يعد ابن رشد رجلا عبقريا وموسوعيا، أمضى فترة طويلة من حياته المزدهرة يعمل قاضيا وعالم فيزياء، وعرف في الغرب بشروحاته الواسعة لفلسفة أرسطو حتى إن كبار رجال الدين المسيحي في العصور الوسطى تأثروا به كالقديس "توماس أكونياس"·
كان الناس يستشيرونه في الأمور الطبية والأمور المتعلقة بالقضاء وفلسفة التشريع.
كان ابن رشـد متمكنا وضليعا في الأمور القانونية والدينية، وهي التي أهـلته للوصـول إلى مركز القاضي، كما أنه اهتم بالفلسفة وعلم المنطق، محاولا أن يخـلق توافقا بين الفلسفة والدين، وقد ظهر ذلك في العديد من أعماله، إلى جانب اهتمامه بدراسة ما ذكر، كان مولعا بالطب على غرار ابن سينا، وأظهر الفيلسوف الفرنسي "رونان" أن ابن رشد قد ألف 87 كتابا في موضوعات مختلفة·
ويلمس كل قارئ لمؤلفات ابن رشد بأنه رجل دين، فقد كتب في أحد مؤلفاته أن "أي شخص يدرس علم التشريح سوف يزداد ولاؤه وإيمانه بقدرة الله ووحدانيته"·
وفي أعماله الفلسفية ظهرت اللمسة الدينية وولعه بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة التي كان يستشهد بها في دعم وجهات نظره في قضايا متعددة·
وأوضح ابن رشد أن الوصول إلى السعادة الحقيقية لا يتحقق إلا عن طريق الفكر والتمتع بالصحة السيكولوجية (النفسية)، ولا يمكن التمتع بالصحة السيكولوجية إلا بالإيمان بقدرة الله ووحدانيته، معبراً أن الإسلام يهدف إلى المعرفة الحقيقية، وهي الاعتراف بوجود الله وعظمته وقدرته· وتشمل هذه المعرفة أيضاً معرفة السبل المتعددة التي تقود إلى إشباع الرغبات الدنيوية وتجنب الشقاء·
شكرا لك مشرفنا القدير حازم المراغى على طرحك هذه السيرة
الذاتية لهذا الرجل العبقري و هذه المعلومات القيمة
ننتظر منك المزيد من التميز و الرقي
اختكم نسمة المروج