي تحارب المسلمين.
5- الخوارج في الشمال الأفريقي يحاربون الأندلس.
لذلك فالأندلس أفضل مكان رغم وعورته. لأن هذه البلاد لا تبايع الخوارج ولا تبايع الدولة العباسية. فهي بقعة آمنة.
التخطيط للدخول واختيار شريحة التغيير.
بدأ تخطبط دخول الأندلس136هـ
درس الموقف وأرسل مولاه بدر لاستكشاف الأندلس.
درس القوى المؤثرة في الحكم.
راسل محبي الدولة الأموية.
راسل البربر يطلب معونتهم لأنهم على خلاف مع الحاكم يوسف بن عبد الرحمن الذي عاملهم بعنصرية.
راسل كل الأمويين في الأرض وأخبرهم بفكرته وعزمه على دخول بلاد الأندلس ويطلب معونتهم ومددهم.
وبذلك تجسدت شريحة التغيير في:
محبي الدولة الأموية - البربر- والقبائل المعارضة لحكم يوسف بن عبد الرحمن الفهري – والأمويين المتفرقين الذين لبوا نداءه من شتى بقاع الأرض.
فكرة بطولية عجيبة وعمره 23 سنة.
قرر عبد الرحمن بن معاوية أن يدخل الأندلس وحيداً. ولذلك أطلق عليه عبد الرحمن الداخل.
جمع الأعوان حتى 138هـ.
يقول له رسوله أن الوضع مجهز لاستقباله.
جهز سفينة ليسافر منفرداً إلى الأندلس واستقبله هناك مولاه بدر.
جمع شريحة التغيير (محبي الدولة الأموية - البربر- والقبائل المعارضة لحكم يوسف بن عبد الرحمن الفهري – والأمويين المتفرقين الذين لبوا نداءه من شتى بقاع الأرض.)
ومع ذلك لم يعثر على العدد الكافي.
حل مشكلة العدد
راسل اليمنيين لأنهم على خلاف مع يوسف بن عبد الرحمن الفهري. وهم أيضاً ليسوا على وفاق مع الأمويين. لكن اليمنيون لا طاقة لهم بيوسف بن عبد الرحمن الفهري. فتحالفوا معه.
وبذلك استطاع عبد الرحمن الداخل أن يقيم دولة من أقوى دول الإسلام في الأندلس وعمره 25 سنة، وتحول من طريد مطلوب الرأس إلى قائد وفاتح وحاكم خلده التاريخ. ويقول المؤرخون أن الإسلام كاد أن ينتهي في الأندلس 138هـ لولا عبد الرحمن الداخل.
عقبات ما بعد الدولة
تهديد الوجود
تعرضت دولته (إمارته) لعدد كبير من الثورات تزيد على 25 ثورة تغلب عليها جميعها.
ثم بدأت مسيرة النهضة وضربت أعظم الأمثلة الحضارية. ولم تتمكن الدولة العباسية من النيل منه نهائياً. وشيد عبد الرحمن الداخل ميناءً في أشبيلية، وأقام مصانع أسلحة في طليطة، واعتنى بالجيش وكان يطلق الجيوش بصفة دائمة للحفاظ على الدولة وتأديب المعتدين. زاهتم بالعلم والعلماء، وكانت في عصره حضارة كبرى يشهد لها التاريخ.
إن مثل هذه القصة تؤكد أن التغيير ليس مستحيلاً، وأن ما بعد الدولة قد يكون أشق مما قبلها، خاصة في مرحلة تهديد الوجود. إلا أن التغيير يحتاج إلى تخطيط ووعي وصبر وحكمة وأناة.
ويحتاج إلى عزيمة قوية صلبة، ورؤية واضحة للهدف وسعي جاد للوصول له.
وها هو أبو جعفر المنصور يشهد له. رغم أنه الخليفة العباسي إلا أنه سماه "صقر قريش".
سأل أبو جعفر المنصور يوماً جلاسه: "أتدرون من هو صقر قريش؟"
قالوا: أنت
قال لا. فعددوا له أسماء مثل معاوية وعبد الملك بن مروان
قال:لا.. بل عبد الرحمن بن معاوية. دخل الأندلس منفرداً بنفسه..مؤيداً برأيه... مستصحباً لعزمه.. يعبر القفر، ويركب البحر حتى دخل بلداً أعجمياً فمصَّر الأمصار، وجند الأجناد وأقام ملكاً بعد انقطاع بحسن تدبيره، وشدة عظمه
منقول للامانة
امكم إتمام الوفى