ابن خمسين
ظننت أني في ريعان الشباب
أدق على قلوب النساء الباب
لأجد امرأة أنال منها الإعجاب
وتكون عندي من أحب الأحباب
أحبها بعد ما الحب عني غاب
أعشقها فقلبي من الحرمان ذاب
نلهو معا كما تلهو صبيّة وشاب
أمتعها تمتعني فكلانا شباب
سعداء في قصر أو ببيت تراب
أنسى معها الهم والألم والعذاب
هذا ظني لكن ظني قد خاب
بعد حوار ونقاش وجدال وعتاب
وكلمات سمعتها من أعزِّ الأصحاب
عرفت بعدها أن شبابي قد غاب
أتظن أنك ما زلت من الشباب
لا .لا لقد صرت كهلا من الشيّاب
وجسمك قد وهن وظهر به الخراب
وشعر رأسك قد ابيض وشاب
كنتَ عصفوراً وأصبحتَ غراب
وانحنى ظهركَ بعد انتصاب
ابن خمسين والقبر في اقتراب
صديقي لم يزل قلبي في شباب
ليس المهم أنّ قلبك في شباب
المهم المظهر والوجه الجذاب
ممشوق القوام وفيك انسياب
أو قوة شباب تنال الإعجاب
أو مال يصرف بما لذ وطاب
للسهر والسمر والأكل والشراب
أموالٌ تتركها إذا صرت في التراب
لطامعةٍ ترثكَ ثم تستمتع بالشباب
بهذه الصفات تنال كل الإعجاب
إن بلغت تسعون أتوك للأبواب
أو هرمتَ أو صرت من الشياب
أخي صديقي يا أحب الأحباب
جزيت خيرا هديتني للصواب
وأزحت من على عينيَّ الضباب
قد عرَّفتِني نفسي وعقلي إليَّ آب
أنا ابن خمسين ولست من الشباب
أبو الجود
24/7/ 2008