كان الكتاب في الماضي من أفضل وسائل الترفيه التي تنمي معرفة الإنسان..جوهرة
الواقع أن مشاهدة البرامج المرئية ( المتلفزة) بها الكثير من الفائدة لمن يرغب في الاختيار الجيد ، هذا أمر لا يعتبر سيئا.
القراءة للكتب الرقمية، على شاشة الحاسوب ، يصيب الكثيرين ببعض الملل، وبالنسبة لي أتحمل هذا الملل بالنسبة للكتب الغير متوفرة محليا أو ممنوعة من السلطة المجحفة لحقي في الاطلاع. إذ ليس هناك أجمل ولا أفضل ولا أكثر متعة من كتاب تضعه في جيبك وتقراء فيه بتمعن في كل فسحة تتوفر من الوقت. فعلا الكتاب خير رفيق.
وأنوه بأنه ليس على المرء أن يقراء باستمرار الكتب التي تحتاج إلى تركيز ذهني، فهذا قد يدفعه نحو التعب والشعور بالملل. بل يمكنه أن يقراء كتبا خفيفة و مسلية، مما يربي عنده حب الاطلاع، و يوسع مداركه فيتقبل بعد ذلك الكتب الأكثر دسامة.
كنت ذات مرة في قطار يترحل بين المدن في دولة اوربية، و كان بالغرفة معي رجل كبير السن، يبدو عليه الوقار و مظهره يدل على الهيبة، وجدته يقراء مجلة ميكي الشهيرة والمخصصة للأطفال. فسألته بما يفيد :الا ترى أن هذه المجلة تناسب الأطفال ولا تناسبك ؟؟
أجابني إجابة تعلمت منها الكثير ، فقد جذب حقيبته اليدوية ، وفتحها وأخرج منها أوراق تتسم بالخرائط الهندسية و الحسابات و ما شابه، وقال إن مخ الإنسان ، يتعب من مثل هذه الأوراق التي تحتاج للتركيز، وفي فسحة وقت ، كهذه الرحلة الطويلة ، يستحسن الاستفادة بقراءات مسلية وخفيفة تريح الذهن وفي نفس الوقت لا يصاب الذهن بالجمود من عدم القراءة.
وفعلا اتبعت نصيحته في قراءة كل ما يريح الذهن عندما يكون متعبا، ولو كانت مجلة سمير أو ميكي.
نستفيد من هذه الواقعة أن ديمومة القراءة بأي وسيلة كانت و اعمال الذهن فيما نقراءه ، و نحلل ماذا استفدنا منه؟ ولماذا قال الكاتب أو الروائي هذه الجملة هنا، ولماذا اختار أن يسمي هذه الشخصية هذا الإسم ؟ وما إلى ذلك من الأسئلة ، كل هذا ينشط الذهن و يجعله يخترق مجالات أوسع في استنباطاته و فهوماته.
أشكركم
|