الإبـــداع بين الواقع والخطاب

الإبـــداع بين الواقع والخطاب

قال أحد الشعراء قديما:

كل من تلقاه يشكي زمانه ليت شعري هذه الدنيا لمن.

كثيرا ما ننشغل بالحديث عن نكد الحياة وشظف العيش، عن الانتباه إلى أوجه
السعادة المحيطة بنا وسعة الوجود، فنجتهد في تضييق ساحة التفاؤل وتوسيع ساحة
اليأس والقنوط. فقد تجد من الناس من عنده من أسباب التفاؤل والفرح ما لو وزع
على العالمين لكفاهم، لكنك تجده بالمقابل أسير خطاب يمنعه من التنعم بأسباب
السعادة والتفاؤل
قد يبدو الحديث عن السعادة والتفاؤل والفرح في أيامنا هذه حديث سذج بالنظر
إلى ما تنقله إلينا وسائل الإعلام من أحداث دامية يومية وأخبار عن ضروب الهزائم
التي تلحق بنا. وأعترف أن المسافة الفاصلة بين هذا الضرب من الحديث والسذاجة
ليس بالمسافة البعيدة. لكنني بالحديث عن أسباب السعادة إنما أريد التنبيه إلى شيء
مهم، إلى العامل النفسي وما له من أدوار مهمة في توسيع مجال الشكوى أو تضييقه،
أو في الدفع بالإنسان نحو تلمس أسباب الفرح والسعادة، أو أسباب القرح والتعاسة.


لقد بدا لي وأنا أجالس بعض الشباب العربي أنني وسط جيل من المبدعين تتوفر
فيه كل خصائص الإبداع، وتتوفر له كل أسباب النهوض؛ لكن حديثهم كان يشي لي
بأنهم سجيني خطاب تعجيزي، يوهمهم بأن زمن الإبداع لم يفتح بعد، وأن شروطه
لن تتحقق إلا بتحصيل جملة من الاستقلالات، السياسية والاقتصادية ولست أدري
ماذا كذلك! والحال أن هؤلاء الشباب مبدعون بالفعل، لا تقل إبداعاتهم قيمة عن
إبداعات غيرهم.
فكيف سيتحقق هذا الابداع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وما هو السبيل الى ذلك؟؟؟؟؟؟؟

تحياتي

كوثر 56

فكيف سيتحقق هذا الابداع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وما هو السبيل الى ذلك؟؟؟؟؟؟؟

لكي نكون مبدعين لا بد من التحلي بصفاتهم، التي يمكن أن تتعود عليها ونغرسها في أنفسنا ومن أهمها :
* البحث عن الطرق والحلول البديلة وعدم الاكتفاء بحل أو طريقة واحدة.
* تصميم وإرادة قوية.
* أهداف واضحة.
* تجاهل تعليقات الآخرين السلبية.
* عدم الخوف من الفشل ( أديسون جرب 1800 تجربة قبل أن يخترع المصباح الكهربائي ).
* تجنب الروتين.
* المبادرة .
* إلايجابية والتفاؤل.

وحتي بافتراض عدم توافر هذه الصفات فمن الممكن غرسها بداخلنا لتصبح بعد ذلك عادات متأصلة ..

غير أن معوقات الإبداع كثيرة، منها ما يكون من الإنسان نفسه ومنها وما يكون من قبل الآخرين، علينا أن نعي هذه المعوقات وتتجنبها بقدر الإمكان، لأنها تقتل الإبداع وتفتك به ومنها:
* الشعور بالنقص ويتمثل ذلك في أقوال بعض الناس: أنا ضعيف، أنا غير مبدع ... إلخ.
* عدم الثقة بالنفس.
* عدم التعلم والاستمرار في زيادة المحصول العلمي.
* الخوف من تعليقات الآخرين السلبية.
* الخوف على الرزق.
* الخوف والخجل من الرؤساء.
* الخوف من الفشل.
* الرضى بالواقع.
* الجمود على الخطط والقوانين والإجراءات.
* التشاؤم.
* الاعتماد على الآخرين والتبعية لهم..

وافر شكري-أختي كوثر-لطرحك القيم

ننتظر المزيد من إطروحاتك

دمت بتوفيق وابداع دائما

نعم اختي الفاضلة كوتر نعيش تحت مخدر المورثات الفكرية التي عرقلت سير شبابنا وتقدمهم نحو الأمام باحباط كبير وخوف من مستقبل مجهول وهكذا صنعت حواجز متينة وبنيت أسوار من الوهم والجمود .

بدون شك ان الماضي كان له عيوب وايجابيات ربما بطريقة او باخرى لعبت دورا رئيسيا في هذا التدهور وبكل تأكيد ان للحاضر والمستقل مقومات للنجاح ان استخدمت بطرق منضمة ومدورسة بكثير من الحكمة والتبصر ومادامت لن ترتبط طبعا بالتشاؤم والخوف والجبن .

ولهذا ومن اجل خلق هذا التحرر والتفاؤل وربط العزيمة علينا ان نتخلص من كل العقد ومن التفكير السلبي الذي يحطمنا ويقتل معنوايتنا والرؤية السوداء في هاجسنا ،بايجاد طرق صحيحة متقدمة وحضارية وفي نفس الوقت تتماشى مع مبادئنا واخلاقنا و ترقى بحياتنا ، وتستفيد منها الاجيال القادمة ...

شكرا سيدتي على مواضيعك الراقية وعلى اختياراتك الهادفة

ننتظر المزيد من هذا الرقي


اختكم جوهرة

يمكن أن نأخذ هذا الموضوع على أنه ذي شقين، الأول يتحدث عن الذين لا يعرفون ما قيمة ما بين أيديهم و يستثمرونه جيدا، سوى كان ذلك ، بالنظر لمن هو أقل منهم قدرة وإمكانات تعجزه عن التمتع بالثقة والسعادة، أو من هو أقل منهم في الكثير من الأشياء لكنه رغم ذلك لم يستسلم و حاول حسب استطاعته التمتع بالحياة والبعد عن التشاؤم ...(( فقد تجد من الناس من عنده من أسباب التفاؤل والفرح ما لو وزع على العالمين لكفاهم،...كوثر) )
....

الشق الثاني يتحدث عمن يستسلمون للظروف التعجيزية ، فيركنون إلى تصديق وقبول أنهم عاجزون عن العمل بجدية لصالح مجتمعاتهم ، سوى كان ذلك بالعمل المخلص النزيه أو باطلاق ملكاتهم الابداعية في أي مجال يرتاحون إليه. رامين بأسباب توهمهم هذا إلى عدم توفر الظروف الاجتماعية أو السياسية أو مثل ذلك.... (( فيه كل خصائص الإبداع، وتتوفر له كل أسباب النهوض؛ لكن حديثهم كان يشي لي بأنهم سجيني خطاب تعجيزي، يوهمهم بأن زمن الإبداع لم يفتح بعد، وأن شروطه لن تتحقق إلا تحصيل جملة من الاستقلالات، السياسية والاقتصادية ولست... والحال أن هؤلاء الشباب مبدعون بالفعل، لا تقل إبداعاتهم قيمة عن إبداعات غيرهم...كوثر ))
.....

والحقيقة أن الأخ بحر الأسرار أجمل عدة نقاط جيدة في تحديد المعوقات و كيفية القفز فوقها، و أقترح على أعضاء المنتدى أن يكتب لي هنا في هذا الشريط أو على البريد الخاص عما يراه معيقا له في إطلاق ملكاته الإنسانية في الإبداع أو العمل الجاد بحب وإخلاص للصالح العام ، و سأعمل رأي في تساؤله - و بكل تواضع - سآتيه برأي آملا أن يأخذه لأرب نقطة تحقق له مبتغاه.
.........

أحييكم

فعلا اخي بحر الاسرار لكي نكون مبدعين لا بد وان نتحلى بالارادة القوية والتفكير في كل الطرق دون الارتكان الى طريق واحد يغلب عليه الحزن والتشاؤم . لان الحياة فيها من المتناقضات ما يجعلنا نتقبلها كما هي وليس هناك اختيار الا انه في نفس الوقت علينا ايجاد السبل الكفيلة للخروج من شرنقة العجز واليأس والجمود حتى تسيرة السفينة الى بر الامان .
وما يجعل الركون في محطة الفشل يزيد توسعا هو انتظار اسهم الاخرين ونظرتهم المعاكسة التي تكون السبب في تحطيم النفس وتكتيف الايادي وتوقف العقل عن التفكير في الايجابيات وهذا هو الاسوء في الاستمرارية .
وكما قلت اخي بحر اننا علينا التحلي بالصبر واعتناق المباديء السليمة والابتعاد عن التبعية المدمرة وتحكيم العقل فيما هو نافع حتى ينتج ويعطي ثماره النافعة .
شكرا اخي بحر الاسرار على هذا التواجد الذي يسعدني لانه فعلا من بحر الافكار والاراء السديدة . فلا انحرمت تواصلك مع مواضعي الشيء الذي يعطيني الشحنة في الاستمرارية والتجديد

دمت في خير

كوثر 56

مما لا شك فيه ان الحياة تملؤها لغة الضاد وان السير تعرقله الموروتات
وحتى المستجدات اعطت طابع التشاؤم حيث جعلت من فئة كثيرة لا تحرك ساكن ولا تنتقل من الشمس الى الظل الا بصدور اوامر من يسيطرون على عقولهم .فبدل التحلي بالقيم الحميدة والصبر والتنقيب عن الاهداف الواجب اتباعها يستسهلون التركين على المخلفات او السعي الى التقليد الاعمى اوالاخد بالسهل من الامور . وهذا ما يجعل العقل يتجمد ويستشعر بالحزن والاحباط والتشاؤم فيزيد تعقيدا بالرجوع الى الوراء .
فعلى الانسان دائما ان يتقبل الحياة بما فيها ولا يقف عند اية علامة لان شعار الاستمرارية في التحدي والصمود والمواجهة والعزيمة من الامور .
فليت شبابنا يعي المنعطف الخطير الذي يتسابق من اجل الوصول اليه بانه منعطف خطير لا يوصلهم الى بر الامان . وتكون الاهداف النبيلة هي الشعار المحمول ومحاولة اعطاء فرصة للعقل في الابداع حتى يرقى الى حياة افضل .
شكرا عزيزتي جوهرة على هذا التواجد الفعلي وهذا التلاحم في ابدال الرأي
فلا انحرمت تواصلك

دمت في خير

كوثر 56

نعم اخي ناصر نجد من الناس من ليدهم كل الامكانيات ووسائل الترفيه
باختلاف انواعها لكن مع الاسف ليست لديهم القناعة الداخلية التي
تطمئن قلوبهم فتجدهم اما يلهتون عن المزيد او يتشدقون للاخرين او
تقودهم اطماعهم الخبيثة الى افساد ما لديهم باتباع المغريات الفاسدة
فلا يعرف للراحة طريق ولا للسعادة معنى ولا للتفاؤل قيمة.

كما ان الانسان نجده مصتف الى طبقات كل طبقة تنظر الى الحياة بمنظور
مختلف ومن هنا نجد من يتداول التشاؤم في حديثه وتصرفاته واعمالهه
فينظر الى سلبيات الامور وسواد النقط والعجز في الحركة ويبقى مشدود
الايادي وجامد العقل ومتشدد التفكير فاسحا المجال للتبعية والعمل بالاوامر
معلقا الامال في تغيير الاوضاع ليستطيع التحرك وكأن تحريكه بابه مقفل
الا بهذه الاعتقادات ناسيا ان حريته الفكرية ملكه وان هدفه في الحياة
نقطة تحوله وان سرعة اندفاعه الى الامام من اختصاصه .
فعلى اي انسان ان لا يبقى مكتوف الايادي ينتظر المجهول بل عليه ان
يسارع الى نزع الغشاوة التي تركنه في زاوية الجمود حتى يستطيع
مسايرة الركب .
شكرا اخي ناصر العربي على هذا التواجد المشرف وهذا التحليل
السليم . فلا انحرمت اخي من توجيهاتك ولا آرائك السديدة
دمت لهذه المروج عونا وسندا وموجها صائبا

تحياتي

كوثر 56

شدنى موضوعك القيم اختي كوثرالذى لخصت به فى كلمات موجزة ولكنها معبرة قضية من القضايا الهامة وأصبت بكلماتك كبد الحقيقة وفجرت قضية هامة تؤرق كل مثقف وأجبت على سؤال كان دوما يدور بخلدى ماهو الإبداع ؟؟
وهل كل من كتب سطورا قام بنسخها من هنا أو من هناك يكون مبدعا؟ وماهى التحديات التى تواجه المبدعين فى عصر العولمة والسماوات المفتوحة؟وسعى مدعى الثقافة والفكر لشغل مكانة مرموقة بين الناس وخطف الأضواء من المبدعين الحقيقين الذين تابى أنفسهم إستجداء الشهرة والمجد المزيف على حساب مبا دئهم وقيمهم وبيع أفكارهم فى سوق العهر الثقافى والذى يسمى خطأ فنا ويعانون ما يعانون فى ظل هذا التصحر الثقافى والمعلوماتى الذى أصاب شباب هذه الأمة الذين باتو يلهثون وراء كل زاعق وناعق ويتلهون بملهاة من صنع تلامذة الشيطان وأعداء الإنسان
وفى ظل هذه المسرحية الهزلية يقف المثقف الجادو ذوالمبادئ الراسخة فى حيرة ويتساءل ما بال هؤلاء القوم لا يفقهون؟
ونظرا لصعوبة وتكلفة نشر الكتب فضلا عن بوار سوقها وندرة المثقفين والمهتمين بالمطالعة يجد المبدع أمامه عالم الإنترنت بكل حسناته وسيئاته يفتح له ذراعيه فى المدونات الخاصة والمنتديات الثقافية والفكرية والعامة
ولكنه لا يسلم من الأذى وسرقة إبداعه على يد مدعى الثقافة ومدمنى الشهرة والأضواء فيقع بين شقى رحى إما ينكفئ على نفسه ويحبس إبداعه بين أوراقه الخاصة أو يخوض غمار هذا العالم بحثا عن مكان له تحت المجهر
عذرا أختى الكريمة للإطالة فالموضوع ذو شجون ولا تبتأس ألا تجد صدى لإبداعك

شكرا اختي الغالية على موضوعك الراقي و الاختيار الهادف و المفيد

ننتظر المزيد من رقيك


اختكم نسمة المروج

ليس كل ما يقوم بكتابة مواضيع او سطور من هنا وهناك كما قلت او نقلها من الوسائل المتاحة اليوم والسهلة ا لمنال يكون مبدعا . فاي ابداع مع هذا كله ؟؟ واي طموح وتحدي واصرار على ابراز الذكاء والعطاء مع الجاهز الموجود ؟؟ واي بحث وتقييم للاشياء مع طبع المواضيع وافكار الغير في رمشة عين؟؟ لا ليس هذا هو الابداع . الابداع هو الاصرر والتحدي . هو العطاء بدون مقابل . هو الاخلاص والتفاني في العمل دون انتظار كلمة شكر ولا تناء.

فعلا عزيزتي العولمة غزت كل البيوت واصبح من السهل طبع ما يراد طبعه بلا مقابل ولا جهد ولا تردد علما بان ما يطبع كان من قبل جهد وسهر وتعب وتحدي لمبدعين مثقفين عملوا على قضاء جل اوقاتهم في تقديم ما هو موجود حتى اصبح جاهزا لسرقته او تدميره او اعتماده لاشخاص وهميين او حذف نقط جد مهمة وهذا ما جعل ذلك المثقف المبدع يحتار في امر ما يقع . ويتساءل هل يبقى مجهوده بين يديه لكن لا يطلع عليه احد ؟.اويعمل على نشره مع تركه لكل ما يقع له ؟ وفي كلتا الحالتين يبقى دائما مهظوم الحقوق وفي حيرة من امره.
ومن هنا نتمنى ان يظل الابداع قائما والتحديات والصمود في اخراج ما بجعبة العقل جاري المفعول وان لا يبقى الشباب الى السهل والجاهز جارف حتى تبقى التقافة في تميز وتطور وسمووالابداع في علو ورفعة
شكرا عزيزتي نسمة المروج على روح الحوار الذي تمتازين به ومداخلاتك السامية التي تنعمين بها . وتواصلك المشرف الذي اسعد به . فلا انحرمت طلتك الندية ولا تواصلك الراقي

تحياتي

كوثر 56