الدائرة المفرغة للقهر

تنشغل السيدات المثقفات في عالمنا العربي بموضوع "حرية المرأة"تقام الندوات وتعد البرامج الاذاعية والتليفزيونية وتشارك القنوات الفضائية في هذه القضية "الهامة"لكل امرأة.
بالطبع أنا لست ضد هذه الحرية لكني أتساءل:لماذا حرية المرأة فقط؟ هل حصل الرجل على حريته فعلا وتريد المرأة اللحاق به؟بل هل الأطفال في مجتمعاتنا يتمتعون بأدنى قدر من الحرية؟
أرى أن حرية الانسان كل لا يتجزأ وغياب هذه الحرية يجعلنا ندور في حلقة مفرغة من القهر: الرجل والمرأة يتبادلان القهر ويطعمونه للأبناء الذين يكبرون ليدوروا في حلقة القهر مرة أخرى.
القوانين جائرة ولا تنصف المرأة . نعم ولكن هل تنصف الرجل؟
يجب توفيرالتعليم والرعاية الصحية للاناث . نعم، ألا يجب توفيرهما للذكور؟
يجب توفير فرص عمل للاناث.هل تتوفر هذه الفرص للذكور؟
بالطبع أنا لا أدعو الى تأجيل المطالبة بحرية المرأة حتى يحصل الرجل على حريته لكني أدعو الى عدم الفصل بين الاثنين وعدم خلق عداوة وهمية بين الذكر والأنثى بل يطالب الاثنان بحريتهما معا ويتعاونا على الخروج من دائرة القهر .

المحترمة منى شماخ:

هذه نظرة لحرية المرأة من زاوية قيمة الحرية في المجتمع ، وهذه النظرة نادرا ما تصادفنا، ورغم أن الرجل لديه الكثير من الحقوق تفوق ما توفر للمرأة ، إلا أنه ناقص الحرية أيضا:

المرأة فرض عليها الإنقياد لسلطة الرجل المتمثل في الأب والأخ والزوج و أحيانا الإبن !!

والرجل حكم عليه بالانقياد خلف التكلس الديني ، والسلطوي، فنجده في أغلب المجتمعات ، ينفس عن رغباته بالمزيد من التسلط على الجنس الآخر.

لا أريد أن أطيل وأتحدث عن أمور أخرى ظلمت المرأة ..كالحجاب ، والنقاب ، وعدم الاختلاط وغير ذلك ...رمظان كريم.

المشكلة ليست حرية المرأة بقدر ما هي معضلة ثقافة وتراث مشوه و حرية مجتمع.

أحييك لما جئت به، سيدتي و أشكرك

ناصر

عزيزتي منى لو تحدثنا عن الحرية بصفة عامة فلن نجد في مجتمعاتنا العربية اي
تفسير دقيق او توضيح ايجابي لان الواقع يفرض عدم الخوض في المطالبة بهذه الحرية لا للرجل ولا للمرأة وذلك بتواجدنا تحت رحمة الاستغلال والسيطرة والانحناء امام اللمتغطرسين المستحوذين .
وفي عمق هذه الهوية المتدنية تلمح الحرية المفقودة والدور المفقود والوجود المهمش للعنصرين معا لكن يبقى الاكثر تهميشا هو دور المرأة التي تعاني التبعية المفروضة عليها فتبقى تعاني الامرين من المجتمع ومن الرجل حتى التقدمي الذي لا يريد ان يتطورولا يريد أن يغيّر النظرة الدفينة التي توارثها عن اسلافه. فتبقى تحت رحمة المجتمع الذكوري الذي يستهين بقيمتها وقدرتها .فاي حرية ستنعم بها ولو النسبية منها مادامت في هذا الوضع ؟؟؟
عزيزتي منى تقام الندوات والمحاضرات والتنديدات والتجمعات والمقالات في كل من الجرائد والمجلات وعبر القنوات حول المطالبة بالحرية لكن هل له تأثير ايجابي في زحمة الجهل والتخلف الفكري؟
فكما قلت اننا ندور في حلقة مغلقة لاننا اذا تحدثنا عن الحرية فعلينا ان نعرف قيمتها ونعطيها كيانها للرجل اولا حتى يعترف بنصفه التاني ويهبه تلك الحرية التي نبحث عنها
شكرا عزيزتي منى شماخ على هذا العرض القيم والمعبر

تحياتي

كوثر 56